إيران في أفريقيا.. لماذا تعزز طهران علاقاتها مع القارة تحت إدارة رئيسي؟

الأربعاء 18 أغسطس 2021 10:22 ص

تم الاحتفاء بتنصيب الرئيس الإيراني الجديد "إبراهيم رئيسي"، الأسبوع الماضي، على أنه بداية حقبة "إيران الجديدة"، من قبل المعسكر المحافظ المتشدد. وبعد فشل الاتفاق النووي لعام 2015 في عهد سلفه "حسن روحاني"، فإن مركز قوة الجمهورية الإسلامية على استعداد لإحداث تحول في سياسة إيران الخارجية.

وبالرغم من أن السلطات الإيرانية لا تزال مهتمة بإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا أن "رئيسي" يمثل خطاب مقاومة يعتقد أن إيران يجب أن تركز على إحباط العقوبات بدلا من محاولة رفعها عن طريق المفاوضات السياسية.

والنقطة المحورية في هذه النظرة العالمية هي توسيع العلاقات مع الدول غير الغربية، وتلعب أفريقيا دورا مركزيا في هذا الجهد. وقال "رئيسي" مؤخرا إنه "في الإدارة الجديدة، سيتم تفعيل جميع قدرات إيران للتعاون مع الدول الأفريقية بشكل جدي". ويثير هذا التساؤل حول سبب أهمية أفريقيا لخطاب المقاومة وما إذا كانت القارة تقدم إمكانات كبيرة كما تعتقد طهران.

"محور المقاومة"

وفي حين أن إيران كانت لفترة طويلة قوة رئيسية في الشرق الأوسط، إلا أنها عُرفت مؤخرا في ظل الجمهورية الإسلامية كجزء من ما يسمى بـ"محور المقاومة". وجاء هذا المفهوم من خطاب قائم على الاعتقاد بأن "الشيعة عانوا بشكل جماعي عبر التاريخ"، وأن الجمهورية الإسلامية، باعتبارها "حكومة المقاومة"، يجب أن توفر الردع ضد "القوى المهيمنة". وكان المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" مهندس هذه الاستراتيجية التي تهدف إلى تحدي الوضع الراهن في الشرق الأوسط.

وتنظر السلطات الإيرانية إلى "المقاومة" على أنها استراتيجية موازنة ضد البنية الجيوسياسية للعلاقات الدولية. وتعتقد أن هذا الهيكل تم بناؤه وفرضه من قبل الولايات المتحدة، ما يشكل تهديدا وجوديا للجمهورية الإسلامية.

ودفعت سياسة تغيير النظام التي انتهجتها واشنطن في العقد الأول من القرن الـ21 في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى طهران إلى إنشاء وتعزيز "محور المقاومة" لبناء عمق استراتيجي في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، فإن المدار الجيوسياسي لإيران لا يقتصر على جيرانها، كما أوضح المرشد الأعلى في خطاب ألقاه أمام قادة الحرس الثوري الإسلامي في أكتوبر/تشرين الأول 2019، قائلا: "لا تفوتوا هذه الجغرافيا الشاسعة للمقاومة. لا تفوتوا هذه النظرة العابرة للحدود. لا ينبغي أن نكتفي بمنطقتنا فقط". واستند التوجه الجيوسياسي للجمهورية الإسلامية إلى ركيزتين رئيسيتين، أولا، استراتيجية "نظرة إلى الشرق"، التي يتم اتباعها من خلال توقيع عقود طويلة الأجل مع القوى الشرقية الرئيسية، كما يتضح من اتفاقية مدتها 25 عاما مع الصين، وما قد يصبح اتفاقا لـ20 عاما مع روسيا، لبناء كتلة مع الشرق ضد جهود الولايات المتحدة لإقامة نظام عالمي أحادي القطب. والثاني، "العالم الثالث"، الذي تهدف من خلاله إيران إلى توسيع نفوذها في "الجنوب العالمي". وكلاهما مصمم لتعزيز قدرة الردع الشاملة لإيران ضد تهديد تغيير النظام.

