استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حماس و"فتح كابل": هل ثمة مراجعات لا نعرفها؟

السبت 21 أغسطس 2021 08:53 ص

 حماس و"فتح كابل": هل ثمة مراجعات لا نعرفها؟

طالبان لم تساوم على انسحاب جميع القوات الأجنبية بيد أنها ساومت وتساوم على ما هو دون ذلك وذلكم قدرٌ من البراغماتية لم يبلغ منتهاه بعد.

هل الديمقراطية ثوب زائف؟ ومن يتدثر به؟ ماذا عن الانتخابات التي أوصلت حماس للحكم أول مرة وهي ما انفكت تطالب بإجرائها من جديد؟!

هل كان درس كابل المستخلص من انتصار طالبان هو تصعيد المقاومة والجهاد ضد الاستكبار الإسرائيلي وعدم المهادنة أو البحث عن حلول وسط؟

ما يجري من مفاوضات حول المنحة القطرية والتهدئة و"العودة بغزة لما كانت عليه قبل معركة سيف القدس ونصرها الإلهي لا يوحي بتصعيد المقاومة.

رفض الحلول الوسط وعدم المهادنة سيكونان من نصيب عملاء أمريكا وإسرائيل من السلطة أو "كرزائيي فلسطين" وهو وصف سيُسحب من التداول بعد تقارب كرزاي أفغانستان وطالبانها.

*     *     *

رحبت حماس بـ"نصر طالبان" و"فتح كابل"...هذا أمرٌ مفهوم، وينسجم مع الوجهة العامة لمواقف جماعات الإسلام السياسي والمسلح، إذ باستثناء "داعش" التي تخوض "حرب إلغاء" مع شقيقتها "الجهادية" في بلاد الأفغان، لم تتأخر جماعة إسلامية واحدة عن الترحيب والتبريك بـ"نصر طالبان"، واستخلاص ما يناسبها من دروس وعبر...

إخوان الأردن والكويت رحبوا بتفاوت، فيما ينقل عن قادة إخوان مصر، بحثهم الجدي عن ملجأ في أفغانستان، بعد أن ضاقت عليهم الملاذات التركية والقطرية والغربية بعض الشيء.

وجاء في تغريدة للقيادي البارز في حماس الدكتور موسى أبو مرزوق قوله: "تنتصر طالبان اليوم بعد أن كانت تُتهم بالتخلف والرجعية والإرهاب، وها هي الآن حركة أكثر ذكاءً وواقعية، وقد واجهت أمريكا وعملاءها، رافضة الحلول الوسط معهم، ولم تُخدع بالعناوين البراقة كالديموقراطية والانتخابات، ولا بالوعود الزائفة. درس مرت به كل الشعوب المظلومة، فهل من متعظ؟"

تستوقفنا في هذه التغريدة الموجزة، ثلاث ملاحظات:

أولها؛ إن الاتهام بالتخلف والرجعية والإرهاب لم يمنع طالبان من الانتصار. هذه الاتهامات، بمناسبات عديدة، سبق وأن وجهتها أطراف مختلفة، لحركة حماس.

الخلاصة، قولوا ما شئتم في توصيفنا، لكننا سننتصر، كما انتصرت طالبان. لم نكن نرغب في وضع حماس وطالبان في سلة واحدة، نحن لم نفعل، هم من فعل، وإن بطريقة ملتوية، من جهتنا ما زلنا نتهم طالبان بالرجعية والتخلف، أما "الإرهاب" فتلكم قضية تخضع اليوم لإعادة توزين لاعتبارات براغماتية عالمية.

ثانيها؛ طالبان اليوم، حركة "أكثر ذكاءً وواقعية"، وقد واجهت أمريكا وعملاءها...هل في ذلك، إشارة إلى ذكاء حماس وواقعيتها، التي بلغت ضفافاً لم تبلغها طالبان بعد؟

ثم من المقصود بـ"هم" عند القول: "رافضة الحلول الوسط معهم"، هل هم أمريكا، أم عملائها، أم كلاهما؟ كثرة من "عملاء أمريكا" يتقدمهم حامد كرزاي، الذي صار مضرب الأمثال في "العمالة"، يقيمون حواراً مع طالبان، وليس مستبعداً أن يسبقوا الفلسطينيين في إجراء المصالحة، بل وقد يأتلفون في حكومة "شاملة".

