بلومبرج تتوقع امتداد خطر طالبان في أفغانستان لـ6 دول مجاورة

السبت 14 أغسطس 2021 05:51 م

أكدت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن تقدم حركة "طالبان" في أفغانستان مع سقوط مدينة تلو الأخرى تحت سيطرتها قد يجعل الصراع يمتد إلى دول ما وراء حدود أفغانستان، وقد بدأت بوادر ذلك بالفعل.

وقالت الكاتبة الصحفية الأسترالية "روث بولارد" في تقرير نشرته "بلومبرج" السبت، إن الجماعات الجهادية الموجودة في تلك الدول، ولبعضها أجندات عابرة للدول، مثل تنظيم "القاعدة"، لديها الآن نموذج لكيفية هزيمة الحكومات التي تدعمها دول كبرى، وتشعر الآن بالجرأة بعد ما لاحظته من تقدم خاطف وسريع لـ"طالبان" في أفغانستان.

وأضافت أن هذا يحدث في وقت تشهد فيه الجماعات الجهادية أقل ضغط في مجال محاربة الإرهاب طوال العقدين الماضيين، مما يمكنها من ممارسة نشاطها بحرية مطلقة، في حقيقة الأمر.

ويرى محلل الأمن في جنوب آسيا بمعهد السلام الأمريكي "أسفانديار مير"، أنه لأمر خطير أن تتضاءل جهود محاربة التهديدات في نفس الوقت الذي تتزايد فيه التهديدات.

وقال "مير" إن "الجهاديين في وسط آسيا بدؤوا يستعرضون عضلاتهم، وهاجم الجهاديون المعادون للصين أفرادا صينيين في باكستان، ومن المحتمل للغاية أن يكون هناك المزيد من العنف في المنطقة- فالتهديد مستمر، ونحن فقط نتحدث عن تصعيد من هذه النقطة فصاعدا".

وتقول "روث" إن انهيار الجمهورية الأفغانية بعد رحيل الولايات المتحدة سوف يكون له أهمية إقليمية تماما مثلما كان لغزو ما بعد 11 سبتمبر/أيلول، أو انسحاب القوات السوفيتية وسقوط النظام الشيوعي الذي كانت تدعمه، و"هذا تحول جذري سيؤدي إلى تغيير السياسة في هذا الجزء من العالم بطرق" يصعب التكهن بها.

ومن المتوقع أن يكون التغيير المباشر إقليميا، فقد لحق الضرر بالمصالح الصينية في باكستان بالفعل.

وفي أبريل/نيسان الماضي؛ انفجرت سيارة ملغمة في فندق فاخر يقيم به سفير بكين في كويتا، التي لا تبعد كثيرا عن معاقل "طالبان" في جنوب أفغانستان.

وأعلنت حركة "طالبان" باكستان مسؤوليتها عن الهجوم، وهي جماعة ذات صلات بتنظيم "القاعدة"، وتتواجد على طول الحدود الأفغانية الباكستانية الشاسعة.

وتضيف "روث" أنه في الشهر الماضي، انفجرت قنبلة في حافلة كانت في طريقها إلى موقع سد ومشروع كهرومائي في داسو قرب حدود باكستان مع الصين، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا، بينهم 9 صينيين.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن بكين شعرت بالقلق البالغ لدرجة أنها استضافت ممثلين لـ"طالبان" للاجتماع مع وزير الخارجية "وانج يي".

ولا شك أن أي هجمات أخرى ضد مواطنين صينيين يعملون في جنوب آسيا، سواء أعلنت "طالبان" أو غيرها ممن يعملون بموافقتها، المسؤولية عنها، سوف تؤثر على العلاقات المستقبلية، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما سوف تفعله الصين ردا على ذلك.

زيادة الهجمات الإرهابية

وفي حالة عدم بذل أي جهود سياسية أو دبلوماسية رئيسية لوقف تقدم "طالبان"، أو كبح الجماعات التي تعمل في ظلها، بما في ذلك تنظيم "القاعدة" الذي تم إضعافه إلى حد كبير، سوف يكون هناك ترقب لمتى ستحدث زيادة في الهجمات الإرهابية.

وسوف يكون الخطر شديدا بوجه خاص بالنسبة لـ6 دول مجاورة لأفغانستان، والتي تشمل، بخلاف الصين، إيران وباكستان- وكذلك الهند القريبة، التي سوف تراقب عن كثب إقليم كشمير ذا الأغلبية المسلمة، لاحتمال اندلاع العنف فيه.

وسوف تشعر روسيا بالقلق بالنسبة للتأثير على أوزبكستان، وتركمنستان وطاجيكستان، وبالنسبة لأي رد فعل إرهابي تتعرض له أراضيها.

وبحسب "روث" فهناك احتمال أن تتدخل الدول الكبرى- الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وأن تقوم بإقناع حلفائها وأصدقائها بإنهاء الأعمال القتالية. ولكن المحللين يعتقدون أنه ليس من المرجح حدوث ذلك. فالوضع تفاقم منذ توصلت الولايات المتحدة و"طالبان" إلى اتفاقهما في فبراير/شباط العام الماضي، وسوف يستمر على هذا النحو.

ويتمثل الأمر الآخر المتوقع بالنسبة لأفغانستان، والمثير للقلق، في بدء المقاتلين الأجانب في التدفق مرة أخرى عليها من أنحاء العالم.

وهناك متمردون من دول أخرى في أفغانستان بالفعل، لكن معظمهم من دول مجاورة. وبمجرد وصولهم من دول بعيدة، سوف يزداد احتمال انتشار الهجمات على نطاق أوسع.

ويقول سفير باكستان السابق لدى واشنطن، المدير الحالي لشؤون جنوب ووسط آسيا في معهد هودسون "حسين حقاني" إن "طالبان" لا تزال مرتبطة أيديولوجيا بتنظيم "القاعدة" وغيره من الجماعات الإرهابية الدولية، وهناك تشارك في الأمور المالية والتدريب، وحتى التزاوج فيما بينهم.

وأضاف "حقاني": "نظرا لأن الجهاديين لا يفكرون كثيرا في مسألة الحدود الدولية، ويعتبرون الحدود العالمية الحالية غير إسلامية، فإن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يتجهوا بأنظارهم نحو أوروبا والولايات المتحدة مرة أخرى".

وتختتم "روث" تقريرها بالقول إن من الصعب معرفة كيف ستنتهي الأمور. وما لم تفعل الدول الكبرى ما هو أكثر من مجرد حبس أنفاسها والتعلق بأمل حدوث ما هو أفضل، سوف يتجاوز الشعور بنتيجة عدم مبالاتها حدود أفغانستان.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان باكستان الصين إيران روسيا القاعدة كابل

قطر تحث طالبان على خفض التصعيد ووقف إطلاق النار

استعدادا لسقوط كابل.. إدارة بايدن تتراجع عن أي وجود دبلوماسي في أفغانستان

بعد استسلام القوات الأفغانية.. طالبان تستحوذ على الأسلحة الأمريكية