طالبان تمهد الطريق إلى كابل بعد السيطرة على المدن الكبرى

السبت 14 أغسطس 2021 09:56 م

من المرجح أن تؤدي حملة "طالبان" السريعة إلى سقوط عواصم الولايات الأفغانية المتبقية خلال الشهرين المقبلين، ما يعزز موقف الحركة في المحادثات السياسية مع الحكومة الأفغانية.

واجتاحت حركة "طالبان" جنوب أفغانستان في الأيام الأخيرة، واستولت على قندهار، ثاني أكبر مدينة في البلاد، في 12 أغسطس/آب قبل أن تستمر في الاستيلاء على عواصم الولايات المجاورة.

وأفادت الأنباء أن الجماعة المسلحة تسيطر الآن على 18 من أصل 34 عاصمة إقليمية في أفغانستان، فيما يضيق الخناق سريعا على العاصمة الأفغانية كابل.

وفي بعض الولايات، واجهت "طالبان" مقاومة قليلة أو معدومة، حيث تخلت القوات الحكومية بسرعة عن مواقعها. على سبيل المثال، سلم حاكم غزنة المدينة لـ"طالبان" مقابل السماح له بالفرار بأمان من المدينة.

وسوف تعزز الانتصارات الاستراتيجية العديدة لـ"طالبان" في مدن هرات وغزني وقندهار وساري بول جهودها لعزل كابل في نهاية المطاف.

وفي هجومها الأخير، ركزت "طالبان" إلى حد كبير على السيطرة أولا على ريف الولايات قبل المضي في تطويق عواصمها، مع تأمين البلدات والمعابر الحدودية الاستراتيجية في الوقت نفسه.

واستولت "طالبان" كذلك على الولايات الشمالية المتاخمة لطاجيكستان، والتي لم تسيطر عليها من قبل بسبب مقاومة الميليشيات الطاجيكية.

ومن المرجح أن تكون الأهداف التالية في مسلسل سيطرة "طالبان" هي عواصم ولاية فارياب الشمالية وإقليم لغمان الشرقي، إلى جانب الولايات الشمالية بلخ وسمنكان وبغلان، بالنظر إلى أن "طالبان" بالفعل تسيطر على المناطق الريفية المحيطة بهذه المناطق.

وبعد إغلاق خطوط الاتصالات والمواصلات المهمة التي تربط الولايات، تتوسع حركة "طالبان" الآن بسرعة في المدن الرئيسية في أفغانستان.

وتسيطر "طالبان" حاليا علي مدينة غزنة التي تمتد على طول الطريق السريع 1، الشريان المركزي الذي يربط بين المراكز السكانية الرئيسية في أفغانستان، مزار شريف وكابل وقندهار وهرات.

كما تسيطر الحركة على قندهار ثاني أكبر مدينة في أفغانستان وأهم مدينة في جنوب البلاد، مع إمكانية الوصول إلى الطريق السريع رقم 1 الذي يصل إلى عاصمتي لشكركاه وغزني المجاورتين باتجاه كابل.

وفي التسعينيات، بدأ "الملا عمر"، المؤسس والأمير الأول لـ"طالبان"، استيلاءه على البلاد من قندهار، وحكم في النهاية أفغانستان من الإقليم بين عامي 1996 و2001.

كما أن السقوط الأخير لمدينة هرات، ثالث أكبر مدينة في أفغانستان، يمثل أيضا انتصارا استراتيجيا هاما لـ"طالبان"، باعتبارها المحور الحضري في الغرب.

وتعتبر هرات بمثابة بوابة رئيسية لتركمانستان وإيران، كما يمثل الاستيلاء على المدينة بعد معركة دامية استمرت أسبوعين ضربة كبيرة للحكومة الأفغانية، بالنظر إلى أن هرات كانت محمية بشكل جيد نسبيا مقارنة بالمدن الأخرى في البلاد.

وسقطت أيضا ساري علم، عاصمة مقاطعة لوغار المجاورة لغزنة، والتي تقع على بعد 40 ميلا فقط جنوب كابل، ما يقيد بشدة حركة قوات الأمن الأفغانية في الولايات الجنوبية الغربية من البلاد.

وستواصل "طالبان" الضغط إلى الأمام لعزل كابل، وإجلاء الرعايا الأجانب. ومع اقتراب "طالبان" من كابل، بدأت الدول التي لها وجود دبلوماسي في العاصمة الأفغانية في تنفيذ عمليات إجلاء طارئة لموظفيها.

وفي 12 أغسطس/آب، أعلنت الولايات المتحدة عن نشر فوري لأكثر من 3 آلاف جندي في مطار كرزاي الدولي في كابل للمساعدة في إجلاء الدبلوماسيين وطالبي التأشيرات الخاصة في ضوء الوضع الأمني ​​المتدهور في أفغانستان.

كما أعلنت المملكة المتحدة مؤخرا عن خطط لنشر نحو 600 جندي في أفغانستان لمساعدة المواطنين البريطانيين الذين يحاولون الفرار من البلاد، كما تستعد كندا لإجلاء رعاياها من أفغانستان.

وسوف يترجم نجاح "طالبان" المستمر في ساحة المعركة أيضا إلى نفوذ أكبر على طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية.

ومن غير المرجح أن يتم التوصل إلى تقاسم السلطة بشكل متساو بعد أن تمتعت "طالبان" بمثل هذه الميزة العسكرية، لكن "طالبان" ستظل تسعى إلى تجنب الإدانة من جيرانها المباشرين إذا ما استولت على كابل بالقوة، ويظل من المرجح أن تطالب بنصيب كبير في حكم أفغانستان بدلا من ذلك.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كابول أفغانستان قندهار طالبان الحدود الأفغانية الانسحاب الأمريكي كابل إيران

بعد سقوط هرات.. أبرز أمراء الحرب في أفغانستان يستسلم لطالبان

بلومبرج تتوقع امتداد خطر طالبان في أفغانستان لـ6 دول مجاورة

قطر تحث طالبان على خفض التصعيد ووقف إطلاق النار

طالبان تسيطر على عاصمة جديدة لترفع الولايات في قضبتها إلى 20