التايمز للغرب: انسوا العقوبات وعلينا الحديث مع طالبان

الأربعاء 25 أغسطس 2021 04:38 م

شنت صحيفة "التايمز" البريطانية هجوما شديدا على حركة "طالبان" التي سيطرت مؤخرا على أفغانستان، موجهة نصيحة للغرب بالتفاوض والحديث مع الحركة بدلا من فرض العقوبات.

وتحت عنوان: "انسَ العقوبات وعلينا الحديث مع طالبان"، قال المعلق في صحيفة "التايمز" "روجر بويز"، إن اقتصاد أفغانستان على حافة الانهيار، وإن قطع كل المساعدات يعني منح فرصة للجهاديين.

وقال "بويز" في مقاله إن موسم حصاد الخشخاش وفير هذا العام وهي أخبار جيدة لحركة "طالبان" التي ستعتمد على الحصاد وتحوله إلى هيروين، لكي تعوض تراجع الدعم الدولي.

ورأى الكاتب أن اقتصاد "طالبان" قائم على هذه الوسائل، ويمكّنها من إدارة إمدادات المخدرات وهي تدير الدولة.

وقال: "علينا الاعتراف بأن طالبان تملك المبادرة وتستطيع تحويل انهيار الاقتصاد الأفغاني إلى سلاح. ولهذا السبب سارع مدير سي آي إيه، ويليام بيرنز، إلى زيارة كابل الإثنين لمقابلة نائب زعيم طالبان الملا عبدالغني برادار، ليس لمناقشة تمديد موعد جلاء الجنود الأمريكيين والمدنيين، ولكن لفهم طبيعة قوة طالبان المدمرة".

وزعم أن قوة "طالبان" لا تقتصر على المخدرات فقط، ولكن أيضا على شبكات التهريب المعقدة. فالحركة تسيطر على خطوط التجارة والطرق السريعة والجسور التي تشكل نقاط الاختناق في جنوب آسيا. ففي حملتها السريعة، قامت بالسيطرة على نقاط الجمارك على الحدود إيران، وباتت الرسوم الجمركية التي كانت تأخذها الحكومة السابقة تحت سيطرتها.

واقترح كاتب المقال منح جيران أفغانستان خيارا، إما استمرار التجارة مقابل منح "طالبان" الشرعية، أو المعاناة من توقف التجارة ومعها الموارد المالية. وما قام به شركاء "طالبان" في المنطقة هو ما يجب على الغرب عمله.

وقررت الولايات المتحدة منع حكّام أفغانستان الجدد من الوصول إلى احتياطي البلد من الأموال وهو 9.4 مليار دولار.

وقرر صندوق النقد الدولي وقف توزيع 460 مليون دولار كاحتياطات طارئة. ويعني تعليق التحويلات المالية، أن نقل الأموال من الأقارب في الخارج سيتوقف. مما قد يؤدي لارتفاع معدلات التضخم، وكانت شحنات الدولارات الأمريكية كافية لدعم العملة الأفغانية، وقد توقفت الآن، ما أثّر على توفر المواد الغذائية في المحلات ودفع رواتب الموظفين المدنيين الذين اختبأ بعضهم.

وقال "بويز": "يضاف إلى ذلك انتشار وباء كوفيد-19 وعدم توفر الأدوية والجفاف، وهو ما سيؤدي إن انهيار الدولة الأفغانية وكلما ساء وضع الأفغان، تحسن وضع قادة طالبان الذين لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة"، بحسب تعبير الكاتب.

مجتمع "مطلبن"

واعتبر أن "ورقة المقايضة مع الغرب هي الفوضى في البلاد التي تمكنهم (قادة طالبان) من العودة إلى شبكة التجارة غير الشرعية لدعم سلطتهم .. وهنا تبدو المعضلة، فهل سحب القوات الغربية يعني وقف الدعم؟ أي 4 مليارات دولار تغطي نسبة 75% من نفقات الحكومة".

ولو حدث هذا، بحسب الكاتب، فإنه سيؤدي إلى تقوية رواية الخيانة الأمريكية للأفغان. وسيدفع "طالبان" لدعوة الجماعات الإرهابية التي تريد فتح معسكرات لها في البلاد. وسيؤدي إلى مجتمع "مطلبن". أم أن الدعم سيتحول إلى سياسة العصا والجزرة يتم من خلالها دعم مشروعات معينة وفرض عقوبات على طالبان عندما تفشل بتحقيق وعودها؟ وهو المسار الذي تريد حكومة "بوريس جونسون" اتباعه، لكنها لا تفهم الوضع. فقادة "طالبان" ليست لديهم حسابات مصرفية في لندن أو نيويورك، وليس لديهم فيلل على الشواطئ الفرنسية. وهم ليسوا مثل النخبة الروسية المتنفذة.

وكما كتب الرئيس الأفغاني السابق "أشرف غني" في كتاب أصدره عام 2009 "إصلاح الدول الفاشلة" قال فيه إن الأفغان يصطفون بالطوابير في دبي لتخزين أموالهم بدلا من تشغيلها في أفغانستان. و"غني" نفسه هرب هذا الشهر إلى دبي محملا كما قيل بحقائب محشوة بالأموال.

وتابع: "أي محاولة لفرض عقوبات على طالبان يجب أن تدرس كيفية تدفق المال إلى بنوك الشرق الأوسط. والحيلة الوحيدة المتوفرة لدى طالبان من أجل جعل حكومتهم جذابة، هي الأموال الصينية، فقد فكّرت بتطوير مناجم النحاس وحقل للنفط في الشمال، لكن هذه المغامرات التجارية المتواضعة تعتمد على الأمن الذي كان يوفره الأمريكيون وقد ذهبوا، ولهذا خف الحماس الصيني، فبكين تخشى من طالبان وتسامُحِها مع المقاتلين الإيجور".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان مخدرات الغرب

كيف ساعدت منصات التواصل الاجتماعي طالبان في السيطرة على أفغانستان؟

موسكو: أكثر من 100 مروحية روسية الصنع في يد طالبان

لإدارة الأزمة.. طالبان تعين قادة مخضرمين في المناصب الوزارية

ألمانيا: طالبان ستسمح بمغادرة الأفغان بعد 31 أغسطس

وثيقة مسربة: طالبان تهدد موظفي الأمم المتحدة وتعتدي عليهم