بعد استسلام القوات الأفغانية.. طالبان تستحوذ على الأسلحة الأمريكية

السبت 14 أغسطس 2021 10:44 م

لم تمنع الأسلحة التي أنفقت الولايات المتحدة عليها مئات مليارات الدولارات خلال 20 عاما لتجهيز الجيش الأفغاني وتدريبه عليها، انهيار هذا الأخير أمام هجوم حركة "طالبان" التي باتت تملك ترسانة هائلة غنمتها من القوات الحكومية.

ويرى مراقبون أن هذه الأسلحة والذخائر، التي أنفقت عليها واشنطن مليارات الدولارات، ستعزز فرص "طالبان" في الوصول إلى كابل، وتقوي قدرتها على تعزيز قبضتها على المدن التي تسيطر عليها.

وقال الرئيس الأمريكي "جو بايدن": "قدمنا لشركائنا الأفغان كل الأدوات، دعوني أشدد على ذلك، كل الأدوات"، أثناء دفاعه عن قراره سحب ما تبقى من القوات الأمريكية من البلاد وترك الأفغان يقاتلون من أجل مستقبلهم.

إلا أن عناصر قوات الأمن الأفغانية لم يبدوا رغبة كبيرة في القتال. فقد ألقى الآلاف من بينهم أسلحتهم، أحيانا بدون أدنى مقاومة. وسارع متمردو "طالبان" من جانبهم إلى وضع يدهم على هذه "الأدوات".

وتنتشر بشكل واسع على مواقع إلكترونية موالية لـ"طالبان" مقاطع فيديو تظهر مقاتلين من الحركة يصادرون شحنة أسلحة هنا أو هناك، ومعظمها مقدم من قوى غربية. في صور أخرى لجنود يستسلمون أمام مقاتلي "طالبان" في مدينة قندوز في شمال شرق البلاد، تظهر آليات مصفحة ومجهزة بقاذفات صواريخ بين أيدي عناصر "طالبان".

في مدينة فرح الغربية، يسير مقاتلون دوريات في الشوارع على متن آلية رسم عليها نسر يهاجم أفعى، وهي الشارة الرسمية لأجهزة الاستخبارات الأفغانية.

وتوضح "جوستين فليشنر" من مؤسسة بحوث التسلح أثناء النزاعات (كونفليكت أرمامنت ريسرتش) أنه على الرغم من أن القوات الأمريكية أخذت معها أثناء انسحابها المعدات التي تعد "متطورة"، إلا أن متمردي "طالبان" استحوذوا على "مركبات وآليات هامفي وأسلحة خفيفة وذخيرة".

ويرى الخبراء أن هذه الغنيمة غير المتوقعة ساعدت إلى حد بعيد عناصر "طالبان" الذين بإمكانهم أيضا الاعتماد على مصادرهم الخاصة للحصول على أسلحة. واتهمت باكستان خصوصا بتمويل مقاتلي "طالبان" وتسليحهم، الأمر الذي نفته على الدوام.

ويعتبر الخبير في كلية "إس. راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة "رافايلو بانتوتشي" أن هذا التسلح لن يساعد متمردي "طالبان" في الوصول إلى كابل فحسب، إنما كذلك في "تعزيز سلطتهم" في المدن التي سيطروا عليها.

ومع الانسحاب شبه الكامل للقوات الأمريكية، يجد عناصر "طالبان" أنفسهم يملكون عددا كبيرا من المعدات الأمريكية، بدون الحاجة إلى إنفاق فلس واحد للحصول عليها.

وأضاف "بانتوتشي": "إنه أمر خطير للغاية. من الواضح أنه نعمة سقطت عليهم".

وقبل أسابيع من الذكرى العشرين لاعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، تعرض "طالبان" بزهو هذه الترسانة وتواصل بحسب الأمم المتحدة، إقامة روابط وثيقة مع تنظيم "القاعدة" الذي يقف خلف هذه الاعتداءات.

يوضح "جايسون أمريني" وهو عنصر سابق في القوات الأمريكية الخاصة شارك في غزو أفغانستان عام 2001 لطرد "طالبان" من الحكم، أن الأمريكيين كانوا مستعدين لفكرة أن مقاتلي "طالبان" سيستحوذون على بعض الأسلحة، لكن سقوط المدن بشكل سريع في أيدي المتمردين كان السيناريو الأكثر تشاؤما بالنسبة لهم.

ويقول: "الولايات المتحدة جهزت الجيش الوطني الأفغاني مفترضة أن الأسلحة والمعدات يمكن أن تقع في أيدي طالبان"، مضيفا "الأزمة الحالية كانت السيناريو الأسوأ، عندما اتخذت قرارات شراء المعدات".

بالرغم من ذلك، أكدت إدارة "بايدن" أنها ستواصل تجهيز الجيش الأفغاني الذي يوشك على الانهيار.

التاريخ يعيد نفسه بالنسبة للولايات المتحدة. فبعد انسحابها من العراق، سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على مدينة الموصل منتصف عام 2014، واستولى على أسلحة وآليات هامفي أمريكية. واستخدم التنظيم هذه المعدات بعد ذلك لإعلان الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا.

على غرار مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في الموصل، يقف مجندو "طالبان" لالتقاط صور مبتسمين وهم يحملون ذخائر استولوا عليها في المدن التي سيطروا عليها في كافة أنحاء أفغانستان.

المصدر | الخليج الجديد + الوطن الكويتية

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان القوات الأفغانية القاعدة الولايات المتحدة بايدن

بلومبرج تتوقع امتداد خطر طالبان في أفغانستان لـ6 دول مجاورة

أمريكا توسع وجودها في كابل وتسرع من حركة الإجلاء من أفغانستان

طائرات وبنادق ونظارات رؤية ليلية.. غنائم طالبان من الأسلحة الأمريكية‎