استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التحديات ‬الأمنية ‬في ‬الشرق ‬الأوسط ‬الجديد!

الاثنين 9 نوفمبر 2015 05:11 ص

بعد مقالي في الأسبوع الماضي والمعنون «مخاض شرق أوسط جديد»، يستكمل هذا المقال الأفكار والمقاربات ذاتها، حيث أكدت فيه على أننا نعيش إرهاصات مخاض شرق أوسط أكثر خطورة وتحدياً وفوضى، تتنافس وتتقاطع فيه مشاريع إقليمية ودولية. ويتلاشي الشرق الأوسط القديم الذي خرج من رحم اتفاقية «سايكس- بيكو» في مئويتها الأولى، مع نهاية كيانات وتقسيم دول وسقوط حدود وظهور دول فاشلة وهشة ومفككة، وصراع أفكار وضعف الدول المركزية أمام تفاقم دور الفاعلين من غير الدول من تنظيمات وميليشيات وشركات عابرة للقارات وإعلام رقمي خطير يتحول إلى منصات لإطلاق الأفكار، في نظام جديد يُفقِد الدول بعض سيادتها، ويمكّن الشعوب على حساب مركزية الدول.

وختمت مقال الأسبوع الماضي بالتأكيد أن هناك حاجة مُلحة لمشروع عربي جامع يحصّن النظام العربي الهش أمام سيل التحديات من المشاريع الإقليمية (إسرائيل- إيران- تركيا) والدولية (أميركا وروسيا) وخاصة مع تراجع الدور الأميركي في عهد إدارة الرئيس أوباما وغياب الرؤية والاستراتيجية. وأكدت أنه «لم يعد ترفاً الحديث عن مشروع عربي جامع يتصدى لتلك المشاريع ويملأ الفراغ الاستراتيجي. وأن دول مجلس التعاون الخليجي هي الطرف المؤهل حالياً لقيادة النظام العربي في ظل التهديدات والمتغيرات التي تتقاطع على رقعة منطقتنا العربية».

وخلال الشهرين الماضيين شاركت في عدة مؤتمرات في ثلاث قارات حول العالم عن التهديدات والتحديات الأمنية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والنظام العربي. وقرأت دراسات ومنها مقال رأي لهنري كيسنجر عرّاب السياسة الخارجية الأميركية، ونظرته واقتراحاته للإدارة الأميركية لمنطقتنا، وكذلك انتقادات لاذعة وقاسية من بعض الباحثين وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ينتقدون بقوة تخبط وفشل استراتيجية واشنطن الخارجية وخاصة في منطقتنا.

ومن تلك المؤتمرات واللقاءات، كانت مشاركتي في منتدى «الاتحاد» العاشر في أبوظبي، وبعده بعشرة أيام شاركت في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثاني بحضور مئات من المسؤولين والباحثين والأكاديميين من 40 دولة حول العالم، وقد أتت كلمات ومحاور ومداخلات المسؤولين والمثقفين والأكاديميين لتؤكد ما ذهبت إليه في مقالي في الأسبوع الماضي حول «المعضلة الأمنية» التي تواجهنا جميعاً بفعل غياب توازن القوى، ما يجعلنا نعيش في إقليم بلا نظام، تتقاطع وتتصارع عليه مشاريع ومصالح القوى الإقليمية والدولية.

وهناك حرص كبير وإصرار كما شهدت في كلمة د. ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، على جعل العاصمة أبوظبي إحدى العواصم الإقليمية والدولية الرائدة من حيث مصانع الأفكار الاستراتيجية. ولخصت د. الكتبي أبرز استنتاجات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الأول في نقاط مهمة:

«أولاً: تحول دول مجلس التعاون الخليجي إلى مركز إقليمي مؤثر.

ثانياً: لا تزال الولايات المتحدة الأميركية القوة الدولية الأكثر فاعلية في التعامل مع التحديات التي تواجه دول الخليج العربية.

ثالثاً: غياب السياسات الفاعلة للقوى الدولية تجاه منطقة الخليج العربي.

