وزراء الخارجية العرب يطالبون بتحرك عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية بفلسطين

الاثنين 9 نوفمبر 2015 08:11 ص

عقد مجلس «جامعة الدول العربية» أمس الإثنين، اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية، برئاسة دولة الإمارات العربية، لبحث الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وتهويدها للقدس، وتدنيسها للمقدسات، وذلك بالعاصمة السعودية بالرياض .

عقب ذلك ألقى الشيخ «عبدالله بن زايد آل نهيان» وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الاجتماع كلمة أعلن خلاها افتتاح مجلس «جامعة الدول العربية» على المستوى الوزاري في جلسته الطارئة بشأن مناقشة واتخاذ الإجراءات الكفيلة حيال ما تشهده جميع أرجاء دولة فلسطين في الوقت الراهن من عدوان إسرائيلي متواصل ومتصاعد على الشعب الفلسطيني الأعزل، وانتهاكاته الخطيرة وغير المسبوقة بحق المسجد الأقصى.

وقال: «يأتي اجتماعنا الطارئ هذا بناء على التصعيد الخطير الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية، والمستوطنين، والجماعات اليهودية المتطرفة، والقوات الإسرائيلية في مدينة القدس المباركة، حيث تقوم إسرائيل يوميا بارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني وتنتهك حرمات المسجد الأقصى، والمقدسات الإسلامية والمسيحية كافة دون وازعٍأو رادع إلى جانب قتل واعتقال المواطنين الفلسطينيين، أطفالا ونساء وشبابا وشيوخا، وتشريد المئات من منازلهم، وهدم الأبنية والمنازل الفلسطينية».

وأضاف: «تقع المسؤولية الأولى على إسرائيل في تصاعد أعمال العنف الناتج عن احتلالها المستمر للأراضي الفلسطينية وإجراءاتها الباطلة بحق الشعب الفلسطيني».

وأفاد بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وأن استمرارها دون حل عادل يشكل الجاذب الأساس لقوى الإرهاب والتطرف بالمنطقة، كما تظل هذه القضية مفتاح أمن وسلم في المنطقة فهي أساس كل التوترات، ولا يسعنا الحديث عن مكافحة الإرهاب ومواجهته، وعن دعم السلم والأمن الدوليين في ظل هذه الجرائم المستمرة التي ترتكب بهذه الصورة البشعة، ونرى أن تسويف الحكومة الإسرائيلية في عملية السلام أوصل المجتمع الدولي إلى هذا الوضع المحبط برغم الجهود الدبلوماسية الحثيثة المبذولة.

وأكد على ضرورة عدم إفلات المسؤولين الإسرائيليين والمستوطنين من المسؤولية القانونية إزاء ما ارتكبوا من جرائم بشعة، محملهم المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم التي تعد جرائم حرب، ويجب تقديم كل مرتكبيها للعدالة الدولية، ومن غير المقبول أن يتم التحدث عن عنف متبادل وتشبيه المقاومة بالعدوان خاصة في ظل اعتداءات المستوطنين المتكررة على الفلسطينيين وتهديد الحكومة الإسرائيلية بفرض حصار كامل على الخليل.

وتابع: «إننا مدعوون لحث المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما ترتكبه إسرائيل بهدف تغيير الوضع القائم في القدس من خلال تبني خطاب متطرف ومتوتر وإجراءات لا إنسانية تجاه شعب يرزح تحت احتلال غاشم هناك، ومن هذا المنطلق تتحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الحالي، ونكرر طلبنا المتمثل في توفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني كمطلب عاجل وضروري لحماية شعب أعزل من إرهاب مستعمر، وذلك في ضوء اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949والبروتوكولات اللاحقة لها، لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والرفع الفوري لكافة أشكال الحصار الإسرائيلي الجائر على الأراضي الفلسطينية المحتلة».

وطالب «بن زايد»، «مجلس الأمن» بالاضطلاع بمسؤولياته الكاملة لاستصدار قرار لوضع الآليات والإجراءات الكفيلة لضمان حماية وسلامة المدنيين الفلسطينيين، خاصة وأن «مجلس الأمن» قد أكد في العديد من قراراته انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية التي تحتلها «إسرائيل» منذ عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية، أو أن يتم التوجه للدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة لاستصدار قرار ينص على توصيات بتدابير وإجراءات محددة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإقرار نظام حماية دولية.

