شدد "راشد الغنوشي" زعيم حركة النهضة التونسية، رئيس البرلمان المجمد بقرار من رئيس البلاد "قيس سعيد" أن أي حكومة لا تمر على البرلمان المنتخب من الشعب لن تكون لها شرعية.
وقال "الغنوشي" في حوار أجراه مع وكالة الأنباء الفرنسية الخميس "إنه لا شرعية لحكومة لا تمر بالبرلمان" وذلك بعد أيام من قرار الرئيس التونسي بالإطاحة بالحكومة وتجميد البرلمان وسلسلة أخرى من الإجراءات الاستثنائية التي وصفتها المعارضة بالانقلاب على الدستور.
واتهم "الغنوشي" الرئيس التونسي "قيس سعيد"، باستغلال غياب المحكمة الدستورية لكي يحتكر تفسير الدستور وليصبح هو المحكمة الدستورية.
وأشار "الغنوشي" إلى انقطاع التواصل بينه وبين "سعيد"، قائلا "ليس هناك حديث مع السيد رئيس الجمهورية ولا مع أعوانه".
ورغم ذلك، قال "الغنوشي": "نرى أنه ينبغي أن يكون هناك حوار وطني من أجل كيف تكون لتونس حكومة".
وعقب: "مستعدون لأي تنازل، إذا كانت هناك عودة للديمقراطية...الدستور أهم من تمسكنا بالسلطة".
وبالرغم من الانفتاح على الحوار، شدد "الغنوشي" بالقول "إن لم يتم الاتفاق على عودة البرلمان وتكوين حكومة وعرضها على البرلمان، الشارع التونسي سيتحرك لا شك، وسندعو الشارع التونسي للدفاع عن ديمقراطيته وأن يفرض رفع الأقفال على البرلمان".
ونوه زعيم حركة النهضة أنه "كانت هناك خشية من أن يكون هناك صدام مع الجيش وكان عشرات الآلاف يزحفون للعاصمة من أنصار النهضة"، وطلبت منهم العودة.
وعقب: "هذا لا يعني أننا سنسكت على الانقلاب. نحن سنقاوم الانقلاب بالوسائل السلمية".
وتابع: "نحن ماضون في الوسائل السلمية والحوار والتفاوض وضغط الشارع وضغط المنظمات والمفكرين والضغط الداخلي والخارجي من أجل استعادة الديمقراطية".
ومضى موضحا "قلت من اللحظة الأولى إن هذا انقلاب على الدستور وعلى الثورة والشعب التونسي لأنه مخالف الدستور (...). إنه انقلاب على الدستور بوسائل دستورية متعسفة، وذلك خطأ جسيم".
وأضاف "هناك محاولات لتحميل سلبيات المرحلة للنهضة. لكن خلال السنوات العشر الماضية، كانت هناك عناصر إيجابية، فتونس كانت الاستثناء الذي حافظ على شعلة الحرية في منطقة كلها دكتاتورية وتعرضت تونس للتآمر على ديمقراطيتها من طرف الأنظمة التي تخاف الديمقراطية التونسية".
واعترف "الغنوشي" بوجود أخطاء قائلا "كانت هناك أخطاء في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، والنهضة تتحمل جزءا من المسؤولية".
وذكر "الغنوشي" "الانقلاب الذي حصل لم ينه التجربة التونسية ولم ينه الربيع العربي".
ولفت إلى أن "الأحزاب السياسية أخطأت خلال الست سنوات السابقة ولم تنجح في إقامة المحكمة الدستورية لتكون حكما بين السلطات".
وأعرب "الغنوشي" عن تفاؤله بمستقبل الديمقراطية في تونس، مؤكدا أن الانقلاب سيفشل.