رابعاً: لا توجد استراتيجية أوروبية دفاعية وأمنية فاعلة تجاه دول مجلس التعاون الخليجي، بالرغم من حاجة أوروبا لاستقرار الخليج وأمنه وارتباطه بأمن الطاقة.

خامساً: هناك رغبة جادة لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتطوير أشكال التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي للوصول لشراكة أمنية فاعلة.

سادساً: المشروع الجيو- سياسي الإيراني ينتهج سياسة طائفية واضحة في المنطقة العربية عبر التدخل المباشر ودعم الحركات السياسية والميليشيات الشيعية. ونراه في العراق وسوريا ولبنان واليمن.. سابعاً: المشروع التركي المركزي يرتكز على القوة الناعمة والشراكات الاقتصادية، وتعتبر المنطقة العربية عمق مشروعها. وقد استفاد مشروع تركيا من "الربيع العربي" -الذي زعزع علاقاتها بالعديد من دول مجلس التعاون الخليجي».

وقد سلطت الجلسات الضوء على التهديدات والتحديات الأمنية والاستراتيجية التي تواجهنا، وعلى دور وموقع الخليج العربي في العالم الجديد والتحولات في دول «الربيع العربي» وتجاذب وتنافر مشاريع القوى الإقليمية -إيران وإسرائيل وتركيا- والصراع العربي- الإسرائيلي، والصدمات الاستراتيجية والاتجاهات المستقبلية العالمية، والقوة في العصر الرقمي، وتأثير مستقبل الفضاء المعلوماتي في القوة الدولية، وإعادة هيكلة النظام الاقتصادي.

وسلطت الجلسة الأخيرة الضوء على موضوع الساعة «التطرف والإرهاب: الخريطة العالمية، الأنماط والاستراتيجيات».

هذه المحاور لامست بالفعل أبرز التهديدات والتحديات التي تعاني منها منطقتنا التي باتت بحاجة ملحة للتعامل معها بجدية وبطريقة خلاقة لتخفيف وطأة خطرها، وذلك عن طريق بلورة مشروع إقليمي عربي بقيادة خليجية.

وبالفعل لقد تحول ملتقى أبوظبي إلى محطة مهمة وفاعلة على خريطة المؤتمرات في تسليط الضوء على أبرز التهديدات الإقليمية والدولية التي تفرض نفسها على منطقتنا، وتقديم وصفات للتعامل معها والتصدي لها، وخاصة أن منطقتنا العربية والشرق أوسطية في مخاض التغيير الذي نشهده كما أشار د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، الذي وضع النقاط على الحروف، وحذر في كلمته الافتتاحية في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثاني، من أننا نقف اليوم عند «منعطف حرج يتسم بتحديات ومعوقات تهدد سيادتنا وأمننا واستقرارنا جميعاً.. وتتعرض أسس نظام الدولة العربية المستقلة، التي ترتبط بثقافة ولغة مشتركة، لاهتزازات على يد الجماعات المتطرفة والتدخلات الخارجية الممنهجة والمنظمة أيضاً. ويعمل هذان التهديدان على تغذية بعضهما بعضاً. ويشكلان تحدياً خطيراً حقيقياً». ولهذا فإن علينا التفكير بطريقة خلاقة ومختلفة لتحصين أمننا، ولهبوط ناعم في بيئة ملتهبة لا تعترف إلا بالأقوياء. وللحديث صلة.

* د. عبد الله خليفة الشايجي - رئيس قسم العلوم السياسية- جامعة الكويت

  كلمات مفتاحية

الشرق الأوسط سايكس بيكو مجلس التعاون الخليجي إيران إسرائيل تركيا أمريكا روسيا

مدير الاستخبارات الفرنسية: الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى

«رويترز»: بعد جهود دبلوماسية كثيرة.. الأمل ضعيف في دفعة جديدة للسلام بالشرق الأوسط

«ناشيونال إنترست»: كيف يمكن أن تغير تفاعلات السعودية وروسيا وجه الشرق الأوسط؟

«هنري كيسنجر»: الطريق نحو تفادي الانهيار في الشرق الأوسط

الولايات المتحدة وروسيا ترسمان حدود 5 دول جديدة في الشرق الأوسط

حفلة جنون في الشرق الأوسط!