توفي الرئيس التشادي السابق "حسين حبري"، الإثنين، عن عمر ناهز 73 عاما.

و"حبري" متهم بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وتعذيب" خلال فترة حكمه أسفرت عن 40 ألف قتيل، بحسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.

وهيمن اسم "حبري" على وسائل الإعلام في ثمانينات القرن الماضي حين خاضت تشاد حربا ضروسا استمرت سنوات ضد جارتها الشمالية، ليبيا.

وولد "حبري" عام 1943 وهو ينتمي إلى قبيلة الأنكزة إحدى فروع قبائل التبو، وعقب إكمال تعليمه الأساسي حصل على منحة لدراسة العلوم السياسية في فرنسا.

وبدأ نجمه في الظهور على الساحة الدولية عام 1971 بعدما هاجمت مجموعة مسلحة تحت قيادته بلدة بارداي في تبيستي (شمالي تشاد)، ولكنه تسلم عام 1978 منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس "فليكس معلوم"، قبل أن يفوز "كوكوني عويدي" برئاسة البلاد.

وفي 7 يونيو/حزيران من عام 1982 قاد "حبري" انقلابا عسكريا أطاح بـ"عويدي"، ليعين نفسه رئيسا للبلاد ويلغي منصب رئيس الحكومة، ما أدخل البلاد في دوامة من الاضطرابات السياسية.

"صراعه مع القذافي"

وقبل ذلك كانت قوات الرئيس الليبي الراحل، "معمر القذافي" قد غزت شمال تشاد في يوليو/تموز 1980 ما أسفر عن احتلال وضم إقليم أوزو إلى طرابلس، حيث تلقى جيش "حبري" مساعدات أبرزها من فرنسا.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1981 هزم "حبري" القوات الليبية وطردها من البلاد، ولكن قوات "القذافي" تمكنت عام 1983 من احتلال جميع المناطق شمالي كورو تورو، قبل أن تنتهي الحرب مرة أخرى لصالح "حبري" عام 1987، وبعدها بعام جرى توقيع وقف إطلاق نار دائم.

ورغم الانتصارات التي حققها "حبري" فإن حكومته واجهت معارضة قوية من قبل ميلشيات قبيلة الزغاوة. 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1990، شن متمردون هجوما بقيادة "إدريس ديبي" وهو قائد سابق لميليشيات الزغاوة، حيث نجح بهزيمة قوات "حبري" الذي فر إلى الكاميرون ثم إلى منفاه في السنغال.

وفي يوليو/تموز  من عام 2015 بدأت محاكمة "حبري" في السنغال عبر محكمة خاصة أنشاها الاتحاد الأفريقي بتهم ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" أسفرت عن مقتل أكثر من 45 شخص.

وكان الاتحاد الأفريقي قد رفض تسليم "حبري" إلى المحكمة الدولية الجنائية لأنها "مختصة بملاحقة القادة الأفارقة"، على حسب رأي الكثير من زعماء القارة السمراء.

وانتهت فصول المحاكمة في داكار في 30 مايو/أيار 2016 بعدما قضت على "حبري" بالسجن المؤبد عقب إدانته بجرائم شملت القتل والاغتصاب والخطف والتعذيب.

وقال رئيس المحكمة، القاضي البوركيني "جبيرداو جوستاف" في جلسة الحكم: "هذه المحكمة تدينك بارتكاب جرائم ضد الإنسانية واغتصاب واستعباد قسري وخطف"، خلال فترة حكمه التي امتدت بين عامي 1982 و1990.

وأنهى ذلك الحكم معركة قضائية استمرت 16 عاما، خاضها الضحايا وناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان.

ورفض "حبري" الاعتراف بتلك المحكمة واعتبرها "مهزلة قضائية".