وعد استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واستمرار «إسرائيل» في ممارسة سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي، يسهم في زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة.

ونوه بالجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة الأردنية الهاشمية في الدفاع عن المقدسات في القدس الشريف ، مشيدا بالدور الذي تقوم به المملكة المغربية بقيادة الملك «محمد السادس»، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن القدس الشريف وعن هويته العربية والإسلامية وعن دعمه لصمود أهل القدس والذي يتجلى من خلال جهوده وتحركاته المستمرة لدعم القضية والشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية.

وقال: «إننا نجتمع لنتخذ قرارا بشأن ما يمكن عمله لوقف هذه الجرائم والانتهاكات، ولحماية مقدساتنا وأبنائنا من الفلسطينيين، من هذه الجرائم العنصرية، التي تستوجب منا الوقوف وقفة جادة تدفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه تلك الجرائم والانتهاكات الخطيرة، وتبقى القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى ودورنا من خلال مجلسكم الموقر هو الدعم المستمر للإخوة في فلسطين، وأن نسعى معا إلى بلورة موقف جاد وفعال تجاه هذه التطورات الخطيرة».

وفي ختام كلمته أعرب «بن زايد» عن شكره لوزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» وللمملكة العربية السعودية بقيادات خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز» على استضافة هذا الاجتماع الذي يؤكد مدى الرعاية التي توليها المملكة بشأن القضايا العربية وخاصة قضية القدس الشرقية.

من جانبه، ألقى وزير الخارجية الفلسطيني «رياض المالكي» كلمة قال فيها: «بداية وباسم شعبنا الفلسطيني وقيادته أتقدم بالشكر الجزيل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ عبدالله بن زايد لدعوتهم الكريمة لهذا الاجتماع المهم المخصص لبحث ومناقشة الأوضاع الفلسطينية عامة وما تتعرض له القدس الشريف ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك من عدوان إسرائيلي همجي يستهدف تهويدها واقتلاع مواطنيها وتهجيرهم وطردهم منها، كما أتقدم بالشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا على استضافتها هذا الاجتماع المهم».

وبين أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع صور العدوان من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين وعصاباتهم الإجرامية، كما تواجه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك هجمة شرسه هدفها تهويد المدينة المقدسة وفرض السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيا ومكانيا.

وقال «المالكي»: «إن هذه الإجراءات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تعمل على تغيير الوضع القائم في المسجد على مرئ ومسمع منا جميعا وأخطرها فرض التقسيم الزماني في المسجد ريثما يتمكن الاحتلال من فرض التقسيم المكاني، كما حصل في الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل» .

وفي سياق متصل، دعا الأمين العام لـ«جامعة الدول العربية»، «نبيل العربي»، إلى مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، في فلسطين، مشيدا بالتحرك العربي لحماية الشعب الفلسطيني.

وقال «العربي»، «نحن مدعوون، لبحث الخطوات التي يمكن أن نتخذها لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية».

وأشاد «العربي» بمضاعفة التحرك والجهود العربية لاستصدار القرار المناسب سواء من «مجلس الأمن أو الجمعية العامة حول موضوع حماية الشعب الفلسطيني.

كما طالب في كلمته، المجتمع الدولي وبالتحديد من «مجلس الأمن» على إنهاء النزاع وليس الاستمرار في إدارة النزاع.

يذكر أن الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» يقوم بزيارة في المنطقة بدءها بالقاهرة، التقي فيها الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، قبل أن يتوجه غدا إلى الرياض للقاء الملك «سلمان بن عبد العزيز»، لبحث الخطوات الفلسطينية تجاه الانتهاكات التي تشهدها بلاده.

  كلمات مفتاحية

جامعة الدول العربية فلسطين الإمارات السعودية عبدالله بن زايد عادل الجبير مجلس الأمن نبيل العربي

«أبو مرزوق»: إطلاق الصواريخ من غزة سينهي الانتفاضة في القدس والضفة

فيديو..قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم الأقصى وإصابات في صفوف المصلين

الجامعة العربية تطالب بالإفراج عن الأسير الفلسطيني خضر عدنان

وزير الخارجية الإماراتي: الإرهاب الحوثي هو المسؤول عن تردي الوضع اليمني

«نتنياهو» يعول على الإمارات ودول عربية لإجهاض «انتفاضة» محتملة بالقدس