استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مكافحة الإرهاب في نظر الأمريكيين حرب لا فوز فيها

السبت 25 سبتمبر 2021 07:56 ص

مكافحة الإرهاب في نظر الأمريكيين حرب لا فوز فيها

نهاية الحرب الأمريكية في أفغانستان، دفع العديد من الباحثين والمحللين الأمريكيين، لإعادة النظر وتقييم مسار الحرب الأمريكية على الإرهاب.

الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل أحد أكثر السياسات التي أذكت مشاعر الغضب العربي الإسلامي ووفرت قاعدة شعبية للتنظيمات الإسلامية المتطرفة.

الحرب الأمريكية على الإرهاب حرب لا يمكن الفوز بها ولا خسارتها. فلا نهاية أو استراتيجية خروج لهذا الصراع ضدّ الإرهاب و«دحره الكامل أمر مستحيل».

سيناريو الانسحاب من أفغانستان كان متوقعا منذ أن بدأت طالبان مفاوضاتها مع واشنطن والصورة الشهيرة للملا برادار مع بومبيو وزير الخارجية الأمريكية

قبل الانسحاب بعامين كان واضحا أن نهاية الحرب الأمريكية بأفغانستان التي افتتحت الحرب العالمية على الإرهاب كانت ستقود لما شهدناه لاحقا بمطار كابل.

بنت الولايات المتحدة خلال عقدين مؤسسة لمكافحة الإرهاب «حققت نجاحاً ملحوظاً تكتيكيا بإحباط هجمات وتعطيل شبكات إرهابية» لكنها «لم تكن ناجحة بالقدر نفسه استراتيجيا»!

*     *     *

يصف ماثيو ليفنت أحد موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، الحرب الأمريكية على الإرهاب بأنها حرب لا يمكن الفوز بها، ولا خسارتها. ويوضح في مذكراته التي نشرت بعنوان «إعادة التفكير في جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب: نحو خطة مستدامة بعد عقدين من 11 سبتمبر» يوضح ليفنت كيف أنه لا توجد نهاية أو استراتيجية خروج لهذا الصراع ضدّ الإرهاب، وأن «دحره الكامل أمر مستحيل».

وبالتأكيد أن نهاية الحرب الأمريكية في أفغانستان، بالشكل الذي شاهدناه، دفع العديد من الباحثين والمحللين الأمريكيين، لإعادة النظر وتقييم مسار الحرب الأمريكية على الإرهاب.

ورغم أن كتاب ليفنت سبق أحداث الانسحاب من أفغانستان، إلا أن السيناريو هذا كان متوقعا، منذ أن بدأت طالبان مفاوضاتها مع واشنطن، والصورة الشهيرة للملا برادار مع بومبيو وزير الخارجية الأمريكية، فلعامين قبل الانسحاب كان من الواضح أن نهاية الحرب الأمريكية في أفغانستان، التي افتتحت الحرب العالمية على الإرهاب، كانت ستقود لما شاهدناه لاحقا في مطار كابل.

يروي الباحث والموظف الفيدرالي ليفنت بداية العمل على مكافحة الإرهاب، منذ أن شاهد «طائرة الرحلة 175 لشركة يونايتد إيرلاينز، وهي تصطدم بالبرج الجنوبي». وكيف انطلق فورا في رحلة عمل مع مركز المعلومات والعمليات الإستراتيجية التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث كُلف بقيادة فريق التحليل الخاص بـ«الرحلة 175».

ويصف ليفنت كيف بنت الولايات المتحدة خلال عقدين مؤسسة لمكافحة الإرهاب، يلخص نتيجتها بأنها «حققت نجاحاً ملحوظاً من منظور تكتيكي – تمثّل بإحباط الهجمات وتعطيل الشبكات الإرهابية» لكنها «لم تكن ناجحة بالقدر نفسه من الناحية الاستراتيجية»!

ويستدل على ذلك بزيادة الأشخاص الذين يحملون فكرا متطرفا وانتشارهم، بحيث أصبحت قاعدة بيانات الحكومة الأمريكية اليوم تحمل أسماء بمقدار عشرين ضعفا عما كانت عليه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وهذا ربما ما دفع واشنطن إلى زيادة اعتمادها على الحلفاء و«الشركاء» لتخفيف العبء عنها، خصوصا أن هؤلاء الشركاء ينتمون لمجتمعات المنظمات الإرهابية نفسها، التي تلاحقها واشنطن، رغم ما يحمله هذا الخيار من مخاطر الاعتماد على أنظمة مستبدة أو فاسدة، قد تستغل مكافحة الإرهاب لقمع معارضيها.

وقد تؤول شراكتها مع واشنطن بالنهاية للفشل، كم حدث مع حكومة أفغانستان ورئيسها أشرف غني، الذي هرب وتلاشت قواته التي أنفقت عليها واشنطن مليارات الدولارات، وسنوات من التدريب والتجهيز في إطار الحرب على الإرهاب.

لهذا بدأت توجهات الخبراء الأمريكيين إلى تقليص الاعتماد على العمل العسكري و«القوة الخشنة» وإبدالها ببرامج من القوة الناعمة، بالاعتماد أكثر على الاستخبارات والدبلوماسية والمنظمات المدنية.

ويركز الباحث ليفنت في كتابه على محاربة الأيدولوجيات المتطرفة، كهدف ووسيلة للحد من التهديدات الإرهابية على بلاده ويقول:

«في حين أنه لا يمكن هزيمة أي من هذه الأنشطة الخبيثة، إلا أن الجهود المستمرة لمكافحتها يمكن أن تكون فعالة للغاية. فقبل عشرين عاماً، وفي خضم الأحداث المتسارعة، كان رد الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب تكتيكياً بالكامل، بهدف منع الهجوم التالي، ثم أدت السياسة والتهديدات المستمرة والجمود البيروقراطي إلى منع أي إعادة تقييم جادة لتلك الاستراتيجية. واليوم، من الضروري أن تركز واشنطن ليس فقط على وقف المؤامرات، التي يتم تخطيطها كل يوم، بل أيضاً على تقليص عدد مَنْ ينجذبون إلى الأيديولوجيات المتطرفة العنيفة».

عشرون عاما مضت على أحداث 11 سبتمبر 2001، التي مثلت انعطافة تاريخية في العلاقات بين العالم الإسلامي والعربي، والغرب، ويردها كثيرون من ضمنهم ليفنت نفسه إلى مشاعر الغضب الاجتماعي والسياسي من سياسات الإدارة الأمريكية، والتعبير عنها عن طريق العنف الذي يقتل المدنيين.

ولعل الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل أحد أكثر تلك السياسات، التي أذكت مشاعر الغضب العربي الإسلامي، ووفرت قاعدة شعبية لعمل التنظيمات الإسلامية المتطرفة.

* وائل عصام كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

أمريكا، 11 سبتمبر، أفغانستان، الإرهاب، الرحلة 175، ماثيو ليفنت، الحرب على الإرهاب، إسرائيل، العالم الإسلامي،

أمريكا تدرس عرضا من بوتين لاستخدام قواعد روسيا القريبة من أفغانستان