تحقيق: لوح إلكتروني يكشف حجم عمليات مرتزقة حفتر الروس (فيديو)

الأربعاء 11 أغسطس 2021 08:53 ص

كشف تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC" النقاب عن حجم العمليات التي تنفذها مجموعات من المرتزقة الروس، المساندين لقوات الجنرال "خليفة حفتر"، في حرب ليبيا، ودورها في جرائم مقاتلي شركة "فاجنر".

وذكر التحقيق، المنشور أمس الثلاثاء، أن لوحاً إلكترونياً من طراز "سامسونج"، خلّفه أحد مقاتلي "فاجنر" كان سبباً في الكشف عن الدور الرئيسي لهذه المجموعات، فضلاً عن أسماء حركية لعدد من المقاتلين الذين أمكن تعقبهم.

 وخلف المقاتل وراءه اللوح الإلكتروني بعد أن تقهقر مقاتلو "فاجنر" من مناطق جنوب طرابس ربيع 2020.

وتضم محتويات اللوح خرائط باللغة الروسية لجبهة القتال، ما يؤكد دور "فاجنر" الكبير في حرب ليبيا، إضافة إلى صور بطائرات مسيرة وأسماء حركية لمقاتلي المجموعة.

وقدمت تلك المحتويات أدلة على تورط المرتزقة الروس في زرع ألغام وفخاخ خادعة في المناطق المدنية، بشكل يصنف على أنه جريمة حرب، إذ تم زرعها دون وضع علامات عليها.

ومن هذه الأدلة، "قائمة مشتريات" لمعدات عسكرية متطورة من أحدث طراز، وفق خبراء قالوا إنه "لا يمكن أن تأتي إلا من إمدادات الجيش الروسي"، الذي نفى ضلوعه بهذه العمليات أو ارتباطه بـ "فاجنر".

ووفقاً للتحقيق فإن التعرف على تورط "فاجنر" في العمليات الحربية بليبيا لأول مرة كان عام 2014، عندما ساندت موالين لروسيا في الصراع شرقي أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين شاركت في صراعات عدة في مناطق أخرى منها سوريا، وموزمبيق، والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.

فيما ظهر مقاتلو "فاجنر" في ليبيا في أبريل/نيسان 2019، عندما انضموا إلى قوات تابعة لـ"حفتر"، بعد أن شن هجوماً على الحكومة المعترف بها دولياً في العاصمة طرابلس، قبل أن يتم إنهاء الصراع بوقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول 2020.

ونقلت "BBC" عن مصادرها أن الأشخاص الذين يلتحقون بـ"فاجنر" يفتقرون لأي مدونة سلوك، إذ قام بعضهم بقتل عدد من الأسرى، وارتكاب جرائم حرب وقتل عمد للمدنيين، وفقا لشهادة أدلى بها قروي ليبي قال إنه "تظاهر بالموت بينما كان أقاربه يُقتلون".

ووفقاً لشهادة أحد جنود الحكومة الليبية، أوردها التحقيق، فإنه "بالرغم من أن أحد رفاقه استسلم لجنود فاجنر، لكنهم أطلقوا النار على بطنه مرتين، وأنه لم يشاهد صديقه هذا منذ ذلك الحين، كما لم يشاهد 3 من أصدقاء أخرين أسروا في الوقت ذاته".

ونسبت الشبكة البريطانية إلى محلل عسكري قوله إن قائمة المشتريات في اللوح الإلكتروني المذكور تشير إلى ضلوع "ديمتري أوتكين" في عمليات ليبيا، وهو ضابط مخابرات عسكرية روسي سابق يُعتقد أنه أسس "فاجنر" وأطلق عليها هذا الاسم، (وهو شارة التعريف السابقة له).

وتضمنت قائمة المشتريات، المشار إليها، كلمات مثل "إيفروبوليس" و"المدير العام"، والتي تشير إلى ضلوع "يفجيني بريجوزين" في عمليات "فاجنر"، وهو رجل أعمال ثري مقرب من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على "إيفروبوليس" في عام 2018 ووصفتها بأنها شركة روسية تم التعاقد معها لحماية حقول النفط السورية المملوكة أو التي يسيطر عليها "بريجوزين".

وبحسب الهيئة البريطانية، فإن أحد مقاتلي "فاجنر" السابقين قال إنها "كيان هدفه الترويج لمصالح الدولة خارج حدود روسيا"، وذلك رداً على سؤال عن ماهيتها، واصفاً مقاتليها بأنهم "إما محترفو حروب أو أشخاص يبحثون عن عمل أو مدفوعين بأفكار خيالية لخدمة وطنهم".

كما نسبت "BBC" للمقاتل الروسي قوله: "لا توجد مدونات سلوك واضحة، وإذا لم يكن لدى أسير الحرب معلومات يقدمها أو لا يستطيع أن يعمل كعبد، إذن فالنتيجة معروفة".

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ليبيا حفتر فاجنر

رويترز: اتفاق سيسمح لمرتزقة فاجنر الروس بالعمل في مالي