التركيز على أفريقيا

وتم تصنيف أفريقيا كواحدة من الأهداف الرئيسية لطهران؛ حيث تتطلع إلى توسيع نفوذها خارج منطقة الشرق الأوسط. وكانت رئاسة "محمود أحمدي نجاد"، من عام 2005 إلى 2013، نقطة تحول في انخراط إيران في القارة، حيث عمقت طهران علاقاتها مع الدول الأفريقية، وخاصة دول جنوب الصحراء.

وبالرغم من أن توريد النفط الإيراني كان أهم دافع لـ"أحمدي نجاد"، إلا أنه روج أيضا لاستراتيجية "التعاون بين الجنوب والجنوب" في البلدان الأفريقية من خلال بناء البنية التحتية مثل المستشفيات، وإنشاء الشركات، وتقديم القروض.

ولقد كان جزءا من صورة أوسع أصبح فيها "أحمدي نجاد" صوت مركز القوة في طهران ورفض النظام العالمي المهيمن، حيث أظهر إصراره على تحييد التهديدات من خلال التهديدات المضادة، وهو ما تُرجم إلى سياسة "المقاومة".

واستثمرت إيران في عدة دول أفريقية، لكن النتائج فشلت في تلبية التوقعات. ومع تصاعد التوتر بين إيران والغرب، عانى الاقتصاد الإيراني بشكل كبير من العقوبات المعوقة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما". وهكذا، في عام 2013، عندما خلف "روحاني" "أحمدي نجاد" كرئيس، غيرت السياسة الخارجية الإيرانية توجهاتها للتركيز على الحوار مع الغرب في محاولة لإنهاء المأزق بشأن برنامج إيران النووي. وكان هذا تماشيا مع الموقف التقليدي لمن يسمون بالمعتدلين، الذين صوروا أنفسهم منذ فترة طويلة على أنهم من دعاة خفض التصعيد مع الغرب.

ومع فوز "رئيسي"، الذي تربطه علاقة وثيقة بمراكز القوة الرئيسية في الجمهورية الإسلامية، في الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران، بدأت حقبة جديدة في السياسة الخارجية للبلاد. وقال "غلام علي حداد عادل"، الرئيس السابق للبرلمان الإيراني، إن "رئيسي سيتفهم ويقبل" نصيحة المرشد الأعلى وسيحاول تنفيذها، بشكل سيكون "فريدا من نوعه مقارنة بالرؤساء الـ4 الآخرين".

ويبدو أن الإدارة الجديدة ستتخذ خطوات بناء على خارطة طريق "المقاومة" التي وضعها المرشد الأعلى لتمكين الجمهورية الإسلامية. ومن المرجح أن يشهد هذا الإطار قيام إدارة "رئيسي" بإحياء سياسة "أحمدي نجاد" تجاه أفريقيا، وتحديثها وتعزيزها لتعكس الظروف المتغيرة في إيران والبيئة الدولية. وهناك 3 دوافع رئيسية وراء هذا التركيز المتجدد المحتمل على أفريقيا في ظل الرئيس الجديد.

"العالم لا يقتصر على الغرب"

وكثيرا ما شددت السلطات الإيرانية على شعار أن "العالم ليس مقصورا على الغرب"، أي الولايات المتحدة وأوروبا. وفي الواقع، تشمل النقاط المحورية في الخطاب الرئيسي للجمهورية الإسلامية أن الشيعة يرفضون قبول الضغط الذي تفرضه "القوى المهيمنة".

ومع فشل الاتفاق النووي في ظل إدارة "روحاني"، كرر المزيد من المسؤولين هذا الشعار، حتى وزير خارجية "روحاني"، "محمد جواد ظريف"، الذي يعتبر مواليا للغرب في إيران. ومن المتوقع أن يزداد اهتمام طهران بتنمية وتعزيز العلاقات مع العالم غير الغربي في ظل إدارة "رئيسي". وفي أول مؤتمر صحفي له كرئيس، صرح "رئيسي" قائلا: "لن تقتصر السياسة الخارجية لإدارتي على خطة العمل الشاملة المشتركة، وسأفكر في التفاعل الواسع والمتوازن مع العالم".

