إسرائيل ترفض الوساطة بين مصر وإثيوبيا في أزمة سد النهضة.. لماذا؟

الأحد 18 يوليو 2021 12:37 م

رفضت إسرائيل التوسط بين مصر وإثيوبيا، على خلفية الأزمة المندلعة بينهما بسبب سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق ويثير مخاوف في القاهرة.

كشف ذلك الكاتب الإسرائيلي "جاكي خوجي" في مقاله بصحيفة "معاريف"، حين قال إن إسرائيل رفضت الوساطة بين مصر وإثيوبيا، "دون أن يكون لديها أي طموحات بحل مشاكل الآخرين، رغم أن ما يحصل جنوب إسرائيل بين ذلك البلدين قد يوجد ما يريح الإسرائيليين في متاعب الآخرين".

وأوضح أن "مصر طلبت وساطة إسرائيل قبل نحو عامين في هذه القضية، وتمت مناقشة السؤال المصري بجدية، ولكن في النهاية تقرر رفض الاقتراح".

وأضاف: "فرص نجاح المهمة الإسرائيلية متدنية، وسيسارع الجانبان، الإثيوبيون والمصريون، إلى لوم الوسيط على الفشل، رغم أن بعض الدول اكتسبت خبرة في حل نزاعات دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وألمانيا ودول الخليج".

وأشار "خوجي" إلى أنه "منذ بداية ولادة الدبلوماسية الإسرائيلية، لم يكن لديها طموح لحل مشاكل الآخرين، إنها ليست مسألة قدرات، بل ثقافة سياسية، لأن إسرائيل لم تنظر إلى نفسها على أنها قوة إقليمية، وإذا كان الأمر كذلك، فعندئذ عسكريًا فقط، وليس دبلوماسيًا". 

وأكد أنه "بعكس صديقتها الولايات المتحدة، فإن إسرائيل ليست مرسلة لأفكار عالمية، وإذا رأت نفسها على هذا النحو، فهذا ليس واضحًا في سلوكها السياسي، على عكس مصر، على سبيل المثال، التي تريد أن تظهر نفسها كدولة مؤثرة، وتلعب دورًا إقليميًا، وهي في عجلة من أمرها لتقديم خدمات الوساطة لأي جهة تحتاجها".

وزعم أن "إسرائيل ترى نفسها، حتى بعد 70 عامًا، تسعى لترسيخ وجودها في المنطقة، رغم أنها أقوى من كل جيرانها، ولكن عندما تنشغل الدولة بالبقاء، أو على الأقل تختبر نفسها على هذا النحو، فإنها لا تخلو من مشاكل الآخرين، وهذا التمييز يقودنا لسؤال أوسع: هل إسرائيل لاعب جيد في الساحة السياسية؟، وهل شرعت يوما في عملية سياسية ذات أهمية استراتيجية؟".

وتابع: "القيادة الإسرائيلية ليست مبرمجة لحل المشاكل المعقدة بالطرق الدبلوماسية، إنها جيدة في تحديد العدو، وفي الحلول العسكرية، سيفها مصقول، لكن لسانها ممل".

وقبل أيام، دعا الدبلوماسي المصري السابق "مصطفى الفقي"، بلاده إلى الاستعانة بإسرائيل في نزاع ملف سد "النهضة"، وقال: "بعض الكروت لم تستخدمها مصر من أجل الضغط على إثيوبيا، بينها الحديث مع إسرائيل".

وأكد أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل لم تخرقها القاهرة أبدا رغم استفزازات تل أبيب، متسائلا: "كيف تساعد إسرائيل دولة تعمل على الإضرار بمصر، ونحن نتفق على أنه لا ضرر ولا ضرار".

إلا أن وزير الري المصري الأسبق "محمد نصر الدين علام"، اتهم إسرائيل بأنها تتلاعب بشكل خفى فى أزمة سد النهضة بمساندتها لإثيوبيا، مشيرا إلى أن الهدف من وراء ذلك هو التضييق على المصريين في نهر النيل.

وتعتبر إسرائيل حليفا مهما للنظام المصري، ووصلت العلاقات بينها وبين النظام المصري الحالي إلى مستوى لم تبلغه مسبقا، بحسب تصريحات المسؤولين من كلا الجانبين، كما تعد اتهامات "علام" انتقادا نادرا من مسؤول بارز (حالي أو سابق) في النظام المصري.

والأسبوع الماضي، خصص مجلس الأمن، جلسته لبحث أزمة سد النهضة، قبل أن يعيد القضية إلى الاتحاد الأفريقي، داعيا الدول الثلاث إلى المضي في مسار التفاوض بدون تحديد سقف زمني، كما طالبت مصر والسودان.

وقبلها، أخطرت إثيوبيا دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.

وتصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز الجاري وأغسطس/آب المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بالخرطوم والقاهرة، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.

بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر إثيوبيا سد النهضة إسرائيل وساطة إسرائيل

مصر وسد النهضة.. العطش أو مياه إلى إسرائيل

إثيوبيا تحدد موعد الانتهاء من الملء الثاني لسد النهضة

إسرائيل: نقف على الحياد بأزمة سد النهضة ونحترم مصر والسيسي

بعد غياب 19 عاما.. إسرائيل تعود للاتحاد الأفريقي عضوا مراقبا

تنديد فلسطيني بانضمام إسرائيل إلى الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب