استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

المعقل الاخير

الأربعاء 11 نوفمبر 2015 04:11 ص

المنطقة التي اعتبرت الأكثر أمانا في العراق – المنطقة الكردية التي تتصرف باستقلال وهي منفصلة عن العراق – بدأت في الاشتعال في الشهر الماضي. مظاهرات عنيفة قتل فيها خمسة مواطنين وأصيب أكثر من 200، تمت إقالة وزراء، صراع على الرئاسة وازمة اقتصادية تهدد سلامتها وقدرتها على العمل في مواجهة داعش.

الشرخ الأول حدث في 20 يوليو/تموز الماضي، وهو الموعد الذي تنتهي فيه ولاية الرئيس حسب القانون، «مسعود البرزاني». يصعب على «البرزاني» وحزبه تصور كردستان بدون الزعيم الكاريزماتي الذي تحول إلى أسطورة. بعد ذلك بوقت قصير قررت وزارة العدل تمديد ولايته حتى 2017 رغم المعارضين في البرلمان والحكومة.

الحكومة الحالية التي تشكلت في أعقاب الانتخابات في يونيو/حزيران 2014 زرعت الأمل بالديمقراطية في كردستان التي سيطرت عليها حتى ذلك الحين حكومات تمت تشكيلها من ممثلي الحزبين الكبيرين، الحزب الديمقراطي الكردي برئاسة «البرزاني» وحزب الاتحاد الوطني برئاسة «جلال طالباني» الذي لا يعمل بسبب مرضه.

وقد انضم إلى الحكومة الجديدة ممثلو حزب التغيير الذي كان ناشطا في المعارضة، وممثلو أحزاب أصغر بعضها أحزاب دينية. وقد كان الهدف تشكيل حكومة من الجميع، لكن منذ اللحظة الاولى ظهرت الخلافات ولا سيما على خلفية مطالب اعضاء حزب التغيير لاجراء اصلاحات سياسية ومكافحة الفساد الذي حظي بفضله المقربون من الاحزاب الكبيرة بالوظائف والامتيازات في الميزانيات.

وحسب أقوال اعضاء حزب التغيير فان رجال أعمال ومقربون يحصلون على مئات ملايين الدولارات من جباية الضرائب على الحدود مع تركيا وإيران ولا يقومون بالابلاغ عنها.

في الوقت الذي تتمتع فيه النخبة السياسية القديمة من المبالغ الطائلة، فان الموظفين في الدولة لم يحصلوا على رواتبهم منذ ثلاثة أشهر. فلم يبق مال في الصندوق العام. صحيح أن النفط الكردي ما زال يُباع عن طريق تركيا، لكن ارباحه لم تعد تكفي لتغطية النفقات. إن تراجع اسعار النفط في السوق العالمية هو أحد اسباب الازمة.

بعد مخاض صعب تم التوقيع في شهر شباط 2014 على اتفاق لتوزيع مدخولات النفط. وقد كان هذا الاتفاق ضعيفا لأن كل طرف اتهم الطرف الآخر بالاخلال به، وفي نهاية المطاف، في شباط 2015، فشل الاتفاق حيث قررت الحكومة العراقية وقف الدفعات التي التزمت بها للاكراد. والحديث يدور هنا عن 1.1 مليار دولار شهريا.

يضاف الى ذلك وجود أكثر من 2 مليون لاجيء، والنفقات التي تحتاجها الحرب ضد داعش. صحيح أن القيادة الكردية تحصل على دعم من الولايات المتحدة لعلاج موضوع اللاجئين، وقد حصلت على قروض دولية، إلا أن هذا الدعم آخذ في الجفاف بسبب التأخير في تسديد القروض.

المنطقة الكردية التي كانت منذ سقوط صدام حسين نموذجا للنجاح الاقتصادي ومكانا هادئا في محيط هائج، دخلت الآن في ازمة سياسية واقتصادية مقلقة للغرب ايضا.

مندوبون من الولايات المتحدة وبريطانيا سافروا بسرعة الى أربيل العاصمة من اجل المحاولة لحل الازمة، ورئيس البرلمان العراقي ايضا تحدث مع رئيس حكومة كردستان على أمل احياء الاتفاق الذي تم تجميده، لكن الحل لا يبدو في الأفق.

فقد أعلن البرزاني أن كردستان لن تسمح للعراق بأن يستمر في السيطرة على نفطها، والعراق لا ينوي التنازل عن النفط الكردي.

في نفس الوقت لا يبدو أن مسعود البرزاني ينوي التنازل عن الرئاسة، لكن ليس لديه اموال كي يدفعها لموظفي الدولة من اجل تهدئة الاحتجاج. ولسخرية القدر فان من يسيطر على الاسواق هم مئات من المواطنين العراقيين الذين هاجروا الى كردستان.

هؤلاء المواطنين جلبوا معهم المال وقاموا ببناء المنازل وتحولوا الى مقاولين للبناء. وفي الاونة الاخيرة العراقيون هم فقط الذين يشترون الشقق ومن ضمنهم موظفي الدولة، وهم الوحيدون الذين يحصلون على الرواتب بشكل دائم من الحكومة العراقية.

هذه الحقيقة تزيد من الغضب نحوهم والمخاوف من التغيير الديمغرافي الحاصل في المنطقة. حيث قرر مجلس مقاطعة السليمانية التي يسكن فيها 400 ألف عراقي منع المواطنين الاجانب من شراء العقارات في المقاطعة. صحيح أن القانون عام إلا أنه يهدف الى تقييد العراقيين فقط.

يبدو أن مقاطعات اخرى ستنضم الى السليمانية، الامر الذي يستجيب للمشاعر الكردية لكنه يكبح التطور الاقتصادي المطلوب، وقد بقي أن تتدخل الدول الغربية التي تخشى من تراجع قوة الاكراد في مواجهة داعش، من اجل انقاد الموقف.

  كلمات مفتاحية

العراق كردستان العراق داعش الديمقراطية مسعود البرزاني الأزمة السياسية

كردستان العراق فشل مثال آخر للاقتصاد الريعي

معارضو «بارزاني» يتهمونه بالقيام بـ«انقلاب سياسي» في كردستان العراق

«بارزاني» يدعو لاتخاذ تدابير أمنية للسيطرة على احتجاجات السليمانية

الأبعاد الإستراتيجية في علاقة إسرائيل بكردستان العراق

اقتصاد كردستان العراق: نهاية الطفرة