من هم المشاركون بمؤتمر التطبيع مع إسرائيل بأربيل؟

الأحد 26 سبتمبر 2021 05:25 ص

من هم المشاركون في مؤتمر التطبيع مع إسرائيل بأربيل؟

رغم من انعقاده في كردستان إلا أن غالبية الحضور والمتحدثين بالمؤتمر كانوا شخصيات عربية من خارج الإقليم الكردي.

قالت سحر الطائي خلال المؤتمر إنه "بات من الضروري للسلام في المنطقة، الاعتراف بإسرائيل كدولة صديقة"!

دعا الحردان لـ"إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل وإرساء سياسة جديدة للتنمية والازدهار المتبادلين" وندد بقوانين عراقية تجرم إقامة علاقات مع إسرائيل.

طالب الجبوري بتحويل اتفاقيات أبراهام لمظلة تنضوي تحتها دول المنطقة لبناء تحالف إقليمي يتسم بالقوة لبناء بما يتفق مع روح العصر لمواجهة مختلف التحديات.

نظم المؤتمر "مركز اتصالات السلام" ومقره في نيويورك ويعمل من أجل تعزيز التواصل بين العرب والإسرائيليين، وحماية الناشطين الداعمين للتطبيع مع إسرائيل.

*     *     *

أثار "مؤتمر السلام والاسترداد" الذي أقيم في أربيل بكردستان العراق، وتضمن دعوات إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، الكثير من الجدل حول طبيعة المؤتمر، والمشاركين فيه، والجهات التي تقف خلف تنظيمه.

وشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات العراقية، ما بين سياسيين وشيوخ عشائر وعسكريين سابقين، وعلى الرغم من انعقاده في كردستان، إلا أن غالبية الحضور والمتحدثين بالمؤتمر كانوا شخصيات عربية من خارج الإقليم الكردي.

وسام الحردان

هو رئيس صحوات العراق التي تأسست في 2005، من قادة العشائر في محافظة الأنبار لقتال تنظيم القاعدة في العراق، جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة. وقد انتخب الحردان رئيساً لصحوات العراق في 2013، خلفاً لرئيسها السابق أحمد أبوريشة.

 وقال الحردان خلال المؤتمر: "نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات أبراهام، وكما نصت على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الأطراف الموقعة ودولة إسرائيل، نحن أيضاً نطالب بالتطبيع وبسياسات جديدة تقوم على العلاقات المدنية".

كما كتب الحردان مقالاً في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الجمعة، ردد فيه المطالب ذاتها، داعياً إلى "إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وإرساء سياسة جديدة للتنمية والازدهار المتبادلين"، مندداً بالقوانين العراقية التي تجرم إقامة علاقات مع إسرائيل.

عامر الجبوري

وهو جنرال عراقي سابق، شارك، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عام 1989 في محاولة انقلاب فاشلة ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وخلال المؤتمر، دعا الجبوري إلى إنهاء الصراع في المنطقة "ليعم السلام بما يجعل من دولة إسرائيل جزءًا لا يتجزأ من بانوراما منطقة الشرق الأوسط".

وطالب الجبوري، خلال كلمته، بتحويل اتفاقيات أبراهام إلى "مظلة تنضوي تحت لوائها دول المنطقة.. لبناء تحالف إقليمي يتسم بالقوة، لبناء بما يتفق مع روح العصر لمواجهة مختلف التحديات".

سحر الطائي

قدَّمت سحر الطائي نفسها خلال المشاركة في مؤتمر أربيل باعتبارها مديرة الأبحاث في وزارة الثقافة ببغداد. وقالت خلال المؤتمر إنه "بات من الضروري للسلام في المنطقة، الاعتراف بإسرائيل كدولة صديقة"، مشيرة إلى أن العراق "لن يتخلَّى عن الجميع، لن يتخلى عن الإسرائيلي كما لن يتخلى عن الفلسطيني"، على حد تعبيرها.

وكشفت خلال إلقائها للبيان الختامي للمؤتمر، عن تأسيس عدة لجان لتحقيق أهداف المؤتمر، منها لجنة عمل لإعادة الربط مع الجالية اليهودية العراقية، ولجنة للتجارة والاستثمار، إضافة إلى لجنة خاصة بالشراكة والإصلاح التشريعيين بهدف إلغاء القوانين المناهضة للتطبيع.

وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، التي أقرت بانتماء الطائي إلى موظفيها، قررت تشكيل لجنة للتحقيق في مشاركتها في مؤتمر أربيل، مشيرة إلى أنها شاركت في المؤتمر "بوصفها عضواً في أحد التجمعات"، وأنها "لا تملك أي صفة تخولها للتحدث باسم الوزارة".

ونفت الوزارة كون الطائي تعمل بصفة مدير عام في الوزارة، لافتة إلى أنها تعمل بصفة "باحث أقدم، درجة خامسة".

وأدانت الوزارة تصرفات الطائي "التي لا تنم عن شعورٍ بالمسؤولية"، مؤكدة "تمسكها بموقف الحكومة العراقية والشعب العراقي الرافض للتطبيع، وتبنيها لمطالب شعبنا الفلسطيني لاسترداد كامل حقوقه المغتصبة".

ريسان الحلبوسي

شارك الحلبوسي في المؤتمر بصفته شيخ عشيرة البومطر من الأنبار، وقد اعتبر خلال مشاركته في المؤتمر أن "التطبيع مع إسرائيل أصبح من الضروريات".

وقال الحلبوسي في تصريحات لوكالة "فرانس برس": "يكفينا عداء وفتن وقتل. يجب نفتح صفحة جديدة للتعاون والسلام والأمن، لكي يعيش أبناؤنا وأحفادنا من بعدنا بسلام وأمان. لا تستطيع بين يوم وليلة أن تقنع المواطن بالتطبيع مع إسرائيل... مع الزمن تتغير الأفكار".

سعد العاني

ومن بين المشاركين في المؤتمر، الضابط العراقي السابق سعد العاني، الذي اعتبر خلال كلمته في المؤتمر أن استمرار الخصومة مع إسرائيل يضر بالعراق ويدمره.

مثال الألوسي

كما شارك في مؤتمر "السلام والاسترداد" مثال الألوسي، عضو البرلمان العراقي السابق، ومؤسس حزب الأمة العراقية.

 وقال الألوسي في تصريحات لموقع "رووداو"، إنهم "يدعون إلى إقامة علاقات متوازنة بين العراق ودولة إسرائيل".

واعتبر الألوسي أن الوقت قد حان للعراق لاتخاذ قراراته الخاصة، قائلاً إنه يجب على البلاد "ممارسة سيادتها خالية من هيمنة الميليشيات وإيران"، على حد تعبيره.

"شخصيات بلا ثقل"

وقال السياسي والباحث في الشأن العراقي غانم العابد لـ"الشرق"، إن "غالبية الحضور غير معروفين، وشخصيات ليس لها ثقل، ولا تمثل المكون السني، وأنا اعتقد أنه تم استغفالهم"، مؤكداً أن المشاركين "ليس لهم أي ثقل على مستوى الشارع السني".

ولفت إلى أن أبرز الحاضرين هو قائد صحوة الأنبار وسام الحردان، مشيراً إلى "ما هو معروف عنه من تقلب مواقفه وتحالفاته السياسية".

واعتبر أن المؤتمر "حاول إحداث شرخ في العلاقات بين العراقيين، وإحداث فتنة طائفية من خلال تسويق المشاركين لأنفسهم على أنهم زعامات مكون عراقي محدد". 

الجهة المنظمة للمؤتمر

وأقيم المؤتمر بتنظيم من "مركز اتصالات السلام" الذي يتخذ من نيويورك في الولايات المتحدة مقراً، ويعمل من أجل تعزيز التواصل بين العرب والإسرائيليين، وحماية الناشطين الداعمين للتطبيع مع إسرائيل.

ووفقاً لموقع المركز على الإنترنت، فإن مؤسسه هو الخبير الأميركي من أصل يهودي عراقي جوزيف برود، الذي يتمحور مشروعه الفكري، بحسب سيرته في الموقع، حول احتواء معاداة إسرائيل في الخطابات الإعلامية والدينية والتعليمية في الشرق الأوسط.

