طلبت الولايات المتحدة من موظفي سفارتها في العاصمة الأفغانية كابل البدء فورا في إتلاف وتجمير مواد ووثائق حساسة، تحسبا لإمكانية اجتياح "طالبان" للسفارة، على الرغم من التأكيدات العامة بأن المبنى لا يزال قيد التشغيل.

وجاء الطلب في إشعار من الإدارة لجميع الموظفين الأمريكيين، وتم إرساله في وقت مبكر من يوم الجمعة من قبل مدير مرافق السفارة، والذي حث الموظفين على "تقليل كمية المواد الحساسة داخل السفارة"، وفقا لما أوردته "بلومبيرج نيوز".

وبحسب الإشعار، طلب من الموظفين إتلاف أي شيء يحمل شعارات أو أعلام أمريكية "أو أشياء يمكن إساءة استخدامها في جهود الدعاية".

وتوضح رسالة البريد الإلكتروني الطرق التي يمكن للدبلوماسيين من خلالها تدمير المواد، وهي؛ استخدم صناديق حرق وآلات تمزيق الورق، ومحلل الإلكترونيات، ومحارق للنفايات الطبية وضاغطة لسحق الأشياء الأكبر من أن تتفكك.

وتقول الرسالة إن السفارة ستقدم ما تسميه "دعم التدمير" بين الساعة 8:30 صباحا و4 مساء، حتى إشعار آخر. كما جاء في البيان أن "أساليب التدمير هذه ليست مناسبة للأسلحة والذخيرة وما شابهها".

في نفس السياق، نقلت مجلة "بوليتيكو" عن مصدرين مطلعين قولهم إن القيادة العسكرية الوسطى الأمريكية تعتبر أن إخلاء سفارة واشنطن في العاصمة الأفغانية كابل "بات أمرا حتميا"، وذلك بعد مناقشات معمقة على عدة مستويات.

وأضافت المصادر أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بدأت وضع خطط لسحب كامل البعثة الأمريكية من أفغانستان، بالتزامن مع تقدم سريع لحركة "طالبان" في البلاد وانهيار أسرع للجيش الأفغاني، الذي دربته الولايات المتحدة لسنوات، وسط توقعات أمريكية بسقوط كابل في يد مقاتلي الحركة خلال أيام.

وفي وقت سابق، الجمعة، أعرب "البنتاجون" عن قلقه من سرعة تحرك "طالبان" وسيطرتها على مناطق في أفغانستان.

وأعلن المتحدث باسم "البنتاجون"، "جون كيربي"، في مؤتمر صحفي، وصول أوائل عناصر مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" إلى كابل لتنفيذ مهمة إخلاء الدبلوماسيين الأمريكيين من هناك، وقال إنه "يتوقع وصول غالبية العناصر الثلاثة آلاف بحلول نهاية الأسبوع".

وكانت مجلة "بوليتيكو" قد نقلت، الخميس، عن مصادر قولها إن هناك مناقشات داخل الإدارة الأمريكية بشأن إمكانية إغلاق سفارة واشنطن في كابل على خلفية تقدم حركة "طالبان" الأفغانية.

ونقلت الصحية عن 3 مصادر أن إغلاق السفارة أحد الخيارات التي تجري دراستها في الوقت الحالي.

وتشهد الساحة الأفغانية، في الفترة الحالية، مواجهات دامية بين الحكومة وحركة "طالبان"، التي أعلنت سيطرتها على مناطق واسعة في البلاد، تشمل أكثر من 150 منطقة في عموم البلاد، بالإضافة إلى المعابر الحدودية مع طاجيكستان، ومراكز التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان.

وتصاعدت وتيرة المواجهات بين قوات الأمن الأفغانية ومسلحي حركة "طالبان"، تزامنا مع بدء انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، مطلع مايو/أيار الماضي، والذي من المقرر اكتماله بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل.