ماذا يعني إعادة اشتعال القتال في الجنوب السوري؟

الأحد 1 أغسطس 2021 01:13 ص

إذا فشل النظام السوري وقوات المعارضة في إبرام اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، فإن تصعيد القتال في الجنوب السوري يمكن أن يحفز اضطرابات في مناطق أخرى يسيطر عليها النظام مما يهدد بطوفان جديد من اللاجئين إلى الأردن.

واندلعت التوترات بين النظام والمعارضة في مدينة درعا الحدودية الجنوبية في 29 يوليو/تموز، فيما اعتبره المرصد السوري لحقوق الإنسان "الاشتباكات الأعنف والأوسع في درعا منذ أن سيطرة النظام عليها".

وزعمت صحيفة "الوطن" السورية أن عملية عسكرية بدأت ضد قوات المتمردين، في حين أفاد الناشطون ومصادر المعارضة أن المتمردين استولوا على نقاط تفتيش عسكرية وردعوا هجمات النظام.

محركات الأزمة

بدأت الأزمة في درعا منذ 25 يونيو/حزيران، عندما طالبت قوات النظام السوري المتمردين السابقين بتسليم الأسلحة الخفيفة بموجب اتفاق وقف إطلاق نار في عام 2018، لكن المتمردين رفضوا ذلك، وحاصرت قوات النظام المدينة في محاولة للضغط على المتمردين لإجبارهم على تسليم أسلحتهم.

تقع درعا على معبر حدودي حيوي بين الأردن وسوريا كان مصدرًا رئيسيًا للتجارة قبل الحرب، وكان البلدان بصدد إعادة فتح المعبر بعد إغلاقات الوباء.

وأصبح وصول النظام السوري إلى المعبر والتجارة الأردنية أكثر أهمية من ذي قبل بسبب المشاكل الاقتصادية المتزايدة والتي أججت لاحتجاجات حتى في المناطق الموالية للنظام.

كما إن درعا هي أحد المناطق القليلة التي لم تتضمن صفقة المصالحة فيها بين النظام والمعارضة إجلاء المتمردين إلى محافظة إدلب مما ترك الكثير من المتمردين مسلحين في مواقعهم كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ عام 2018، شهدت المدينة عدة اشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضين تضمنت تبادل لإطلاق النار وتفجيرات.

مستقبل المفاوضات

على المدى القريب، سيقوم المتمردون والنظام بإجراء محادثات لوقف إطلاق النار، ومن المحتمل أن يستمر كلا الجانبين في استغلال القوة العسكرية للحصول على أفضلية في اتفاق وقف إطلاق النار، مع سعى النظام إلى دعم روسي وإيراني لتنفيذ حملة عسكرية أكثر شمولا في درعا.

وفي الوقت نفسه، سيحاول المتمردون الاستفادة من الضغط العسكري لكسب تنازلات من دمشق خلال المفاوضات.

وترددت روسيا في تنفيذ عمليات عسكرية واسعة في جنوب سوريا فيما يعود جزئيا للقلق من خلق طوفان جديد من اللاجئين الذين قد يثيرون غضبا دوليا.

وتخشى موسكو أيضا أن تؤدي هذه العمليات إلى زيادة الاهتمام الإسرائيلي والأمريكي بالقتال على الأرض لحماية مرتفعات الجولان القريبة من القوات المدعومة من إيران.

وخلال هجوم عام 2018 الذي شهد إعادة سيطرة قوات النظام على درعا، كان على روسيا أن تطمئن إسرائيل أن القوات الموالية لإيران لن تتخذ موقفًا معاديًا في أعقاب العمليات وأن الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان ستبقى آمنة.

أما إذا فشلت محادثات وقف إطلاق النار، وتمكن المتمردون من ردع قوات النظام، فإن الاضطرابات قد تمتد لباقي مناطق سوريا وقد تدخل إدلب على خط المواجهات.

طوفان لاجئين جديد

وأدت 10 سنوات من الحرب وأزمة "كورونا" وعقوبات الولايات المتحدة مع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في سوريا إلى تأجيج الاحتجاجات ومستويات غير مسبوقة من المعارضة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في المناطق الموالية للحكومة.

كما أن انتصار المتمردين في هذه المرحلة المتأخرة في النزاع يمكن أن يشجع المعارضين على تحدي سيطرة النظام والمطالبة بتنازلات اقتصادية وحتى سياسية.

وسيرسل ذلك رسالة إلى المقاتلين في إدلب أن الدعم الروسي والإيراني قد يكون ضعيفا أو يمكن تقليل أهميته، مما سيشجعهم على مضايقة قوات النظام على طول خط وقف إطلاق النار في المحافظة.

ولكن إذا حصلت دمشق على ما يكفي من الدعم الإيراني والروسي للقيام بعملية عسكرية واسعة في المدينة الحدودية، فإن التصعيد اللاحق للعنف سوف يهدد بإرسال موجة جديدة من اللاجئين إلى الأردن الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة.

وإذا استمر المتمردون في التقدم في درعا، فإن روسيا وإيران قد تعطيان النظام السوري دعمًا أكبر لعملية عسكرية واسعة، بما في ذلك الدعم الجوي.

ومع ذلك،فإن هذه العملية ستؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين بشكل واسع كما سترسل طوفانًا جديدًا من السوريين إلى الأردن، ومن شأن ذلك أن يجبر الدول الأخرى على تكثيف المساعدات للأردن الذي يستضيف بالفعل 655 ألف لاجئ سوري.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

درعا إدلب سوريا اتفاقية وقف إطلاق النار الأردن اللاجئين الجنوب السوري

15 قتيلا على الأقل.. هجوم عنيف للنظام السوري على درعا وريفها