قال دبلوماسيون أجانب إن السعودية والإمارات لا تملكان سوى تطبيع علاقاتهما مع حركة "طالبان" الأفغانية رغم حملتهما ضد التشدد الديني، وذلك بعد استعادة الحركة، السريعة والمفاجئة، للحكم في أفغانستان تزامناً مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
ونقلت "رويترز" عن الدبلوماسيين، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أنه بات من المرجح أن ينطلق موقف السعودية والإمارات من عودة "طالبان" لحكم أفغانستان من منظور براجماتي رغم المخاوف من أن تصبح عودة الحركة خطوة مشجعة للمتشددين الإسلاميين في الخارج.
وأشاروا إلى أن كانت السعودية والإمارات كانتا من بين دول قليلة اعترفت بحكم "طالبان" في أفغانستان في الفترة بين 1996 و2001.
وفي السياق، قال دبلوماسي أجنبي بالرياض: "يرتبط السعوديون بعلاقات تاريخية مع أفغانستان، وسيتعين عليهم في نهاية الأمر قبول طالبان (مرة أخرى)… لا يملكون خياراً آخر".
في حين قال دبلوماسي مقيم بقطر: "يتسم البلدان بالبراجماتية وقد أثبتا قدرتهما على التعامل مع مختلف الأنظمة في أنحاء العالم".
بينما قال 3 دبلوماسيين أجانب في أبوظبي، إن الإمارات أعربت سراً عن مخاوفها من أن تتحول أفغانستان مرة أخرى تحت حكم "طالبان" إلى ملاذ آمن وتربة خصبة للتطرف.
ومن غير المعروف ما إذا كانت المقاربة البراجماتية للرياض وأبوظبي ستصل إلى حد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع طالبان، ولم ترد السلطات السعودية أو الإماراتية على طلبات "رويترز" للتعليق بهذا الشأن.
وكان رد فعل الرياض وأبوظبي إزاء استيلاء "طالبان" على السلطة مقصوراً على إعلان احترام اختيار الشعب الأفغاني ودعوة الحركة إلى توطيد الأمن وتعزيز الاستقرار، بعد تمرد طويل على الحكم المدعوم من الولايات المتحدة.
وحاولت السعودية والإمارات تسهيل محادثات سلام أفغانية بعد سقوط "طالبان" قبل 20 عاماً، لكنهما لم تشاركا في المفاوضات الرئيسية التي استضافتها قطر وفشلت في التوصل إلى تسوية سياسية.
ومنذ سيطرتها على أفغانستان، تسعى "طالبان" لتقديم نفسها في صورة أكثر ميلاً للمصالحة والتسامح، قائلة إنها لن تسمح باستخدام البلاد لشن هجمات على دول أخرى وإنها ستحترم حقوق المرأة في إطار الشريعة الإسلامية.