الإيكونوميست: الدول العربية بحاجة إلى قادة وطنيين وليس من يهمهم السلطة والمال فقط

الأربعاء 25 أغسطس 2021 09:08 م

قالت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، الأربعاء، إن الدول العربية "بحاجة إلى قادة وطنيين مستعدين لرؤية وظائفهم على أنها أكثر من مجرد منافسات على السلطة والمال، وهذا يتطلب احترام حقوق الإنسان والمجتمع المدني، والإصلاح الاقتصادي لضمان وجود موارد كافية".

وأضافت المجلة في تقرير لها تحت عنوان : "العرب مشغولون بمشاكلهم الداخلية أكثر من الوحدة"، إن "العالم العربي كبير ومتنوع للغاية بحيث لا يمكن أن تهيمن عليه أيديولوجية واحدة، إنه بحاجة إلى قدر أكبر من الوحدة، ولكن من النوع التكنوقراطي، الذي يقوم على إبرام صفقات للسماح للمواطنين العرب بالسفر والتجارة بحرية في الدول العربية، بالإضافة إلى نظام أمني ناجح".

وأضافت المجلة أن "البديل لتلك الأفكار هو سنوات أكثر ضياعًا لا تستطيع المنطقة تحملها، فالسكان الشباب بحاجة إلى وظائف، وتحول الطاقة قد يستنزف ميزانيات الدول المنتجة للنفط، وتغير المناخ قد يجعل أجزاء من المنطقة غير صالحة للعيش فيها".

وتابعت: "إذا كان قادة العالم العربي لا يستطيعون التوقف عن القتال على الأيديولوجيات القديمة، فقد يجدون أنه لم يبقَ شيء للقتال من أجله".

ورأت المجلة المجتمعات "بحاجة إلى شيء لربطها ببعضها البعض، لكن لا يمكن فرض وحدة بمنطقة يبلغ عدد سكانها 400 مليون نسمة".

ونقلت عن الأكاديمي والدبلوماسي اللبناني "غسان سلامة" قوله: "لا ناصر (الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر) ولا الأسد (الرئيس السوري السابق حافظ الأسد) ولا صدام (الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين) بالتأكيد، كل هؤلاء الرجال ليسوا ديمقراطيين.. القومية العربية ملوثة بارتباطها الوثيق بالاستبداد".

وأضاف: "لم يخرج الاتحاد الأوروبي من الرحم مكتمل التكوين.. كانت الوحدة الأوروبية نتاج عقود من العمل، ولم تكن نتيجة أيديولوجيات كبرى، بل نتيجة مبادرات مبتذلة مثل مجتمع الفحم والصلب والسياسة الزراعية المشتركة، وفي المقابل اتخذت جامعة الدول العربية الاتجاه المعاكس، بافتراض وجود وحدة" غير موجودة أساسا.

ووفق المجلة، فإنه "عندما تفشل الأيديولوجيات والمؤسسات، يتجه الناس إلى المزيد من الهويات المحلية".

وقالت: "يتشوق القوميون في منطقة الشرق الأوسط لفترة كانت الدول العربية تقاتل من أجل قضية وتتصدى للقوى الأجنبية، ينظر الإسلاميون إلى الوراء، إلى وقت كانت فيه الخلافة مراكز عالمية للتعلم والثقافة".

ولكن: "​​​​​​كان العقد الماضي مليئًا بخيبة الأمل، أصبح محور المقاومة قوة رد فعل، وتبين أن شعار الإخوان المسلمين (الإسلام هو الحل) فارغ: الإيمان وحده لا يمكن أن يحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.. ما بدا وكأنه مسابقة محصلتها صفر لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، مما ترك الكثير من دول المنطقة في حالة بائسة".

وبحسب "الإيكونوميست"، ستكون القوى الأجنبية أقل تواجدًا في الشرق الأوسط بالفترة المقبلة، رغم أنها لن تغادر المنطقة تمامًا.. حاول كل من باراك أوباما ودونالد ترامب إدارة ظهورهما للشرق الأوسط وفشلا فيهما.. ومن غير المرجح أن يفعل جو بايدن ذلك أيضًا.

وأكملت: "لقد انجر بالفعل إلى السياسة الإقليمية، فأرسل مبعوثا خاص إلى اليمن، ولعب دورا في وقف إطلاق النار بغزة، والتعامل مع الهجمات على القوات الأمريكية في العراق من قبل الميليشيات المدعومة من إيران. ومع ذلك، فإن مكانة أمريكا في المنطقة -التي تُقاس بمستويات القوات أو المشاركة الدبلوماسية أو النفوذ- ليست كما كانت".

وأردفت: "لقد أدى الحديث عن الحرية والديمقراطية إلى تركيز أضيق على مكافحة التطرف وتعزيز الاستقرار.. يبدو أن أمريكا التي تركز على الصين من غير المرجح أن تشرع في الحروب الصليبية الكبرى في الشرق الأوسط".

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العرب الدول العربية الشرق الأوسط ديكتاتوريات محور المقاومة