وإلى جانب برود، يتصدَّر مجلس إدارة المركز، الدبلوماسي الأميركي المخضرم دينيس روس المستشار في معهد واشنطن، والمسؤول البارز في عملية السلام في الشرق الأوسط خلال إدارتي جورج بوش الأب وبيل كلينتون، حيث قام بدور الوسيط في مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى الاتفاق المؤقت عام 1995، كما قام بتسهيل معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية.

ويضم مجلس المديرين أيضاً آدم غارفينكل، وهو مؤرخ وعالم سياسي أميركي ومحرر مؤسس لمجلة "أميركان إنتريست"، إضافة إلى هيث غرانت، وهو أستاذ في كلية جون جاي للعدالة الجنائية بنيويورك، وعمل في السابق في وزارة الخارجية الأميركية، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

تراجعات عشائرية

ومع التنديد الواسع بالمشاركين في المؤتمر، ظهرت العديد من المراجعات، حيث أشار بعض المشاركين إلى أنه تم التغرير بهم أو تضليلهم بعنوان خادع حول غرض تنظيمه.

وقال فلاح الندا، أحد شيوخ العشائر المشاركين بالمؤتمر في بيان، إنه حضر لأن الشيخ وسام الحردان قدمه باعتباره مؤتمراً "للتعايش السلمي بين الديانات ومن ضمنها الدين اليهودي"، قبل أن يتفاجأ من خلال الخطابات بموضوع التطبيع مع إسرائيل.

وقال "بعد هذه البيانات والخطابات غادرنا القاعة"، مؤكداً أنه "لم ولن يساوم على القضية الفلسطينية واحتلال أراضيها".

كما أصدرت مجموعة من الشخصيات العشائرية ومنتسبي الصحوات المشاركين في المؤتمر بياناً تنصلت فيه من دعوات التطبيع.

وجاء في البيان الذي تلاه صلاح مصلح شيخ عشيرة بوذياب في حزام بغداد، خلال تصريح للصحافيين في أربيل السبت، أن المجموعة حضرت المؤتمر بناءً على دعوة من وسام الحردان "باعتبار أنه مؤتمر لإرجاع المفسوخة عقودهم من الصحوات بالإضافة إلى ضمهم إلى القوات الأمنية"، مشيرة إلى أنها تفاجأت بأن الموضوع مختلف تماماً.

وحمَّلت المجموعة رئيس الصحوات وسام الحردان "المسؤولية الكاملة قانونياً وعشائرياً"، مؤكدة أن "موقفها واضح في دعم الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه الكاملة وأنها ضد التطبيع".

"استبعاد المشاركين"

بدورها، قالت وزارة الداخلية في إقليم كردستان إن بعض الأشخاص الذين شاركوا في المؤتمر "سيتم استبعادهم ولن يكون لهم موطئ قدم في إقليم كردستان".

وأوضحت الوزارة في بيان حصلت عليه "الشرق"، أن "إحدى منظمات المجتمع المدني عقدت ورشة عمل في أربيل لشخصيات عدة من بعض محافظات العراق للعمل على مفاهيم التعايش وتطبيق أسس الفيدرالية في العراق على ضوء الدستور العراقي الدائم، ولكن للأسف قام بعض مشرفي هذا النشاط بحرف ورشة العمل هذه عن أهدافها واستخدامها لأغراض سياسية".

واعتبرت أن الكلمات والبيانات التي ألقيت في المؤتمر "لا تتطابق بأي شكل من الأشكال مع السياسة الرسمية لحكومة إقليم كردستان ولا تعبّر عن سياسة الإقليم"، مشيرة إلى أنه "على هذا الأساس، فإن وزارة الداخلية ستتخذ الإجراءات القانونية ضد الأشخاص الذين حرفوا مسار هذا الاجتماع، وستنزل العقوبات بحق المخالفين أياً كانوا".

المصدر | الشرق نيوز

  كلمات مفتاحية

العراق، مؤتمر السلام والاسترداد، التطبيع، إسرائيل، مركز اتصالات السلام، سحر الطائي، وسام الحردان، مثال الألوسي، الصحوات،

بينت مرحبا بمؤتمر التطبيع في أربيل: إسرائيل تمد يدها بالسلام

وثائقي يكشف خفايا محاولات التطبيع بين العراق وإسرائيل