تركيا.. حضور القرآن بالمناسبات يثير غضب العلمانيين ومسؤول يرد بصورة لأتاتورك

الخميس 9 سبتمبر 2021 02:59 م

أثار حضور القرآن والدعاء في حفلات تخريج ضباط الجيش والمناسبات الوطنية في تركيا غضب المعارضة بحجة أن ذلك "يهدد علمانية الدولة"، فيما رد مسؤول تركي بصورة لمؤسس الجمهورية "مصطفى كمال أتاتورك" ورفاقه وهم يرفعون أيديهم أثناء الدعاء خلال حفل تأسيس البرلمان التركي قبل أكثر من 100 عام.

وقبل أيام قليلة، اعتلى رئيس الشؤون الدينية في تركيا "علي إرباش" المنصة ووقف إلى جانب الرئيس "رجب طيب أردوغان" ورئيس محكمة النقض (التمييز) "محمد أقارجا"؛ ليبدأ حلقة من الدعاء استمرت لأكثر من 5 دقائق، وذلك في مراسم افتتاح العام القضائي ومجمع المباني الجديد لمحكمة النقض بالعاصمة أنقرة.

هذا المشهد غير المعتاد، فجر موجة كبيرة جدا من الجدل؛ حيث هاجمت المعارضة العلمانية هذه الخطوة، معتبرة أن نفوذ وتدخل رئيس الشؤون الدينية في كافة مناحي الدولة قد وصل إلى درجة غير مسبوقة "تهدد علمانية الدولة"، لا سيما وأن ذلك ترافق مع تكرار نفس المشهد في تخريج دفعات جديدة من الجيش التركي بتلاوة القران والأدعية من قبل "إرباش".

وبشكل تدريجي طوال السنوات الماضية، كان "أردوغان" يصطحب "إرباش" ليقرأ القران والدعاء في افتتاح المشاريع الكبرى بالبلاد.

ورغم انتقاد هذه الخطوة باعتبارها "مساسا بعلمانية الدولة"، إلا أن وصول هذا البرتوكول الجديد إلى القضاء والمحاكم والجيش، رأت فيه المعارضة العلمانية "نقلة غير مسبوقة في خطوات أردوغان لنسف علمانية الدولة".

وعبر عشرات المقالات في صحف ومواقع إخبارية مختلفة، وعشرات آلاف المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، رأى "مدافعون عن علمانية الدولة" أن ما حصل هو "تجاوز غير مسبوق"، وكتب البعض تعقيبا على افتتاح العام القضائي بالقرآن والدعاء: "لقد قرأت الفاتحة على القضاء وعلى العلمانية أيضا".

وتتهم المعارضة العلمانية "أردوغان" بالعمل على إضعاف العلمانية التي ينص عليها الدستور التركي منذ وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى الحكم عام 2003؛ حيث أعاد الزخم إلى بناء المساجد وازدهرت المدارس الدينية "مدارس إمام خطيب".

وجرى تعزيز مكانة ودور رئاسة الشؤون الدينية، وبناء المساجد في ثكنات الجيش، وافتتاح المشاريع الكبرى في البلاد بتلاوة القرآن والدعاء الذي حضر مؤخرا في مراسم تخريج دفعات من الجيش التركي، الذي كان يعتبر "قلعة العلمانية وحاميها" في البلاد.

وفي مقابل ذلك، رفع أحد أحزاب المعارضة العلمانية (حزب التحرر الشعبي) دعوى قضائية على "أردوغان" و"إرباش" و"أقارجا"؛ بسبب مشاركتهم بالدعاء في حفل افتتاح العام القضائي، حيث اعتبر الحزب أن ذلك "يتعارض مع الدستوري التركي وأسس العلمانية".

وفي مواجهة الحملة الكبيرة التي استهدفت "أردوغان" و"إرباش" و"أقارجا"، نشر رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية "فخر الدين ألطون" صورة الدعاء في الفعالية الأخيرة قبل أيام، وصورة أخرى لـ"أتاتورك" ورفاقه وهم يرفعون أيديهم أثناء الدعاء خلال حفل تأسيس وافتتاح البرلمان التركي في أنقرة عام 1920، فيما اعتُبر رسالة للمعارضة العلمانية بأن "أردوغان يسير على خطى أتاتورك".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

أتاتورك تركيا علمانية تركيا أردوغان

«جورج فريدمان»: الاستفتاء التركي.. تركيا بين العلمانية والدين

الجذور الهشة للعلمانية التركية: لماذا تخلع تركيا ثياب أتاتورك؟

غضب في تركيا لقرار ديزني+ عدم بث مسلسل أتاتورك.. ما علاقة الأرمن؟