استضافت باريس أيام الفضاء الفرنسية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للفضاء في الإمارات من 26 إلى 28 أكتوبر/تشرين الأول في وقت تدور فيه معركة تأثير بين الإماراتيين في قطاع الفضاء.

وعين رئيس الإمارات الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان"، "سالم بطي القبيسي" لرئاسة وكالة الإمارات للفضاء (UAESA)، الشريكة في التجمع الفرنسي الإماراتي، في 11 أكتوبر/تشرين الأول، في خطوة توضح كيف تستعيد أبوظبي السيطرة على القطاع الذي سيطرت عليه دبي منذ البداية.

وكان "القبيسي" في السابق رئيسًا للبرامج العسكرية في أبوظبي، مما يشير أيضًا إلى أن الإمارة برئاسة ولي العهد "محمد بن زايد آل نهيان"، تتخذ منعطفًا عسكريًا في نهجها للقطاع المكاني.

بالإضافة إلى المشاريع الكبرى مثل مهمة إلى المريخ وإنشاء ميناء فضائي في العين، تمضي أبوظبي أيضًا في تطوير الأبراج البصرية والمراقبة الرادارية، من خلال شركات عامة مثل "Group 42"، التي يسيطر عليها مستشار الأمن القومي "طحنون بن زايد آل نهيان ، وشركة "بيم تريل".

ويتطلع مركز أبحاث الفضاء الفرنسي، والمركز الوطني للدراسات الفضائية (CNES)، وشركتا Thales Alenia Space وAirbus Group، إلى أن يصبحوا شركاء في هذه المبادرات.

وشاركت الصناعة الفرنسية في برنامج عين الصقر في أبوظبي لتزويد الإمارة بأحدث قدرة لمراقبة الأرض منذ عام 2013.

ويسر شركة "لوكهيد مارتن" أيضًا أن ترى وكالة الفضاء تحت عهدة "القبيسي"، الذي عمل لسنوات عديدة مع الشركة الأمريكية في برامج إلكترونيات الطيران والرادار للإمارة.

كما يأمل لاعبو الصناعة الجدد الآخرون في أبوظبي أن يؤدي تحول القوة نحو أبوظبي إلى توفير فرص جديدة لهم.

المنافسة الداخلية والإقليمية

وتأتي سيطرة أبوظبي المتزايدة عندما تواجه الأسرة الحاكمة في الإمارة بعض التحديات الكبيرة الأخرى، بالإضافة إلى صراعات السلطة الداخلية، التي يقول فيها البعض لدبي إن المنافسة الإقليمية تتزايد أيضًا، لا سيما مع المملكة العربية السعودية.

في حين أن إصلاح السعودية لقطاعي الطيران والفضاء، الذي تم إطلاقه في عام 2017، لم ينتج عنه سوى القليل من النتائج الصناعية أو التكنولوجية أو العلمية الملموسة، فإن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" وفر المزيد من التمويل ووعد بمزيد من الاستثمار في القطاع الذي يرأسه الآن أشخاص وشركات مقربون منه.

وتم تخصيص ملياري دولار لوكالة الفضاء السعودية (SSA) لتمويل مشاريع جديدة في وقت سابق.

في حين أن سنوات قليلة فقط تفصل بين إنشاء السعودية ووكالات الفضاء الإماراتية -ظهرت UAESA في عام 2014 وSSA في عام 2018- اجتازت أبوظبي معلمًا بارزًا عندما أرسلت مسبار الأمل الإماراتي الفضائي إلى مدار حول المريخ في فبراير/شباط هذا العام، وهو استغلال ستكافح المملكة العربية السعودية لمواكبته.