مصادر تونسية: خلافات داخل النهضة ومطالبات بتغييرات جذرية لقادتها

الأربعاء 18 أغسطس 2021 07:24 م

قالت مصادر تونسية إن حركة النهضة تعيش على وقع خلافات داخلية كبيرة بين مطالبين بتغييرات جذرية وإجراء إصلاحات هيكلية داخل الحركة تشمل المكتب التنفيذي ومجلس الشورى، وبين رافضين للتغيير العميق في صلب الحركة.

ووقع، الثلاثاء، عدد من أعضاء مجلس الشورى عريضة للمطالبة بسحب الثقة من رئيس المجلس "عبدالكريم الهاروني"، ووصل عدد الموقعين إلى نحو 49 شخصا حاليا، في حين أن المطلوب 50 توقيعا لعرض المسألة على مجلس الشورى المقبل.

وأكد مصدر من مجلس الشورى لصحيفة "العربي الجديد"، ضرورة وصول عدد الموقعين إلى 50 عضوًا (ثلث المجلس) لطرح المسألة للتصويت ثم سحب الثقة بالأغلبية داخل المجلس، تماما مثل التصويت في مجلس نواب الشعب، مضيفا أن السبب يعود إلى تهميش دور مجلس الشورى.

وأكد أن المجلس تحول إلى هيكل تابع للمكتب التنفيذي بدل أن يكون سلطة رقابية وتوجيهية، رغم أنه يمثل أكبر سلطة داخل الحركة، مشيرًا إلى وجود قرارات لا تمثل مجلس الشورى ولا تعبر عنه، مؤكدا أنه رغم ذلك لا تحصل محاسبة للمكتب التنفيذي ولا لرئاسة مجلس الشورى.

وتأتي هذه العريضة بعد انسحاب قيادات ونواب من نتائج الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى مؤخرا بعد قراراته وموقفه من 25 يوليو/تموز، إذ اعتبر المنسحبون أن تلك القرارات لا تلزمهم، مؤكدين ضرورة تغيير المكتب التنفيذي وضرورة تراجع القيادات التي قادت إلى الفشل.

من جانبه، أكد وزير الفلاحة السابق والقيادي في الحركة "محمد بن سالم"، أن الأزمة التي تعيشها تونس واضحة وجلية.

وأوضح في أنه "لا بد من حل سياسي كأي أزمة سياسية"، مشيرًا إلى أن "هناك مسؤولية تتحملها حركة النهضة بحكم مشاركتها في السلطة وفي مواقع القرار من خلال مواقف قيادة الحركة التي أزمت الوضع أو ساهمت فيه برغم أنها لا تتحمل المسؤولية بمفردها، ولكن لا بد من إصلاحات جذرية داخل الحركة".

وأوضح "بن سالم" أن التيار الإصلاحي داخل حركة "النهضة" موجود من السابق ولم يكن يوافق على السياسات المتبعة، مشيرًا إلى ضرورة تراجع المتقدمين في الصفوف الأمامية إلى الوراء طالما وصلت الأزمة إلى ذروتها، على أن يفوض رئيس الحركة صلاحياته إلى لجنة لإدارة الأزمة.

وبين أن رئيس الحركة والقيادة الحالية يصعب عليها الآن القيام بحوار مع رئاسة الجمهورية بعد أن ساءت العلاقة بشكل كبير يصعب إصلاحه على يدي نفس الأشخاص.

وأشار إلى أن "الحركة وإذا ما واصلت سياسة الهروب إلى الأمام، فسيصبح حتى التعامل مع المنظمات والمجتمع المدني ممن يدافعون عن الديمقراطية صعبا".

وقال إن القيادة الحالية تحالفت مع المنظومة القديمة وتجاهلت الأصدقاء القدامى والأحزاب الثورية ما يجعل من الصعب بناء علاقات جيدة بنفس الوجوه، مؤكدًا ضرورة تراجع القيادة الحالية إذا كان ذلك ثمنًا للتواصل وبناء ثقة جديدة.

وحول رفض القيادة الحالية القيام بتغييرات جذرية، قال "بن سالم" إن "الأمل يبقى قائما (..) تمت الاستجابة إلى تكوين لجنة تدير الأزمة، ولكن للأسف كانت اللجنة بنفس الوجوه القديمة القريبة من رئيس الحركة وهؤلاء علاقتهم بالمجتمع السياسي غير جيدة".

وفي وقت سباق؛ توجه شباب من "النهضة" برسالة إلى رئيس الحركة "راشد الغنوشي" لتصحيح المسار وحل المكتب التنفيذي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تونس حركة النهضة خلافات قيس سعيد مجلس الشورى راشد الغنوشي

تونس.. النهضة تشكل لجنة لإدارة الأزمة السياسية

الغنوشي: النهضة تلقت رسالة الشعب وستعلن نقدها الذاتي ومستعدون للتضحية

تونس.. قيس سعيد يجرى تغييرات بالأمن والحرس الوطنيين (فيديو)

وزير تونسي سابق يقاضي صحيفة محلية اتهمته بتهريب أسلحة إلى ليبيا

تونس.. الغنوشي يعفي المكتب التنفيذي للنهضة ويعيد تشكيله