العثماني: تصريحات سفيرنا حول منطقة القبائل لا تعبر عن موقفنا السياسي

الجمعة 27 أغسطس 2021 11:01 ص

قال رئيس الحكومة المغربية "سعد الدين العثماني" إن الرد الذي قدمه سفير بلاده لدى الأمم المتحدة "عمر هلال"، حول تقرير المصير في منطقة القبائل الجزائرية، "ليس موقفا سياسيا للدولة المغربية".

وذكر العثماني، وهو الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" الذي يقود الائتلاف الحاكم، الخميس، أن رد السفير "كان عبارة عن رد فعل احتجاجي على الجزائر".

ونقلت صحيفة "هسبريس" (محلية) عن "العثماني"، قوله: "هذا كان رد فعل لسفير المغرب في الأمم المتحدة، ليس موقفا سياسيا يعبر عنه، وإنما هو رد فعل احتجاجي، إذا كنتم تقولون كذا فإنه كذا، هو ليس موقفا سياسيا للدولة المغربية".

وأوضح أن الخطاب الملكي الأخير وضع النقاط على الحروف في موضوع العلاقات مع الجزائر، وزاد قائلا: "مع الأسف، كنا نتمنى أن يكون رد الفعل الجزائري فيه مصالحة وتعاون".

وذكّر "العثماني" بما ورد في بيان الخارجية المغربية عقب قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية، مؤكدا أن "المغرب سيبقى دائما وفيا لمبدئه أولا، وهو العمل لبناء اتحاد مغاربي منسجم وقوي وقادر على أن يخوض تحديات القرن الواحد والعشرين".

وقال المسؤول الحكومي إنه تفاجأ بقرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة، وعبر عن أسفه الشديد لكون هذه الخطوة التي تأتي بعد الدعوة الثالثة التي وجهها الملك المغربي "محمد السادس"، ومد من خلالها اليد للمصالحة، وبدء الحوار مع الإخوة في الجزائر دون شروط.

وأورد "العثماني" أن دعوات الملك استحضرت المصالح المشتركة بين البلدين، والوعي بأن استقرار وأمن المغرب والجزائر مرتبطان، وأن "المغرب لديه هاجس بناء الاتحاد المغاربي على أسس سليمة".

وعبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن أمله في "تجاوز هذه المرحلة الصعبة مع الجزائر، وأن تعود العلاقات إلى طبيعتها وأحسن، وأن تكون هناك إرادة مشتركة لبناء الاتحاد المغاربي وتجاوز الوضعية الحالية".

وكان الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة "عمر هلال"، قدم في يوليو/تموز الماضي، ورقة إلى حركة "عدم الانحياز"، يدعوها لمعالجة ما وصفه بـ"تصفية الاستعمار في منطقة القبائل" بالجزائر، و"تقرير المصير للشعب القبائلي"، واصفا منطقة القبائل بأنها "خاضعة للاستعمار الجزائري".

وجاءت تصريحات "هلال"، بعد مباشرة الجزائر وجبهة البوليساريو (التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية عن المغرب) ترسيمَ الحدود بينهما، حسب ما ورد في المجلة الشهرية لوزارة الدفاع الجزائرية.

وحينها، اعتبر كُتاب مغاربة، ما قاله مندوب بلادهم، بأنه ليس "زلة لسان"، وإنما "دق ناقوس لإعلان الحرب" مع الجزائر، باستعمال نفس الأدوات التي تستعملها الأخيرة في حديثها عن "تقرير مصير الصحراء" و "الشعب الصحراوي".

وكان وزير الخارجية الجزائري "رمطان لعمامرة" أعلن، الثلاثاء، أن بلاده قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهما الأخير بأنه "لم يتوقف يوما عن القيام بأعمال غير ودية وأعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا" وذلك منذ استقلال الجزائر في 1962.

وبعد ساعات على ذلك، أعرب المغرب في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن "أسفه لهذا القرار غير المبرّر تماما"، مؤكدا أنه "يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها".

وتشهد علاقات الجارين توترا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، بينما يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.

وسبق للملك "محمد السادس"، أن دعا الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون"، في خطاب يوليو/تموز، إلى "تغليب منطق الحكمة" و"العمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك"، مجددا أيضا الدعوة إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1994.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

منطقة القبائل الجزائر المغرب العثماني قطع علاقات

المغرب والجزائر بين خياري الحرب والسلام

المغرب والجزائر: صراع الصحراء الغربية والقبائل!

أزمة القبائل.. الجزائر تستدعي سفيرها بالمغرب وتلوح بإجراءات أخرى