أثار وزير الخارجية التونسي السابق "أحمد ونيّس" جدلا كبيرا بعدما نعت المكلفة بتشكيل الحكومة الجديدة "نجلاء بودن" بـ"ابنة بورقيبة التي ترفض الحجاب".
جاء ذلك في وقت حذر فيه البعض من إثارة قضايا ذات طابع ديني قد تثير خلافات كبيرة في ظل الانقسام السياسي والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تعيشها البلاد.
وفي حديث إذاعي، قال "ونيس" إن "بودن تشرّف تونس لأنها بنت بورقيبة ولا تضع تقريطة (غطاء رأس معروف في تونس) أو حجاب أو نقاب".
بدوره، علق الوزير السابق "عبداللطيف المكي" على تصريح "ونيس" قائلا، "إنك تحلل مرحلة اليوم بوعي قديم جدا جدا، فكيف تقسم المرأة بحسب متحجبة أو غير متحجبة، فهذه حرية شخصية، والمتحجبة وغير المتحجبة وصاحبة التقريطة يعملن مع بعضهن بود وسلام في عهد بورقيبة وكذلك اليوم، رغم فارق الضغوط التي كانت مسلطة على المتحجبة زمن بورقية".
وتساءل: "لماذا تسعى إلى هذه التصنيفات التي تجاوزناها بحكم التسليم بالحرية الشخصية؟ أرجو أن تجنبنا هذه العودة إلى الوراء، واترك المجال لوعي جديد يعالج مشاكل تونس".
كما قالت البرلمانية "يمينة الزغلامي": "هذا التصريح المسيء والذي لا يحترم الحريات، منها حرية اللباس وفقا للدستور وللمعاهدات والاتفاقيات المتعلقة بالحقوق الكونية، ولا يزيد إلا تفرقة بين التونسيات ويرسخ الإقصاء ويذكرنا بالانتهاكات التي مورست على آلاف من النساء ما قبل الثورة، والتي وصلت إلى حد المنع من التعليم والعمل والتنقل وحتى الصحة، حيث منعت في بعض الفترات من الاستبداد المحجبات من دخول المستشفيات، ويؤكد أن مثل هذه الممارسات ما زالت لم تندثر مادام البعض من النخب يحملون هذا الفكر الإقصائي".
كما خاطب الناشط السياسي "برهان بسيّس"، "ونيس" بقوله "التقريطة تشرفك، هي التي ربتنا نحن وملايين التونسيين بعد الاستقلال وقبله. ما هذا العقل العنصري البذيء؟ كلما غرق الفكر الظلامي المتطرف وفقد بريقه يأتيه بعض أدعياء كنيسة الحداثة في تونس ليمدوا له بغبائهم حبل العودة إلى السطح من جديد".
وفي وقت سابق، كلف الرئيس "قيس سعيد"، "نجلاء بودن" بتشكيل حكومة جديدة، مشيرا إلى أن مهمة "بودن" وفريقها الحكومي المقبل تنحصر في مكافحة الفساد والفوضى وتحقيق مطالب التونسيين.
