حذر تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" من تسارع وتيرة تهريب الأسلحة الإيرانية إلى دول أفريقيا، ملمحا إلى دور إيراني مكمل لروسيا والصين في هذا الإطار، بما يشكل خطرا أمنيا يجب على الغرب الانتباه له.

ويقول التحليل، الذي كتبه الأكاديمي ثيودور كاراسيك، المستشار الأول لشركة Gulf State Analytics، الزميل في معهد ليكسينجتون في واشنطن العاصمة، وترجمه "الخليج الجديد"، إن إيران تزيد من أنشطتها في أفريقيا بشكل غامض، لاسيما على صعيد مبيعات الأسلحة في مناطق معينة، وهو أمر يمكن أن يكون مفيدا لروسيا والصين ويتعارض مع المصالح الغربية.

ويلفت التحليل إلى القاعدة الروسية التي تسعى موسكو لإنشائها في شرقي السودان، حيث تواجه الخرطوم ضغوطا أمريكية لإجهاضها، معتبرا أن تلك القاعدة من شأنها أن تمنح إيران قدرة إضافية على الإبحار التجاري حول الساحل الشرقي لأفريقيا، وهو مسار مهم لنقل الأسلحة أيضا.

الاهتمام الإيراني بأفريقيا

وأوضح أن السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الدول الأفريقية تشهد زيادة حادة في النشاط والتواصل، وهو أمر لا يمكن فصله عن مسألة بيع الأسلحة.

وزار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مالي وتنزانيا العام الماضي وموريتانيا هذا العام، وافتتح خطوطًا جديدة من الفرص الدبلوماسية والتجارية.

ويرى التحليل أن هذه الأنشطة تمثل ستارا معقولا لنقل الأسلحة الإيرانية، مدللا بامتلاك إيران مصانع أسلحة في السودان في عهد عمر البشير.

ومع تزايد صعوبة السوق اليمنية لبيع السلاح الإيراني بسبب الحظر المتزايد من قبل شركاء دول الخليج، تقوم طهران بنقل المزيد من الأسلحة إلى القرن الأفريقي، وتحديداً بونتلاند.

وفي الأسبوع الماضي، تم توقيع اتفاقية بين الصومال وقطر وتركيا والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لدعم جهود الصومال في مكافحة تهريب الأسلحة.

ويقول التحليل إن إيران تستخدم نفس الخطوط البحرية التجارية التي تديرها منذ عقود لنقل الأسلحة، ما خلق شبكة تمتد على طول الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية إلى القرن الأفريقي يصعب السيطرة عليها.

ويضيف أن إيران باعت أسلحة للعديد من الدول الأفريقية، حيث تظهر الأبحاث أن الذخيرة الإيرانية وصلت إلى مجموعة من الكيانات، بما في ذلك القوات الحكومية في غينيا وساحل العاج وكينيا والسودان وبعض الفصائل المتحاربة في كينيا وجنوب السودان وأوغندا، وكذلك المتمردين والميليشيات في ساحل العاج ودارفور وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان والنيجر.

ويؤكد الكاتب أن هناك تاريخا قويا لسقوط الأسلحة الإيرانية في "الأيدي الخطأ"، وعلى سيل المثال أظهرت الأبحاث أن الذخيرة الإيرانية لا تزال تخدم مع فصائل متحالفة مع تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي العاملة في النيجر.

ويركز التحليل على تنامي علاقات إيران مع كل من السنغال كقوة مهمة وضخمة في غرب أفريقيا، ومالي، والجزائر وموريتانيا، ويرصد أيضا تنامي الدور الإيراني في منطقة الساحل، لا سيما في "بطن" ليبيا.

مواجهة إيرانية إسرائيلية

ويثير التحليل نقطة مهمة حول مسألة تدفق الأسلحة الإيرانية على أفريقيا، حيث يقول إن تفاعلات إسرائيل المتزايدة مع دول القرن الأفريقي، لا سيما الصومال والسودان، تثير أسئلة حول تقاطع ذلك مع مبيعات الأسلحة الإيرانية، حيث يمكن لمبيعات الأسلحة الإيرانية أن تمهد الطريق لمواجهة داخل هذه الدول.

ويختم الكاتب تحليله بالقول: "يبقى أن نرى ما سيحدث في هذا الإطار بينما تعزز الصين وروسيا مشاركتهما في الشؤون الأفريقية، حيث تعمل إيران كطابور خامس لهاتين الدولتين عند الضرورة".