الخليجيون يثيرون آمالا في تحسن القطاع السياحي بأوكرانيا

الثلاثاء 31 أغسطس 2021 04:58 ص

في قلب مدينة لفوف التاريخي، يستقلّ سعوديون عربات تجرّها خيول ويلعبون الشطرنج مع السكان، في مشهد غير مسبوق في هذه المدينة الواقعة في الغرب الأوكراني، والتي يرتادها عادة أوروبيون.

وبسبب القيود الصارمة لمكافحة (كوفيد-19)، المفروضة على المسافرين إلى أوروبا الغربية، يختار السياح من دول الخليج خصوصاً من السعودية، هذا العام أوكرانيا التي يتدفقون إليها منذ يونيو/حزيران.

قبل الأزمة، كانت "أسمى"، وهي سعودية تبلغ 32 عاماً، تزور بشكل منتظم أوروبا مع زوجها ونجليهما.

وهذا الصيف وللمرة الأولى، اكتشفت العائلة لفوف والعاصمة الأوكرانية كييف.

وتقول "أسمى"، من أمام دار الأوبرا في لفوف: "الحانات والطعام والمقاهي (…) كل شيء هنا رائع".

ويمثل تدفق الزوّار العرب الذين يستقطبهم نظام إعفاء من التأشيرة، تمّ تبنيه عام 2020، ورحلات مباشرة منخفضة التكلفة، فرصةً لانتعاش القطاع السياحي الأوكراني، بعدما شهد فترة سيئة جداً بسبب أزمة الوباء.

يؤكد المرشد السياحي "بوغدان غيتس"، أنه "علينا اغتنام هذه الفرصة".

تنقل وكالته "تشودو تور" سياحاً على متن قطار صغير في الشوارع المرصوفة في مدينة لفيف المعروفة بهندستها المعمارية التي تجمع بين أنماط عصر النهضة والكلاسيكي والفنّ الحديث.

في الفصل الأول من 2021، بلغ عدد السياح السعوديين الذي زاروا أوكرانيا 14 ألف شخص مقابل 350 شخصاً قبل عام، حسب الوكالة الأوكرانية للسياحة، أي أن العدد ارتفع إلى 40 ضعفاً.

وحتى مؤخراً، كان يرتاد مدينة لفوف، وهي إحدى الوجهات السياحية الرئيسية في البلاد، بولنديون وبيلاروسيون وأتراك وألمان وبريطانيون.

وبعدما جال في أوروبا والولايات المتحدة اختار "حسن"، وهو رجل أعمال سعودي يبلغ 64 عاماً، هذه المرة أوكرانيا بناء على توصيات أصدقاء له.

ويقول إنه "سعيد جداً" لمكوثه لحوالي شهر في البلد حيث "يُسهِّل السفر".

ويعتبر "حسن"، أنه خلافاً للدول الغربية "المتعالية دائماً"، حيال مواطني الخليج، تبدو أوكرانيا "أكثر نشاطاً وحيوية"، ويعبّر عن اعجابه بـ"القيم العائلية" التي يتمتع بها الأوكرانيون.

ويضيف أثناء جلوسه في الباحة الخارجية لأحد مقاهي كييف مع زوجته التي ترتدي الحجاب: "سنعود إلى هنا بالطبع مع ابنتنا وابننا".

وحسب "آنا نايدا"، المسؤولة عن سلسلة مقاهي "كريدينز كافيه" في لفيف، فإن وصول السياح العرب فاجأ المطاعم التي اضطرّت إلى التأقلم بسرعة.

فبعدما تجاوزت الصدمة الأولى، طبعت سلسلة المقاهي لوائح طعام باللغة العربية.

ومن أجل احترام تعاليم الدين الإسلامي، استبدلت لحم الخنزير بالدجاج في وجباتها.

وتضيف "نايدا": "ليس لدينا مشروبات كحولية على قوائم الطعام، هذه ميزتنا".

وعلّقت محلات بيع التذكارات أيضاً لافتات باللغة العربية.

وتشير "آنا نايدا" إلى أن ذلك يشكل "دفعة نحو التغيير".

وتوضح "خريستينا كاغوي"، من مجموعة فنادق "ريكارتز" في لفوف، أن هؤلاء السياح القادمين من بلدان ذات مناخ جاف جداً يقدّرون بشكل خاص الأشجار والأمطار في أوكرانيا.

وتؤكد أن "الغرف المطلة حتى لو قليلاً، على أشجار أو حديقة، مطلوبة جداً".

ويلفت المرشد السياحي "بوغدان غيتس"، إلى أنه لم يرَ يوما أشخاصا سعداء إلى هذه الدرجة بكونهم تحت المطر.

ويتابع: "يقولون إنهم جاءوا إلى لفوف عن قصد، لا يهتمون إلا لذلك".

وترى الشابة السعودية "أسمى"، أن قطرات المطر "ساحرة"، وتقول: "كأنها الجنة"، مؤكدة أنها ستعود إلى أوكرانيا كل عام.

غير أن وسائل إعلام محلية ترى أن هذه الشعبية قد تتراجع عندما تُرفع القيود في دول أوروبا الغربية، وتقول إن الانتعاش الشامل للقطاع لا يزال بطيئاً في المجمل، رغم هذه الموجة السياحية الجديدة.

وانخفض عدد السياح الأجانب القادمين إلى أوكرانيا بـ4.5 مرة في 2020 على مدى عام.

ولم يرتفع سوى بنسبة 9% في الفصل الأول من العام 2021، مقارنة بالأشهر الستة السابقة.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

خليجيون السياح السياحة أوكرانيا

السعودية الأولى خليجيا في السياحة الإسلامية

الغردقة المصرية تتفوق سياحيا على مدن الخليج

بين الفرص والمخاطر.. كيف ستؤثر أزمة أوكرانيا على دول الخليج؟

مكاسب قصيرة وخسائر محققة.. كيف تؤثر الحرب الروسية الأوكرانية على دول الخليج؟

الخليجيون يتصدرون قائمة فوربس لأقوى الرؤساء التنفيذيين بالشرق الأوسط