في سباق سيشهد "مفاجآت"، ويُقام أمام جماهير غفيرة على حلبة لوسيل، ستقتحم قطر عالم "فورمولا واحد"، بعد انتظار طويل، وبعد انسحاب أستراليا خشية من تداعيات فيروس "كورونا"، فرُبّ ضارة نافعة.
وفي خطوة يؤكّد أنها امتداد طبيعي في بلد مضيف لأحداث رياضية عدة، تعهّد "عبدالرحمن المناعي"، رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية، بـ"مفاجآت" و"إضافة المزيد" إلى "فورمولا واحد".
ودخلت قطر على خط الاستضافة عقب قرار أستراليا الانسحاب من الروزنامة على خلفية تداعيات فيروس "كورونا"، حيث ستكون الإمارة الخليجية على موعد مع التاريخ في 21 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، كرابع دولة عربية تستضيف جولة عالمية بعد كل من البحرين منذ (2004) وأبوظبي (2009) والسعودية هذا العام أيضاً (5 ديسمبر/ كانون الأوّل).
يضيف "المناعي": "لسنوات عديدة، استضفنا جولة من بطولة العالم للدراجات النارية موتو جي بي وبسبب ذلك بات لدينا العديد من الدراجين الشبان ينافسون على أعلى المستويات".
ويؤكد أنه "من دون استضافة موتو جي بي (...) لا أعتقد أننا كنا سنحصل على ذلك"، في إشارة إلى شرف استضافة الفئة الأولى لسيارات المقعد الأحادي.
واستهلت قطر استضافة سباقات الدراجات النارية على حلبة لوسيل عام 2004، عندما أحرز الإسباني "سيتي جيبرناو" اللقب على متن هوندا.
وكانت قطر أعلنت الاتفاق مع المشرفين على البطولة العالمية بإقامة جائزة قطر الكبرى على مدى 10 سنوات، حيث ستعمل في عام 2023 على بناء حلبة جديدة بالكامل، على أن يغيب السباق في 2022 تزامناً مع استضافة كأس العالم.
ويعتبر "المناعي"، أن هذا السباق وغيره في المنطقة سيكون "وسيلة لإلهام الشباب لدخول هذه الرياضة وممارستها"، لافتاً إلى أن تحديد موعد السباق من قبل منظمي "فورمولا واحد" والاتحاد الدولي للسيارات (فيا) "كانت صدفة محظوظة للغاية أن تصادف في نفس اليوم، بعد عام واحد من الآن، مع (موعد) كأس العالم".
وتابع: "نحاول تعظيم المناسبة وإضافة المزيد إلى حدث الفورمولا واحد. أعتقد أننا سنرى بعض المفاجآت الجميلة خلال عطلة نهاية الأسبوع في الفورمولا".
وفيما يتعلق بالتعديلات التي ستطرأ عليها لتلائم شروط "فيا"، يقول "المناعي"، إن "حلبة لوسيل هي حلبة دولية تُقام عليها أحداث رياضية عدة سواء كانت دراجات نارية أو سيارات، وقد تمت الموافقة على الحلبة بالكامل من قبل كلا الاتحادين، واحتاجت فقط إلى بعض التغييرات التجميلية لاستضافة فورمولا واحد".
ويضيف مشيراً إلى مسألة التسابق مع الوقت لتجهيز المنشآت المحيطة بالحلبة وأماكن إقامة السائقين والفرق والعاملين: "لقد تدخلنا في وقت قصير، وأردنا المساعدة. ولكن في الوقت نفسه، أردنا أيضاً أن تكون لدينا علاقة طويلة الأمد مع فورمولا واحد".
وإذ أن السباقات عادة ما تستقطب نحو 80 ألف مشجع خلال أيام المنافسات الثلاثة، تطرّق "المناعي" إلى القدرة القطرية على الاستقطاب، قائلاً إن الدولة الخليجية "تتمتع بقاعدة جماهيرية جيدة لفورمولا، وأيضاً في المنطقة، فهي رياضة تملك شعبية"، متوقعاً أن تكون المدرجات "ممتلئة (...) نتوقع حدثاً كبيراً جداً".
وعن كون قطر ثالث سباق ليلي كامل في الروزنامة بعد سنغافورة والبحرين، والتحديات التي ستواجه الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز من ناحية الاستضافة والتنظيم، يوضح "المناعي" أنه "إطار زمني ضيق بالنسبة لنا والجميع يعمل بجد لتقديم الحدث بمستوى عالٍ حقًا.. عندما يتعلق الأمر بالإضاءة ليلاً قمنا في العام الماضي، بتحديث نظام الإضاءة بحيث أصبح لدينا نظام أفضل بكثير ... وهو أيضاً نظام صديق للبيئة".
وبدأت الدولة الخليجية التي تستضيف مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل كأس العرب لكرة القدم، كبروفة لكأس العالم، افتتاحاً تدريجياً لمرافقها بعد إغلاق طويل جراء جائحة فيروس "كورونا".
وفي هذا الإطار، يؤكد "المناعي" أن الإجراءات الحالية لمحاربة الجائحة ستتيح "الحصول على توفير سعة بنسبة 100% طالما يتم تطعيم الأفراد أو لديهم دليل على أنهم تلقوا الأجسام المضادة (...) من الذين يتوقون للحضور ومشاهدة السباق".
ومنذ إعلان استضافتها لكأس العالم لكرة القدم عام 2022، كانت قطر عرضة لحملة انتقادات واسعة من منظّمات حقوقية عدّة على خلفية التعاطي مع العمال الأجانب الآتين من قارتي أفريقيا وآسيا للعمل في بناء مرافق وملاعب المونديال.
ويُعدّ بطل العالم 7 مرات البريطاني "لويس هاميلتون"، صوتاً صارخاً في دعم حركة "حياة السود مهمة"، فيما يقف بطل العالم 4 مرات الألماني "سيباستيان فيتل" إلى جانب قضايا اجتماعية متنوّعة.
لكن "المنّاعي" يؤكد أن السائقين سيكون "أحراراً للتعبير عن آرائهم عبر منصاتهم.. لا نعتبرها مشكلة في قطر لأنهم أحرار في قول ما يريدون قوله"، مضيفا أنه في إطار القيم والثقافة القطرية "لدينا قيمنا وثقافتنا الخاصة (... ومثلاً) لن نستخدم الشمبانيا أو الكحول خلال الاحتفال بتتويج الأبطال على المنصة" على غرار باقي سباقات المنطقة.