ويعتقد المعسكر المحافظ الأوسع في إيران أن "روحاني" أهدر الكثير من الوقت والطاقة في التركيز على الغرب، ويقول إن الولايات المتحدة وأوروبا واصلتا محاولة إضعاف الجمهورية الإسلامية. وتقليديا، شهدت إيران ما بعد الثورة توسع العلاقات مع الدول غير الغربية كوسيلة لموازنة الضغوط التي يمارسها الغرب في شكل عقوبات بقيادة الولايات المتحدة أو جهود الاحتواء العسكري.

وتم تحديد التوجه الجيوسياسي لطهران تحت مسمى "النظر إلى الشرق" وجهود تعزيز العلاقات مع القوى الآسيوية مثل الصين وروسيا والهند من قبل القيادة الإيرانية كوسيلة رئيسية لمواجهة مثل هذه الضغوط.

ومع ذلك، فإن أجزاء أخرى من العالم، وعلى الأخص أفريقيا وأمريكا اللاتينية، هي أيضا جزء من هذه الاستراتيجية الإيرانية لتعزيز نفوذها الاقتصادي والجيوسياسي من خلال تحويل تركيزها بعيدا عن الغرب.

وكان "أحمدي نجاد" أحد المروجين الرئيسيين لهذه الاستراتيجية، حيث شاركت إيران بشكل كبير في أفريقيا خلال فترة إدارته. وفي هذا السياق، قال "أحمدي نجاد" إن "التعاون المكثف والعميق بين إيران وأفريقيا سيقطع شوطا طويلا في تعديل العلاقات الدولية والتوازن الإقليمي".

وزاد عدد السفارات الإيرانية في أفريقيا وسافر إلى القارة أكثر من أي رئيس سابق. ووجدت شركات صناعة السيارات الإيرانية حتى سوقا لتصدير منتجاتها إلى أفريقيا. وفي ذلك الوقت، بينما كان الغرب يمارس ضغوطا متزايدة على إيران، كان يُنظر إلى أفريقيا على أنها فرصة لطهران لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية. وكان دور إيران المتزايد في القارة يهدف أيضا إلى تقويض الوحدة بين المجتمع الدولي ضد إيران في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي عام 2012، في اجتماع مع رئيس بنين ورئيس الاتحاد الأفريقي، حدد "خامنئي" أفريقيا باعتبارها جانبا رئيسيا من المدار الجيوسياسي لإيران، قائلا إن "القارة الأفريقية جزء من الإطار الرئيسي للسياسة الخارجية لإيران". ومع ذلك، تغير هذا في ظل إدارة "روحاني"، التي أولت اهتماما أقل بكثير لأفريقيا في سياستها الخارجية. ومع الانتقال إلى "رئيسي"، الذي وعد بالترويج لسياسة خارجية تهدف إلى إحباط الجهود الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية بناء على نصيحة "خامنئي"، من المرجح أن يتم إحياء أهمية الدول غير الغربية.

ويتوقع "فؤاد آزادي"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، الذي له علاقة وثيقة مع المعسكر المتشدد، تغيير الأولويات الجيوسياسية في عهد "رئيسي"، مشيرا إلى أن "أهم خطوة لرئيسي ستكون تغيير السياسة الخارجية لإدارة روحاني. التي كانت قائمة على التفاعل مع الغرب".

بعبارة أخرى، فإن القول المأثور "العالم غير مقصور على الغرب" سيكون مرة أخرى محوريا في السياسة الخارجية لإيران، ويمكن لإدارة "رئيسي" الاعتماد على دعم البرلمان ذي الأغلبية المتشددة في هذا الجهد.

وفي لقاء مع سفير زيمبابوي لدى إيران في فبراير/شباط، شدد "حسين أمير عبداللهيان"، المساعد الخاص لرئيس البرلمان للشؤون الدولية ومرشح "رئيسي" لوزارة الخارجية، على أن "البرلمان الإيراني يؤكد على تعزيز التعاون مع القارة الأفريقية المهمة".

