تحليل من الصحافة العبرية: أوروبا تِسمنا من جديد

الأحد 15 نوفمبر 2015 12:11 ص

نأمل أن يكون سفير الاتحاد الاوروبي في اسرائيل، فابورغ اندرسون، يعتقد أن الاسرائيليين ساذجين، وإلا فاننا سنشك في أنه يعتقد أننا اغبياء. لأنه لا توجد طريقة اخرى لفهم تعليلاته بأن وسم منتجات ما وراء الخط الاخضر وهضبة الجولان ليس خطوة عقابية أو تمييز، بل هو خطوة فنية فقط من شأنها أن تزيد الطلب لهذه المنتجات. هذا يسمى، سيدي السفير، تلون.

السفير فابورغ يطلب أن نطمئن: القرار الاوروبي الذي تم اتخاذه أمس لا يرتبط بحركة الـ بي.دي.اس. لا يا سيدي السفير، إنه اسوأ. حيث تم اتخاذه من جهة حكومية رسمية، وهي الاتحاد الاوروبي. القرار الذي اتخذته اوروبا الملونة يشجع ويعزز حركة المقاطعة بي.دي.اس التي يحظى بعض نشطائها بتمويل اوروبي.

كأن اوروبا لا تفهم الضرر الذي تريد بي.دي.اس الحاقه بنا. ولا تفهم الى أي حد تساهم في تلك الحركة مع وسم منتجات المستوطنات الاسرائيلية. يجب على اوروبا أن تتذكر أن حركة بي.دي.اس تحارب "الاحتلال" وتؤيد عودة اللاجئين وتعارض فكرة الدولة اليهودية. في القرار الذي تم اتخاذه أمس انضمت اوروبا الى حركة بي.دي.اس. شكرا لك يا اوروبا. لقد وسمتنا في الماضي ونحن معتادون على ذلك.

يجب على السفير الاوروبي المحترم أن يفهم أن الاسرائيليين في اغلبيتهم لا يقبلون وسم المنتجات الاسرائيلية، بغض النظر عن مكان انتاجها. واذا تقرر مصير الحدود في المفاوضات فلن تكون اوروبا هي التي تقرر. وتعلمنا التجربة أن هناك صعوبات كثيرة لدى الاتحاد الاوروبي في رسم حدوده. تعالِ نعقد صفقة يا اوروبا العزيزة: بعد انتهاءك من حل مشاكلك الحدودية في قبرص والصراع الغير عنيف بين اسبانيا وبريطانيا حول غبريلتر الذي يستمر منذ أكثر من 200 سنة، تعالِ الينا.

عودة الى حركة مقاطعة إسرائيل في اوروبا تمول في السنوات الاخيرة نشاطات منظمات غير حكومية تطالب الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل، وقد أوصت بعض تلك المنظمات بوسم منتجات المستوطنات كخطوة أولية.

لقد صدق صديقي جيرالد شتاينبرغ، رئيس معهد الابحاث المراقب للمنظمات الغير حكومية، حينما قال أمس إن مؤسسة الحق الفلسطينية التي تحظى بتمويل من الحكومات الالمانية والبريطانية والسويدية والبلجيكية والهولندية والسويسرية والدانماركية والايرلندية والنرويجية والاسبانية، ومن الامم المتحدة ايضا – تعلن أن وسم منتجات المستوطنات هو خطوة مؤقتة على طريق المنع الكامل للمنتجات التي تنتج وراء الخط الاخضر. الاتجاه هو: الوسم أولا ومن ثم المقاطعة.

يوجد اليوم أكثر من 200 صلاع جغرافي عنيف في العالم. لماذا اذا تُمنح اسرائيل "الامتياز" بأن تكون منتجاتها هي الموسومة.

الاتحاد الاوروبي ايضا لا يراعي أن اسرائيل توجد في هذه الاثناء تحت هجوم ارهابي، وأن قرار كهذا لن يشجع المفاوضات بل التطرف. هل هناك أحد من بين موظفي الاتحاد حاول أن يفهم أو يفحص من الذين يشتغلون في المصانع في يهودا والسامرة؟

يجب علينا فهم أن قرار الاتحاد الاوروبي هامشي، واسرائيل لن تسقط. المشكلة هي بالوسم، وهي سياسية ايضا. فكروا لحظة كم هي الطريق قصيرة بين مقاطعة منتجات المستوطنات وبين مقاطعة المنتجات الاسرائيلية كلها.

الصحراء الغربية والتبت ومقاطعة كشمير هي مناطق مختلف فيها. صيد الاسماك في سواحل الصحراء الغربية يمنح اوروبا اسماك جيدة ولذيذة، ايضا سمك اللقز. اذا متى، سيدي السفير الاوروبي،  تريدون وسم اللقز الصحراوي؟

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الاتحاد الأوروبي وسم منتجات المستوطنات اليهود المقاطعة

المقاطعة التي نسيناها

حركة المقاطعة.. رد أخلاقي

الاعتراف بفلسطين ... حملة المقاطعة وبقاء إسرائيل