قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن عراقيين شاركوا فيما يعرف بمؤتمر "السلام والاسترداد" في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، الشهر المنصرم، والذي دعا إلى التطبيع مع إسرائيل، "تنصلوا من تصريحاتهم أو تراجعوا عنها بعد تلقيهم تهديدات".
وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته الخميس، أن المعنيين تراجعوا عن مواقفهم "بعد أن صدرت ثلاث مذكرات توقيف بحق الزعيم العشائري وسام الحردان والمسؤولة في وزارة الثقافة العراقية سحر الطائي، وكلاهما تحدث في المؤتمر، والبرلماني العراقي مثال الآلوسي، وهو مدافع قديم عن إسرائيل".
وأشارت إلى أن "الحردان" تراجع عن موقفه بالقول إنه كان يدعو إلى إقامة العلاقات مع يهود العراق، وليس التطبيع مع إسرائيل.
وقال مشاركون آخرون إن "الحردان خدعهم" بعد أن دعاهم إلى المشاركة في المؤتمر، مؤكدين أن حياتهم مهددة.
وفي 24 سبتمبر/أيلول المنصرم، عقد في أربيل "مؤتمر السلام والاسترداد" الذي نظمته شخصيات عشائرية من السنة والشيعة، ودعا إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل علني، في أول حدث من نوعه بالعراق.
وقال "الحردان" خلال المؤتمر، إن "العراق سبق العالم كله في بناء الإنسانية، ما الذي حدث، وما الذي خرب العراقيين وجعلهم مليشيات وقتلة ودواعش، نحن نرفع راية السلام للعالم أجمع، ونحتضن كل رواده من أجل الإنسانية، وندعو إلى انضمام العراق لاتفاقيات أبراهام الدولية".
وبعد المؤتمر بأيام، أصدر مجلس القضاء الأعلى بالعراق أوامر قبض ضد 10 أشخاص شاركوا بالمؤتمر، وفقا للمادة 201 من القانون العراقي، التي تجرم التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي أو الترويج له، كما أعلنت وزارة الثقافة العراقية عزل الموظفة "سحر كريم الطائي" التي شاركت بالمؤتمر، واعتبرت الوزارة أنها "أتت بأفعال تتنافى مع السلوك الوظيفي".
وتنص المادة 201 من قانون العقوبات العراقي على أن "يعاقب بالإعدام كل من حبذ أو روج مبادئ الصهيونية بما في ذلك الماسونية، أو انتسب إلى أي من مؤسساتها أو ساعدها ماديا أو أدبيا أو عمل بأي كيفية كانت لتحقيق أغراضها".
ولا يقيم العراق أي علاقات مع إسرائيل، كما ترفض غالبية القوى السياسية التطبيع مع إسرائيل.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول فقط، هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، علاقات رسمية علنية مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في أكثر من دولة عربية، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة، وترتكب انتهاكات يومية بحق الشعب الفلسطيني.