الالتفاف على العقوبات

وخلال فترة ولاية "أحمدي نجاد" الأولى كرئيس، استغلت إيران الارتفاع الصاروخي في أسعار النفط وأصبحت لاعبا اقتصاديا في أفريقيا. وتم إحراز تقدم كبير في تعزيز النفوذ الإيراني في القارة، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ومع ذلك، فإن العقوبات المعوقة التي فُرضت في ظل كل من إدارتي "أوباما" و"ترامب" قد غيرت قواعد اللعبة، حيث قوضت المصالح الاقتصادية لطهران من قبل المنافسين الإقليميين مثل السعودية وتركيا.

وأدى ذلك إلى سياسة جديدة، حيث قررت السلطات الإيرانية الاستثمار في مجموعات من الشركات القائمة على المعرفة ومبادرات للتحايل على العقوبات. وعادة ما تكون هذه الشركات منظمات خاصة تسعى لتسويق نتائج البحوث، لا سيما في الطب، وتحسين سلسلة التوريد الغذائي، والميكنة الزراعية، وتعظيم غلة المحاصيل.

ونظرا لأن هذه الشركات الصغيرة تنتمي إلى القطاع الخاص ويرتبط مجال عملها بالمنتجات الإنسانية، فهي أقل عرضة للعقوبات. وفي العامين الماضيين، مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 وعدم استعداد الاتحاد الأوروبي لتعويض إيران عن خسائرها الاقتصادية، اكتسب دور الشركات القائمة على المعرفة في الالتفاف على العقوبات أهمية أكبر.

ونظرا لأن أفريقيا تكاد تكون سوقا غير مستغلة في هذه المجالات وتعتمد العديد من البلدان الأفريقية على الخدمات المستوردة في الطب والأغذية والزراعة، فهناك فرصة فريدة لإيران للاستفادة من تلبية احتياجات أفريقيا.

على سبيل المثال، في يناير/كانون الثاني، تم افتتاح "بيت إيران للابتكار والتكنولوجيا" في كينيا، وتهدف طهران أيضا إلى إنشاء منطقة اقتصادية في البلاد بحلول نهاية هذا العام. علاوة على ذلك، في يونيو/حزيران، بدأ "مكتب متخصص لتصدير منتجات التكنولوجيا الحيوية الإيرانية" العمل في أوغندا. وصرح سفير إيران في جمهورية الكونغو الديمقراطية أن ثاني أكبر دولة أفريقية ستكون أولوية طهران التالية، داعيا الشركات الإيرانية الناشئة والشركات القائمة على المعرفة للحضور إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ووقعت جامعة طهران للعلوم الطبية اتفاقية مع المركز الأفريقي للتنمية الصحية، الموجود في غانا، للتعاون في مجال تكنولوجيا النانو الطبية. وفي إشارة إلى منحة قدرها 200 مليون يورو، أي ما يساوي 235 مليون دولار، لدعم الصادرات إلى أفريقيا، قال "فرزاد بيلتان"، المدير العام لمكتب منظمة ترويج التجارة الإيرانية للدول العربية والأفريقية: "في خطة مدتها 3 أعوام، ستزيد صادرات إيران إلى القارة إلى 1.1 مليار دولار". وتعد هذه التطورات الأخيرة علامة واضحة على عودة ظهور استراتيجية إيران في أفريقيا وجهودها لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع القارة.

ونظرا لميل إدارة "رئيسي" إلى توسيع العلاقات مع الجهات الفاعلة غير الغربية، فمن المرجح أن تدعم وجودا إيرانيا أكبر في أفريقيا. وفي حين أن العقوبات ليس لها تأثير يذكر على الشركات المعنية، فمن المرجح أن يكون توسعها في القارة أولوية للإدارة الجديدة.

وفي مطلع يوليو/تموز، قال "رئيسي" إن أحد شروط الراغبين في العمل مع إدارته هو الإيمان المشترك بأنشطة الشركات القائمة على المعرفة، مؤكدا أن "جميع المسؤولين في الإدارة القادمة يجب أن يكونوا جادين في دعم هذه الشركات".

ولا ينبغي أن ننسى أنه إذا حسّنت طهران علاقاتها الاقتصادية مع الدول الأفريقية من خلال هذه الشركات الصغيرة القائمة على المعرفة، فقد يكون لإيران لاحقا مكانة قوية في السوق الأفريقية الواسعة لنفطها ومنتجات الشركات الكبرى، بعد الحصول على تسهيلات تخفف العقوبات في ظل إدارة "بايدن".

