و.بوست: قادة أمريكا أدركوا هزيمتهم بأفغانستان لكنهم اختاروا بيع الوهم

الجمعة 13 أغسطس 2021 08:42 ص

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الانهيار السريع بأفغانستان جزءا من هزيمة طويلة وبطيئة للولايات المتحدة بدأت منذ سنوات، لافتة إلى أن قادة أمريكا السابقين أدركوا ذلك، لكنهم فضلوا بيع الوهم لمواطنيهم. 

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة، إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، بما في ذلك إدارات "جورج دبليو بوش" و"باراك أوباما" و"دونالد ترامب"، كانت تخفي الحقيقة، وهي أن الولايات المتحدة تخسر الحرب بأفغانستان، مشيرة إلى القادة في البيت الأبيض والجيش حاولوا دفن "الأخطاء".

وأضافت أن الانهيار السريع بأفغانستان قد يبدو مفاجئا بالنسبة لعدد كبير من المراقبين؛ حيث اجتاحت قوات حركة "طالبان" معظم أنحاء أفغانستان، خلال أشهر الصيف الحارقة، واستولت على العديد من مراكز الأقاليم شمالي وغربي البلاد مع ذوبان قوات الجيش الحكومي أو انسحابها من مواقعها بدون مقاومة.

وأشارت الصحيفة إلى محاولات إدارة الرئيس "جو بايدن" لحشد الجهات الإقليمية المتباينة، من جيران أفغانستان للاتحاد الأوروبي إلى روسيا والصين، لتقديم جبهة دبلوماسية موحدة وسط محادثات الدوحة مع مبعوثي "طالبان"، فضلا عن محاولات تأمين السفارة الأمريكية والاستعدادات لإجلاء محتمل.

ووفقا لتقديرات المخابرات الأمريكية، فإن التفكك السريع لقوات الأمن الأفغانية؛ يعني أن استيلاء "طالبان" المحتمل على كابل نفسها قد يستغرق 3 أشهر، وربما أسابيع.

وتزامن نجاح هجوم "طالبان" مع انسحاب آخر مفارز القوات الأمريكية وقوات "الناتو" من البلاد.

 وكان البيت الأبيض حدد موعد الانسحاب في البداية ليتزامن مع الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

ومع صعود "طالبان" مرة أخرى، تناول "بايدن" موضوع أفغانستان بطريقة غير متناسقة؛ حيث سخر في البداية من احتمال قيام "طالبان" بتجاوز كل شيء، وعلق آماله على تسوية سياسية بوساطة بين الأطراف المتحاربة في أفغانستان.

ورأى المنتقدون الأكثر تشددا أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الحفاظ على تهديد رادع ضد "طالبان"، ورد خصومهم بأن عدم الاستقرار النسبي المستمر في البلاد حتى بعد عقدين من الاحتلال الأمريكي كان دليلا كافيا على أن المهمة يجب أن تنتهي.

وعلى مدى أسابيع، دافع البيت الأبيض عن قراره بإنهاء وجود القوات الأمريكية، وهو هدف سعت إليه أيضا إدارة "ترامب"، وأيده غالبية الأمريكيين كخطوة ضرورية حان وقتها.

وقال "بايدن"، للصحفيين في البيت الأبيض مؤخرا: "أنفقنا أكثر من تريليون دولار على مدى 20 عاما، ودربنا أكثر من 300 ألف جندي أفغاني ووجهناهم بالمعدات الحديثة، وعلى القادة الأفغان أن يجتمعوا".

وبحسب "واشنطن بوست"، فمن المحتمل أن الأعداد الصغيرة نسبيا من القوات الأجنبية المتبقية في البلاد لم يكن بإمكانها فعل الكثير لإحباط تقدم "طالبان" الحالي.

وبغض النظر عن الانسحاب المعلن، كان التواجد العسكري الأمريكي في أفغانستان بالنسبة لـ"بايدن" مصدرا لنفاذ صبر متزايد.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الإدارات المتعاقبة بالولايات المتحدة أدركت أنه لن يتم هزيمة "طالبان" بسهولة، لكنها أخفت هذه الحقيقة.

كما كشفت الوثائق الحكومية الأمريكية أن "الدولة الأفغانية" التي دعمتها واشنطن كانت ضعيفة ومليئة بالفساد، لكن الإدارات اعتقدت بأن "التشويش" دون استراتيجية متماسكة كان لا يزال أفضل من الاعتراف بالهزيمة.

وجاءت نقطة التحول نهاية عام 2005، عندما أدركت واشنطن أن كل شيء يشير في الاتجاه الخاطئ، لكن إدارة "جورج دبليو بوش" قمعت التحذيرات الداخلية، وألقت بريقا على الحرب.

وبعد ما يقارب من عقد من الزمن، في نهاية عام 2014، حاول "أوباما" الإشادة بنهاية المهمة العسكرية الأمريكية في البلاد بعد سنوات من مكافحة التمرد، معلنا في بيان أن أطول حرب في التاريخ الأمريكي تقترب من نتيجة مسؤولة.

لكن العديد من المسؤولين الأمريكيين كانوا يعلمون أن النهاية لا تلوح في الأفق، وما حدث كان فقط استحضار للوهم؛ حيث تم الإبلاغ بأن القوات الأمريكية باقية فقط في أدوار غير قتالية، فيما وضعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الكثير من الاستثناءات، التي جعلت الخطوة بلا معنى تقريبا.

وجاء "ترامب"، الذي دعا بصوت عال إلى إنهاء الاشتباكات العسكرية الأمريكية المكلفة في الخارج، لكنه أذن بتكثيف حملات القصف الجوي ضد أهداف متشددة، والتي وفقا لإحدى الدراسات، أدت إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين الأفغان بنحو 330%.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان أمريكا بايدن

أسوشيتيد برس: طالبان تسيطر على ثالث أكبر مدينة في أفغانستان

بعد أمريكا وبريطانيا.. كندا ترسل قوات لإخلاء سفارتها بأفغانستان

طالبان تهدئ دول الجوار.. وأمريكا: لن يعترف أحد بها