خلص تحقيق داخلي أجراه الجيش الإسرائيلي في أعقاب الحرب الأخيرة على قطاع غزة، في مايو/أيار، إلى وجود ثغرات استخباراتية كبيرة منعت جيش الاحتلال من تلبية التوقعات التي حددها قبل اندلاع القتال.
جاء ذلك حسبما أكد تقرير نشره موقع "ماكو بازام" الإخباري العبري، ونقلته صحيفة "جيروساليم بوست" بنسختها الإنجليزية، الأحد.
وذكر التقرير أن ثمة تصور منفصل عن الواقع للعمليات أضر بعمل الوحدات العسكرية المشاركة في القتال، فضلا عن زعزعة ثقة الجمهور الإسرائيلي بجيشه.
وذكر التقرير أنه في أعقاب القتال الذي استمر لمدة 11 يوما واستهداف الأراضي الإسرائيلية بأكثر من 4 آلاف صاروخ من قطاع غزة، أجرى جيش الاحتلال عدة تحقيقات حول استعدادات القوات لتلك الحرب؛ لتعلم الدروس المستفادة وتلافي الأخطاء في النزاعات المستقبلية.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي أكد قبل اندلاع القتال في غزة، امتلاكه قدرات لجمع معلومات استخباراتية فائقة تعزز عملياته القتالية ضد المقاومة في قطاع غزة، لكن تبين ما هو عكس ذلك، حيث ظهر ثغرات استخباراتية بعد القتال عرقلت فعالية الوحدات المشاركة في الحرب.
ووفق التقرير، فقد وجه ضباط من المشاركين في الهجوم على غزة، انتقادات داخلية حادة بسبب نقص المعلومات الاستخباراتية بشأن صواريخ وقناصة المقاومة الفلسطينية، التابعين لحركتي حماس والجهاد في قطاع غزة.
على الرغم من قتل عدد من قادة حماس خلال الحرب، وجد التحقيق أيضًا أن ثمة نقص في المعلومات الاستخبارية حول مواقع قادة الحركة الذين أراد الجيش إخراجهم. وبدلاً من ذلك، دمر الجيش منازل الأهداف، بما في ذلك قادة الكتائب والسرايا.
وبحسب التحقيق، كان لدى منصات الجيش الإسرائيلي التي تهاجم أهدافًا تعتبرها معادية؛ مثل الطائرات المقاتلة والمروحيات وقوات المدفعية، معلومات استخباراتية كافية لتوفير قوة نيران فعالة.
كما توصل التحقيق إلى أن الجيش قوض أيضًا ثقة الجمهور من خلال نشر تقارير غير دقيقة في وسائل الإعلام حول النزاع.
ولفت التحقيق إلى أن المبالغة في تقدير الموقف العملياتي المنفصل عن الواقع، كما نشره المسؤولون العسكريون في وسائل الإعلام، أدى إلى مشاعر حادة بين عامة الناس لدرجة تقويض الثقة.
وأضاف: "لقد أضعف هذا الوضع قدرات الجيش بسبب استغلال العدو للوضع ومشاعر الجمهور".