توسيع جغرافيا المقاومة

وتعتقد السلطات الإيرانية أن ما حول الجمهورية الإسلامية إلى قوة إقليمية هو "سياسة المقاومة"، وبالتالي فهي بحاجة إلى توسيعها خارج منطقة الشرق الأوسط. وبالرغم من أن إيران سعت إلى تعميق نفوذها في أفريقيا على مدى العقدين الماضيين، إلا أن الحاجة إلى محور أوسع للمقاومة أصبحت واضحة بعد مقتل الجنرال "قاسم سليماني"، قائد فيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، في يناير/كانون الثاني 2020.

وفي هذا السياق قال اللواء "علي فدوي" نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني إن إرث "سليماني" سيتعزز مع توسع جغرافيا المقاومة بشكل كبير في المستقبل. ونشرت وكالة "تسنيم"، وهي وكالة أنباء مقربة من الحرس الثوري الإيراني، مقالا بعد وفاة "سليماني" مباشرة، شددت فيه على أنه إذا استطاع فيلق القدس أن يجعل أفريقيا جزءا من العمق الاستراتيجي لإيران، فستكون طهران قادرة على ضرب الولايات المتحدة هناك، لأن واشنطن أكثر عرضة للخطر في أفريقيا منها في مناطق أخرى.

والهدف الآخر لطهران في توسيع نفوذها في أفريقيا هو احتواء منافسيها الإقليميين، بما في ذلك إسرائيل والسعودية وتركيا، وجميعهم نشطوا في القارة في الأعوام الأخيرة. ولهذه الغاية، تسعى الجمهورية الإسلامية إلى الاستفادة من إمكاناتها الأيديولوجية بين الدول الأفريقية والجهات الفاعلة من غير الدول.

وهي تأمل أن يمنحها الإسلام، ولا سيما النظرة الشيعية للعالم، فرصة لتعزيز نفوذها عبر القارة. وفي هذا السياق، ركزت إيران على نيجيريا والسنغال وتنزانيا، وهو جهد من المرجح أن يستمر ويتم تعزيزه في ظل إدارة "رئيسي".

علاوة على ذلك، فإن أحد الدوافع الرئيسية للتوجه الجيوسياسي لإيران هو التأثير على البلدان التي يوجد فيها بالفعل عداء ثقافي بين الشعوب أو الحكومات مع الغرب. ويمكن للمشاعر المعادية للاستعمار في أجزاء من أفريقيا أن تمهد الطريق لإيران وبعض الدول الأفريقية للوصول إلى منظور مشترك، والذي بدوره يمكن أن يوسع دور إيران في المنطقة.

وفي الأعوام الـ8 الماضية، اصطدم استعداد إدارة "روحاني" للبحث عن تسوية مع الغرب مع سياسات إيران الإقليمية لـ"محور المقاومة". والآن، في عهد الرئيس "رئيسي"، ستحصل استراتيجية المقاومة، كأداة طهران الرئيسية في موازنة النظام العالمي المهيمن، على الدعم الكامل من جميع مراكز القوة في إيران، بما في ذلك الرئاسة. وقال "أمير موسوي"، وهو دبلوماسي إيراني متقاعد، لقناة "الميادين" في يوليو/تموز، إن "محور المقاومة سيستفيد استفادة كاملة من فوز رئيسي" في الانتخابات.

المصدر | أمين ناني - معهد الشرق الأوسط - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإيرانية الأفريقية الاتفاق النووي الإيراني إبراهيم رئيسي نظرة إلى الشرق جنوب الصحراء الكبرى إيران أفريقيا خامنئي رئيسي

جون أفريك: الأيدولوجيا الشيعية قبل الاقتصاد في علاقات إيران الأفريقية

نواب إيرانيون ينتقدون غياب النساء وأهل السنة عن حكومة رئيسي

نهج متناقض.. استراتيجية إيران لتوسيع نفوذها في أفريقيا

أوراسيا ريفيو: تدفق الأسلحة الإيرانية على أفريقيا يفيد روسيا والصين وينذر بمواجهة مع إسرائيل