قلق إسرائيلي عقب هجمات باريس: لسنا ضمن أولويات داعش لكن دورنا سيأتي

الجمعة 20 نوفمبر 2015 02:11 ص

تشكل العملية في باريس، حاليا، ذروة موجة العمليات الاستعراضية لداعش في الشهر الأخير ضد أهداف أعدائه: إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، العملية الانتحارية ضد حزب الله في مصدر سيطرته في بيروت؛ والآن باريس، رمز الثقافة الغربية.

تشكل هذه العمليات الجماهيرية خروجا عن استراتيجية داعش، الذي تبنى حتى الآن تثبيت الذات إقليميا في «دولة إسلامية»، مقابل استراتيجية تنظيم القاعدة، الذي تبنى العمليات الاستعراضية. والمعنى هو اغلب الظن انه سيكون لذلك تواصل. معقول ان يتطلع تنظيم القاعدة الا يتخلف عنه. مستقبل مليء بالارهاب بانتظار الغرب.

أمامنا فشل استخباري مدوٍ، ولكن اكثر من هذا بكثير، يعد هذا فشلا استراتيجيا وفشلا فكريا. فاستراتيجية الحرب ضد داعش مع الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة، التي اكتفت بالكلام وبالقصف الجوي، اثبتت نفسها عديمة الجدوى. فالفكر الذي يرفض الاعتراض بان الغرب يوجد في حالة حرب ضد الاسلام المتطرف، وان الحرب هي ضد قيم الغرب الليبرالية وثقافته المسيحية واليهودية، وانه في هذه الحرب (على الاقل لدى الاوروبيين) - تقف حريات المواطن وحقوقه فوق الأمن الجماعي للسكان - تلقى ضربة قاسية.

إن الحدث في باريس هو حدث تأسيسي لفرنسا وأوروبا؛ حدث مهين، مساوٍ في القيمة لعمليات 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة. ولهذا فان المسألة الأساس هي التالي: هل يشكل هذا الحدث بالفعل انعطافا في السياسة والفكر الأوروبي، مثلما هو انعطافة في منظومة الموقف الدولي من إرهاب الإسلام المتطرف؟

أم ستكون هزة، سيكون تغيير هنا وهناك، ولكن ليس انعطافة؟ في مفهوم الهزة قصدت الا يغير الغرب فكره، والا يقول الرئيس اوباما بانه يوجد ارهاب اسلامي. ومع أن الاجراءات الامنية في اوروبا ستزداد وتشتد وسيتعاظم القصف على داعش، ولكنهم لن يشنوا عليه حربا شاملة. بمعنى انهم سيحدثون اصوات حرب وسيكون الكثير من الكلام والمؤتمرات.

لقد احدثت عمليات 11 ايلول في الولايات المتحدة انعطافة في موقف الادارة الامريكية (في حينه برئاسة بوش): هجوم بري على قواعد القاعدة في افغانستان وتشريع قانون "حماية الوطن"، الذي لم يتردد بالمس بحقوق المواطن. هل ستكون اوروبا مستعدة لان تضحي بفكرتها التأسيسية عن حقوق الفرد في صالح الامن؟ هل الغرب، الى جانب روسيا سيكون مستعدا لان يخرج في حرب حقيقية ضد الاسلام المتطرف ويدخل في حرب برية كي يحتل عاصمتي داعش: الرقة في شرق سوريا والموصل في شمال العراق؟

وأين إسرائيل؟ الآن نحن لسنا في قائمة أولويات عمليات داعش.

لكن دورنا سيأتي في وقت ما في ثلاث جبهات: حيال سيناء، حيال هضبة الجولان (مشروط بالتطورات في سوريا) وفي خارج البلاد، في كل المؤسسات الإسرائيلية واليهودية.

لا يحتاج داعش لـ«التحريض» كي يضربنا. فهذه أيديولوجيته، مثل حماس، فتح، حزب الله وإيران.

يوجد تطور محتمل ينبغي أن يقلق إسرائيل ويتعلق بسوريا. يصعب علي أن أتحرر من الاحساس بأن أوباما ووزير خارجيته سيستسلمان لبوتين وسيوافقان على بقاء الأسد في الحكم، في هذه التركيبة أو تلك. وهذا يعني انتصار لإيران ولحزب الله، وهذا يعني أن من شأننا أن نقل حيال إيران وحزب الله في هضبة الجولان. عشرة أضعاف أخطر من داعش.

  كلمات مفتاحية

هجمات باريس الدولة الإسلامية إسرائيل الجولان سيناء فرنسا

تحليل من الصحافة الإسرائيلية: «داعش» لا يخافون أحدا !

اليابان تنشئ وحدة مخابراتية جديدة لمكافحة «الجماعات الإرهابية»

قتلى وجرحى في 3 انفجارات متزامنة في العاصمة البلجيكية بروكسل