بين الدكتاتورية والفوضى.. دعوة سعيد للعودة إلى دستور بورقيبة تثير جدلا بتونس

الاثنين 21 يونيو 2021 12:29 ص

أثار اقتراح الرئيس التونسي، "قيس سعيّد"، العودة إلى دستور عام 1959 الذي وضعه الرئيس الراحل "الحبيب بورقيبة"، سجالاً سياسياً وقانونياً كبيراً في البلاد.

تلك الدعوة اعتبرها الائتلاف الحاكم محاولة للارتداد على مكاسب الثورة والعودة للديكتاتورية، في حين قالت المعارضة إنها تدرس المقترح، بينما حذر خبراء الدستور من "الفوضى".

ومؤخرا، نقل أمين عام اتحاد الشغل، "نورالدين الطبّوبي"، أن "سعيد" اقترح خلال لقاء جمعهما أخيراً العودة إلى دستور سنة 1959 بعد إدخال تنقيحات عليه وعرضه على الاستفتاء الشعبي.

واعتبرت الخبيرة الدستورية "منى كريم" أن "دستور 1959 تم إلغاء العمل به ولم يقع تعليقه حتى يتم الحديث عن إمكانية العودة الآن لتنقيحه، ودستور 2014 ساري المفعول الآن ورئيس الجمهورية الذي يدعو للعودة لدستور 59 وتنقيحه، كان قد أدى اليمين الدستورية وفق مقتضيات دستور 2014، وأقسم على احترامه والسهر على حمايته، وهو مطالب بالوفاء لهذا القسم".

وأضافت: "لا وجود لآلية قانونية ودستورية تسمى تعليق العمل بالدستور الحالي للبلاد، بل ثمة آلية وحيدة وهي تنقيح هذا الدستور، وآلية تنقيح دستور 2014 لا يمكن تنفيذها في غياب الإطار القانوني والمؤسساتي وهو المحكمة الدستورية (…)، ويمكن تنقيح فصل أو عدة فصول أو كامل فصول دستور 2014 (في إطار الحوار الوطني) دون أن يسمى ذلك إلغاء العمل بالدستور الحالي".

ورأت أن "الاستفتاء على إمكانية العودة إلى دستور 59 وتنقيحه غير ممكن؛ لأن الاستفتاء مخصص للقوانين في مجالات معينة تهم الحقوق والحريات والمعاهدات الدولية"، وفق صحيفة "القدس العربي".

من جانبه، اعتبر مستشار رئيس حركة النهضة، "رياض الشعيبي"، ما اقترحه "سعيد" حول العودة لدستور "بورقيبة"، "ارتداد على المكاسب التي تحققت خلال السنوات العشر السابقة".

وأضاف: "حديث الطبوبي تضمّن كشفاً لحقائق وتحميلاً للمسؤوليات؛ لأن المواقف التي عبر عنها رئيس الجمهورية بعثت رسائل تفاؤل في البداية خاصة بعد قبوله التحوير الوزاري والدخول في حوار وطني، ولكن ما برز من مؤشرات تراجع في مواقف قيس سعيد خلق نوعاً من الإحباط لدى الرأي العام التونسي".

وكتب النائب عن ائتلاف الكرامة، "عبداللطيف العلوي": "يا ليته اقترح أيّ نظام جديد نتناقش فيه! أو أعطى أيّ فكرة جديدة لدستور جديد من وحي أفكاره أو خياله أو أوهامه، على الأقلّ يبرهن على أن لديه مشروعاً أيّاً كان. نتّفق فيه أو نختلف فهذه حكاية أخرى! ولكن أفضل من العودة لدستور صنعه بورقيبة على مقاسه ثمّ أعاد بن علي أيضاً تفصيله على مقاسه".

وقال أستاذ القانون العام في كلية الحقوق، "كمال بن مسعود": "من الناحية القانونية ومن منطق القانون الدستوري الصرف لا يمكن أن ننفخ الروح من جديد في دستور 1959؛ لأنّ العمل به ألغي ولا يمكن إعادة إحيائه".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تونس بورقيبة قيس سعيد الرئيس التونسي دستور بورقيبة

أكاديمي تونسي يتهم قيس سعيد بمحاولة الانقلاب على الدستور.. ما السبب؟

شروط تعجيزية.. قيس سعيد يضع أقفالا لإعاقة نجاح الحوار الوطني التونسي

تونس.. الغنوشي يوافق على لقاء مع قيس سعيد لبحث الأزمة السياسية

ابنة بورقيبة التي ترفض الحجاب.. تصريح لمسؤول سابق يثير استنكارا في تونس