خرقت قوات النظام السوري، الهدنة المعقودة في منطقة درعا البلد، بوساطة روسية، مع "اللجنة المركزية" لمدينة درعا، حيث قصفت مدافع النظام المنطقة بقذائق الهاون والرشاشات الثقيلة، وسط حاولات لاقتحام المدينة.
واستهدفت قوات النظام ليل الإثنين الثلاثاء، الأحياء السكنية في درعا البلد بقذائف الهاون والدبابات، واستمر القصف لأكثر من ساعة بشكل متواصل، وسط محاولة لاقتحام المدينة من المحور الجنوبي، باءت بالفشل.
وقال مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر المعارض: "بدأت قوات النظام قصفها المدفعي وبراجمات الصواريخ والدبابات على أحياء مدينة درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا".
وأضاف المصدر، أن هناك "اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من أبناء أحياء درعا البلد وقوات النظام، التي خسرت عربة شيلكا، خلال تقدمها على أطراف حي المنشية جنوب عرب حي درعا البلد".
وحمل مصدر في لجان درعا المركزية، قوات النظام، فشل المفاوضات، بسبب شروطها التي وصفها بـ"التعجيزية".
Now Assad regime and #Iran gangs are targeting #DaraaAlBalad, south of #Syria with Heavy shelling..#Daraa_Under_Attack #Daraa_under_bombing #Daraa_AlBalad_Under_Siege #درعا_تحت_القصف pic.twitter.com/89tf7PTDyR
— Hamza Alheraki (@HerakiHamza) August 2, 2021
وقال المصدر التابع للجان درعا المركزية: "حاول الوفد الروسي التوصل إلى حل تهدئة، ولكن القوات الحكومية بدأت تفرض شروطا تعجيزية، لم تكن موجودة خلال الأيام الماضية".
وتابع: "هم مصرون على دخول الحرب، وتدمير حي درعا البلد، وهذا الكلام ليس جديد، بل ردُد في كل تصريحاتهم".
وكانت محافظة درعا شهدت خلال الأيام القليلة الماضية التي تَبِعت التصعيد العسكري، العديد من المفاوضات التي لم تحظ بقبول طرفيها من "اللجنة المركزية" الممثلة عن درعا البلد، و"الجنة الأمنية" الممثلة عن النظام السوري وميليشياته في المدينة.
وجرت آخر تلك المفاوضات، الأحد، بوساطة روسية، وأُجبرت قوات النظام خلالها على وقف إطلاق النار، دون تحديد مدة زمنية لانتهاء التهدئة.
وقالت وكالة "نبأ" (محلية)، إن وساطة روسية جرت لضمان التهدئة العسكرية في المدينة، دون تحديد مدة زمنية معينة لنهاية وقت التهدئة، وهو التدخل الأول للقوات الروسية منذ بداية التصعيد في درعا قبل عدة أيام.
داعل منذ قليل، اشتباكات بين قوات الاسد وشبّان من ابناء حوران تلبية لفزعة #درعا_البلد#الحرية_لدرعا#درعا_تحت_القصف#Daraa pic.twitter.com/dB0jHjfXjI
— احمد المجاريش (@zzazmj88) August 3, 2021
وقبل ذلك، كانت قد اتفقت قوات النظام و"اللجنة المركزية" في المدينة، السبت، على وقف إطلاق نار مقابل ترحيل قائد إحدى فصائل المعارضة السابقين "عبدالله المسالمة"، الملقب بـ"الهفو"، بتوافق من جميع الأطراف ومن بينهم "المسالمة".
وخرقت قوات النظام الاتفاق آنذاك باستهدافها للمدينة بقصف مدفعي وصاروخي ما دفع "المسالمة"، إلى رفضه الخروج من المدينة مجددًا، الأمر الذي أسفر عن فشل المفاوضات من جديد.
وأمام ذلك، وصلت من دمشق وريفها والقنيطرة تعزيزات عسكرية، مزودة بدبابات وراجمات صواريخ ومدفعية، وتمركز العشرات منها في بلدة النعيمة على أطراف مدينة درعا الشرقية، في خطوة وصفها مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر المعارض، قوات النظام السوري والميليشيات التابعة، بالتحضير لعمل عسكري كبير.
من جهة ثانية، دان المبعوث البريطاني الخاص بسوريا "جوناثان هارغريفز"، حملة النظام على درعا وحصار أحيائها، وقال في تغريدة على "تويتر"، إنه "بعد 10 سنوات على الانتفاضة السورية، يواصل نظام (بشار) الأسد عنفه ضد شعبه في درعا".
وأضاف أن بلاده تدين انتهاك النظام القانون الدولي الإنساني، وأنها ستواصل العمل مع المجتمع الدولي والشركاء لضمان محاسبة المسؤولين عن جرائمهم، حسب وصفه.
10 years since the Syrian uprising, the Assad regime continues its violence against the people of #Daraa. The UK condemns these actions & the regime’s violation of IHL. We will continue to work with intl. partners to ensure those responsible are held accountable for their crimes
— Jonathan Hargreaves (@UKSyriaRep) August 2, 2021
ويستهدف النظام السوري السيطرة الكاملة على درعا، وتهجير عشرات الآلاف من سكانها إلى الشمال السوري.
وتمثل محافظة درعا مهدا للثورة السورية التي اندلعت منتصف مارس/آذار 2011، قبل أن تتحول لمواجهات مسلحة، عقب القمع الدموي الذي مارسته قوات النظام ضد المتظاهرين.
وبواسطة الطيران الحربي الروسي، تمكنت قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على بعض المناطق بالمحافظة خلال عامي 2017 و2018.
وينص اتفاق التسوية بين المعارضة والنظام الذي جرى بوساطة روسية عام 2018 على عدم دخول قوات النظام إلى المدن والبلدات التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية.
إلا أن مقاطعة أهالي درعا البلد الانتخابات الرئاسية، التي أُجريت في آخر مايو/أيار الماضي، وخروج مظاهرات رافضة لها، دفع قوات النظام إلى حصار المنطقة ومحاولة إخضاعها بالقوة وفرض إقامة حواجز عسكرية وأمنية خلافا لاتفاق التسوية.