دعم أمريكا لم يعد بلا حدود.. رسالة مخيبة للحلفاء بعد الانسحاب من أفغانستان

السبت 14 أغسطس 2021 08:42 ص

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ضربة جديدة لمصداقية الولايات المتحدة؛ حيث يرسل رسالة مخيبة للحلفاء بأن دعم أمريكا لم يعد بلا حدود.

وقالت الصحيفة، في مقال كتبه "ستيفن إرلانجر"، إن حلفاء الولايات المتحدة قد يتفهمون رغبتها في التخلي عن مشروعها الفاشل في أفغانستان، لكن الانهيار السريع في هذا البلد الأسيوي يثير بالفعل التذمر بشأن المصداقية الأمريكية؛ مما يضاعف من جراح سنوات "دونالد ترامب"، ويعزز فكرة أن دعم أمريكا لحلفائها ليس بلا حدود.

ولفتت إلى أن تقدم "طالبان" الخاطف جاء في وقت كان يأمل فيه الكثيرون في أوروبا وآسيا في أن يعيد الرئيس "جو بايدن" ترسيخ الوجود الأمريكي في الشؤون الدولية، خاصة أن الصين وروسيا تتجهان إلى توسيع نفوذهما، ومن المحتم أن يثير تراجع أمريكا الشكوك.

وقال المحلل الفرنسي لشؤون الدفاع "فرانسوا هايسبورج" ساخرا: "عندما يقول بايدن إن أمريكا عادت، سيقول الناس، نعم ، عادت إلى الوطن"، مؤكدا أن هناك قلة من الناس الذين يرغبون في إيقاف مشروعها الفاشل.

وأكد "هايسبورج" أن فكرة أنه لا يمكن الاعتماد على أمريكا ستترسخ الآن بسبب أفغانستان، مشيرا إلى فكرة الانسحاب الأمريكي من الاشتباكات العسكرية بدأت منذ الرئيس الأسبق "باراك أوباما" وفي ظل حكم "ترامب".

وأشار المحللون إلى أن الدول التي تلعب دورا في العالم ستشعر بتداعيات التصرفات الأمريكية بقوة، بما في ذلك تايوان وأوكرانيا والفلبين وإندونيسيا.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البريطاني "توم توجندهات" إن ما جعل الولايات المتحدة قوية وغنية هو أنه من عام 1918 وحتى عام 1991 وما بعده، كان الجميع يعلم أنه يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع عن العالم الحر.

وأضاف أن حلفاء أمريكا سيتساءلون بعد الانسحاب المفاجئ من أفغانستان إثر 20 عاما من الاستثمار في الأرواح والجهود عما إذا كان عليهم الاختيار بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية، وإدراك أن بعض الديمقراطيات لم يعد لديها قوة البقاء بعد الآن.

وفي آسيا، يُنظر إلى الانسحاب الأمريكي والانهيار الوشيك للحكومة الأفغانية بمزيج من الخوف والارتباك.

ووفقا لرأي العديد من المحللين الأمريكيين، كانت الدولة التي أعربت عن أكبر قدر من القلق هي الصين، التي تشترك بحدود قصيرة ونائية مع أفغانستان، وهي تتخوف من أن أفغانستان تحت حكم "طالبان" قد تصبح ملاذا لما وصفتهم بـ"المتطرفين الأيجور" من شينجيانج، التي تقع في أقصى غرب الصين.

وحذرت الصين، التي تنتقد الولايات المتحدة بشكل روتيني لتصرفها كطرف محارب عالمي، من أن الانسحاب الأمريكي المتسرع قد يؤدي إلى عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، وفي الوقت نفسه عرضت الصين دعما لـ"طالبان" في محادثات استمرت يومين أواخر الشهر الماضي.

ولم تكن أفغانستان أبدا مصلحة حيوية بشكل خاص لأوروبا؛ حيث ذهب الناتو هناك قبل 20 عاما لإظهار التضامن مع الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكن مخاوف الدول الأوروبية من الانهيار المفاجئ في أفغانستان تتركز الآن على تدفق جديد للمهاجرين الأفغان.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

أمريكا أفغانستان الانسحاب الأمريكي من أفغانستان

تحذير بريطاني من حرب أهلية بأفغانستان وقلق إيراني من تصاعد العنف

من فيتنام لأفغانستان.. مسلسل هزائم أمريكا

واشنطن بوست: جهود الولايات المتحدة في إنقاذ حلفائها بأفغانستان تتعرض لخطر كبير

أمريكا توسع وجودها في كابل وتسرع من حركة الإجلاء من أفغانستان