أكد قائد أركان الجيش البريطاني الجنرال "نيك كارتر"، أن الجميع أخطأ بالاستراتيجية المتعلقة بحركة "طالبان" الأفغانية، ومدى قوتها، قبل أن تنتزع السلطة من يد الحكومة السابقة بسرعة غير متوقعة.

وجاءت تصريحات "كارتر" ردا على ما قاله وزير الخارجية البريطاني "دومينك راب"، خلال استجواب لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم، بأن تقييما سابقا للحكومة، مدعومًا من لجنة الاستخبارات المشتركة والجيش البريطاني، استبعد سقوط كابول هذا العام بيد طالبان.

واندلعت توترات كبيرة بسبب فشل المخابرات، بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، غذتها التعليقات التي أدلى بها وزير الدفاع، "بن والاس"، في مقابلة الخميس.

وخلال المقابلة، قارن "والاس" بين تعامل وزارة الدفاع مع عملية الإجلاء من أفغانستان، ووزارة الخارجية، مشيرا إلى أن "وزارة الدفاع كانت على رأس القضايا الخاصة بها، وهي إجلاء مجموعة محددة من المترجمين الأفغان وعائلاتهم".

يذكر أن "راب"، ذهب في إجازة إلى جزيرة كريت في 6 أغسطس/آب، ولم يعد إلا بعد سقوط كابل في أيدي طالبان بعد 10 أيام، وخلال ذلك الوقت كان "والاس" في المملكة المتحدة، ونشر القوات البريطانية في المطار مع تقدم "طالبان".

وقال "كارتر"، الأحد: "كان من الممكن تمامًا ألا تستمر الحكومة (الأفغانية) في هذا الأمر لفترة أطول. في الواقع، أشارت العديد من التقييمات إلى أنها لن تستمر على مدار العام، وبطبيعة الحال، ثبت أن ذلك صحيح ".

وتابع "كارتر": "الجميع أخطأوا" فيما يتعلق باستراتيجية طالبان، بحسب ما نقلت صحيفة "الجارديان".

ومضى قائلا: "كان هناك الكثير من الحديث عن فشل الاستخبارات.. لكن الحقيقة الواضحة هي أنه كان هناك عددًا من السيناريوهات التي يمكن أن تحدث، ومن المؤكد أن أحدها سيكون انهيارًا وانقسامًا في الدولة".

وأضاف "كارتر": "كانت وتيرة الانهيار هي التي فاجأتنا، ولا أعتقد أننا أدركنا تمامًا ما كانت طالبان على وشك القيام به".

وأكد أن حركة طالبان لم تكن تقاتل من أجل السيطرة على المدن التي استولت عليها ولكنها كانت تتفاوض.

وعقّب: "أعتقد أنك ستجد الكثير من الأموال التي تم تبادلها حيث تمكنوا من شراء أولئك الذين ربما قاتلوا من أجلهم".

وذكر "كارتر" أن طالبان ستحتاج إلى التعامل مع "نجاحها الكارثي" وستكافح من أجل إدارة البلاد، مضيفًا: "إذا تصرفوا على نحو مناسب، ربما يحصلون على بعض المساعدة".

قال: "إذا كانت اللجنة السياسية قادرة على تشكيل حكومة شاملة، فمن الممكن أن يحكموا بشكل أقل قمعا.. علينا أن ننتظر ونرى.