قتل 15 مدنيا وأصيب العشرات، بمدينة درعا وريفها جنوبي سوريا، جراء قصف مكثف لقوات النظام على أحياء درعا البلد وبلدة اليادودة.
يأتي ذلك في أول تصعيد منذ العام 2018، وقد بدأ عقب محاولة النظام اقتحام درعا البلد بعدما رفضت المعارضة منح دمشق السيطرة الكاملة عليها.
وأوضحت مصادر، أن قوات النظام، قصفت منزلا في بلدة اليادودة، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، بينهم 3 أطفال من عائلة واحدة.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن جيش النظام السوري استخدم الرشاشات المتوسطة والثقيلة وقذائف الهاون وصواريخ أرض-أرض قصيرة المدى، في شن الهجوم، فيما سقطت قذائف هاون على مخيم درعا بالمدينة.
وأضاف المرصد، أن هجوما مسلحا نفذه مسلحون على مقر يتبع لأجهزة النظام الأمنية، وذلك في مدينة إنخل بريف درعا الغربي، دون معلومات عن خسائر بشرية.
ووفقا لمعلومات المرصد، فإن المسلحين المحليين تمكنوا، رداً على التصعيد في درعا البلد، من السيطرة على حاجز صيدا وحاجز أم المياذن بريف درعا الشرقي، وسط معلومات عن سيطرتهم على حواجز أخرى شرقي درعا، بالإضافة لحاجز الري بالمزيريب بريف درعا الغربي.
وقبل 3 أيام، توصلت لجنة المصالحة بدرعا البلد وقوات النظام إلى اتفاق يقضي بسحب جزئي للأسلحة الخفيفة المتبقية بيد المعارضة، ووجود جزئي لقوات النظام.
والثلاثاء الماضي، رفض وجهاء درعا البلد، في بيان لهم، دخول قوات النظام للمنطقة، وطالبوا بخروج عناصر المعارضة منها في حال إصرار النظام على دخولها، الأمر الذي رفضه النظام، وشن إثر ذلك هجوما صباح اليوم.
وأدت الحملة العسكرية على درعا البلد إلى هجوم مقاتلين من أهالي درعا على عدد من حواجز قوات النظام في ريفي المحافظة الغربي والشرقي، وسيطر المقاتلون على عدد منها، وتمكنوا من قتل وأسر عدد من أفراد قوات النظام، والاستحواذ على ذخائر وأسلحة متوسطة وخفيفة.
ولجأت قوات النظام إلى توسيع قصفها ليشمل مناطق آهلة بالسكان في مدن وبلدات عدة، من بينها مدينة طفس وبلدتا اليادودة والمزيريب، وقالت مصادر محلية للجزيرة إن قصف النظام أودى بحياة 6 أشخاص، بينهم 3 أطفال وامرأة.
وتأتي هذه التطورات بعد مقاطعة أهالي درعا البلد الانتخابات الرئاسية، التي أُجريت في آخر مايو/أيار الماضي، وخروج مظاهرات رافضة لها، وهو ما دفع قوات النظام إلى حصار المنطقة ومحاولة إخضاعها بالقوة وفرض إقامة حواجز عسكرية وأمنية خلافا لاتفاق التسوية المبرم قبل 3 أعوام بين المعارضة السورية وروسيا.
يشار إلى أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها فرضت في 25 يونيو/حزيران الماضي، حصارا على درعا البلد، التي يقطنها 40 ألف نسمة، بعد رفض المعارضة تسليم السلاح الخفيف، باعتباره مخالفا للاتفاق الذي تم بوساطة روسية عام 2018، ونص على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط فقط.