طالبان لم تساوم على انسحاب جميع القوات الأجنبية بيد أنها ساومت وتساوم على ما هو دون ذلك، وذلكم قدرٌ من البراغماتية، لم يبلغ منتهاه بعد.

أي "إسقاط" يمكن أن نفهمه من تلك التغريدة، هل تنوي حماس رفض "الحلول الوسط" مع إسرائيل أم مع السلطة الفلسطينية، أم مع كليهما معاً...سؤال متروك للأيام المقبلة.

ثالثهما؛ طالبان "لم تُخدَع بالعناوين البرّاقة كالديمقراطية والانتخابات" ولا بالوعود الزائفة". هنا مربط الفرس في التغريدة، ولنا أن نتساءل عن معنى العناوين البرّاقة، وهل الديمقراطية ثوب زائف؟ ومن يتدثر به؟ ماذا عن الانتخابات التي أوصلت حماس للحكم أول مرة، وهي ما انفكت تطالب بإجرائها من جديد، هل هي عنوان برّاق ووعد زائف؟ هل أُغلِق ملف المصالحة وطُويت صفحة الانتخابات؟

هل ثمة انتكاسة عن المسار الديمقراطي، كما يلوح في ردود أفعال حماس وكثيرٍ من الإسلاميين، سيما وأن "نصر طالبان" جاء بعد ثلاثة أسابيع فقط من "خيبة تونس"؟

نفهم أن تنبري جماعات "جهادية" لاستنتاج درسي "النهضة" و"طالبان" على طريقتها، وأن تطلق النار على الخيار المدني الديمقراطي السلمي، وأن تعيد انتاج خطاب "الطاغوت" و"الفريضة الغائبة"، وأن تخرج ألسنتها ساخرة من التحولات في خطاب الإخوان وتحالفاتهم.

ونفهم أن يفرح أبو حفص الغزاوي و"جيش محمد" بـ"النصر الإلهي" في كابل، وأن يشمت بأزمة النهضة ومأزقها. لكننا لا نفهم المغزى من تغريدة، توحي بمراجعة تقرّب حماس من مقاربة هؤلاء "الجهاديين". لا نفهم كيف لـ "إخوان الكويت" أن يكونوا أكثر حذراً من مخاطر "نموذج طالبان الملهم!" من نظرائهم الفلسطينيين.

لو أننا على يقين بأن "درس كابل" المستخلص من "انتصار طالبان"، هو تصعيد المقاومة/ الجهاد ضد الاستكبار الإسرائيلي، وعدم المهادنة أو البحث عن "حلول وسط" معه، لقلنا إن ثمة منطق في هذا الاستخلاص، سيما بعد تفشي اليمين الديني والقومي على مساحة الخريطة الحزبية الإسرائيلية!

لكن ما يجري من مفاوضات حول "المنحة القطرية" و"التهدئة" و"العودة بغزة إلى ما كانت عليه قبل معركة "سيف القدس" و"نصرها الإلهي"، لا يوحي بذلك...نخشى أن رفض الحلول الوسط، وعدم المهادنة، سيكونان من نصيب "عملاء أمريكا وإسرائيل"، من السلطة، أو "كرزائيي فلسطين" كما يوصفون، وهو الوصف الذي أظن أنه سيُسحب من التداول، بعد التقارب بين كرزاي أفغانستان وطالبانها.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني/ فلسطيني

المصدر | facebook.com/o.rantawi

  كلمات مفتاحية

طالبان، أفغانستان، حماس، فتح كابل، المقاومة، الجهاد، إسرائيل، فلسطين، درس كابل، الحلول الوسط،

إعلام عبري: مبادرة أمريكية لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية تضم فتح وحماس