مجلة عبرية ترصد معاناة مئات القاصرين الفلسطينيين في سجون (إسرائيل)

السبت 21 نوفمبر 2015 11:11 ص

اعتقلت قوات الاحتلال عددا كبيرا من القاصرين الفلسطينيين مؤخراً، الأمر الذي دفع إدارة السجون إإنشاء جناح جديد لهم. ونشرت عدد من منظمات حقوق الإنسان تقاريرا حول حالات سوء معاملة القاصرين، الذي يعتبر خرقا للقانون الدولي.

وقالت مجلة 972 الإسرئيلية إن سلطات الاحتلال اعتقلت مئات القاصرين الفلسطينيين منذ بداية اندلاع المواجهات شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وتم إرسالهم الى أربع منشآت تابعة لمصلحة السجون داخل الخط الأخضر.

وأضافت المجلة أنه بعدما ازدادت وتيرة الاعتقالات في الضفة الغربية، قررت مصلحة السجون الإسرائيلية إنشاء قسم خاص ومؤقت للقاصرين الفلسطينيين في سجن جفعون في الرملة بهدف تخفيف الاكتظاظ داخل السجون الأخرى.

يذكر أن سجن جفعون كان مكاناً لاحتجاز أصحاب الجرائم البسيطة المحكوم عليهم بالسجن لمدة أقل من خمس سنوات، بما في ذلك طالبي اللجوء والفلسطينيين الذين دخلوا (إسرائيل) بدون تصاريح .

ووفقاً لنادي الأسير فإن 62 قاصرا فلسطينيا محتجزون داخل جفعون، بينما قال محامون من مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان بعد زيارتهم المنشأة قبل عدة أيام إنهم رأوا فقط 56 أسيرا.

والتقى محامون من اللجنه العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل مع عدد من الأسرى القاصرين المحتجزين في السجن، ولا أحد منهم لديه سجل إجرامي، بعضهم في سن الـ14 وتم اتهامهم بعدة قضايا.

وفي حديث مع هؤلاء الصبية قالوا إنه يتم احتجاز ثلاثة أشخاص داخل زنزانة صغيرة، مساحتها مترين في متر، بعضهم لم ير أي شخص من أفراد عائلته منذ اعتقالهم قبل عدة أسابيع.

وأجرى موقع الانتفاضة الالكترونية مقابلات مع بعض أهالي القاصرين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، البعض قالوا إنه لم يتم إبلاغهم باحتجاز ابنهم، حيث يتم العثور عليهم بعد عدة ايام على اختفائهم داخل سجن جفعون بمساعدة من الصليب الأحمر.

ويشتكي الأطفال الفلسطينيون من المعاملة القاسية والمهينة داخل السجن من قبل الحراس. حيث قال أعضاء في اللجنه العامة لمناهضة التعذيب انه في احدى الحالات قام الحراس بالدخول الى الزنزانة حاملين الهروات وقاموا بضربهم لمدة تقارب الساعة، وذلك بسبب انطلاق انذار جهاز كشف الدخان.

وبعد الانتهاء من ضربهم، قال أعضاء اللجنة إن الحراس أخذوا أحد الصبية خارج الزنزانة وقاموا بخنقه حتى أصحبت الرؤية عنده غير واضحة. وقاموا بعد ذلك بوضعه في زنزانة انفرادية وكبلوا يديه وقدميه، وكانوا يتركونه من الساعة 10:00 مساءً حتى 6:00 صباحاً وهو يرتدي ملابس مبللة وبدون مياه او طعام. وعندما كان يطلب السماح له بالخروج الى دورة المياه، كان يضطر الى الانتظار لمدة ساعتين قبل السماح له بالقيام بذلك.

وأكدت مصلحة السجون أن هذا الأمر قد حدث داخل السجن، مبررين ذلك أن عددا من القاصرين سببوا اضطرابا داخل السجن وكسروا عمداً جهاز كاشف الدخان داخل زنزانتهم، الأمر الذي أدى إلى غمر الزنزانة بالمياه وخسارة السجن آلاف الشواكل بسبب الأضرار. ومن أجل منع حدوث اضطرابات مستقبلية تم تقييد وتكبيل اربع صبية طيلة ساعات المساء، وبعد ذلك تم اعادتهم الى زنزاناتهم.

وصرحت مؤسسة الضمير أن في الأول من شهر نوفمبر/تشرين ثاني تم أخد صبي قاصر إلى دورة المياه وتعريته بالكامل وتفتيشه. وفي نفس اليوم، وفقاً للمنظمة، فإن الحراس هاجموا عددا من القاصرين عندما قاموا بتفتيش زنازينهم.

وقال المحامون في نادي الأسير إن في الحالة "Z" وهي حالة طفل (16 عاماً) من القدس، قد تم ضربه على يديه وقدميه من أجل إجباره على الركوع على الأرض ووضع وجهه أمام الحائط لعدة ساعات.

وأضافت المنظمة أن الاطفال اشتكوا من الطعام السيء الذي يقدم لهم داخل السجن، حيث يؤكدون أن ما يقدم لهم من طعام غير كاف وبارد وغير صالح للأكل.

ورفضت إدارة السجون هذه الادعاءات حول كمية ونوعية الطعام قائلة ان القاصرين يحصلون على طعام يحتوي على فيتامينات، ويقدم لهم 5 وجبات يومياً.

ووفقاً لما صرحته إدارة السجون الإسرائيلية فإنه في نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي كان يوجد 182 معتقلا إسرائيليا (عرب ويهود) داخل سجن جفعون، و187 قاصرا فلسطينيا بتهم أمنية تحت سن الـ18، معظمهم من الضفة الغربية.

ومنذ بداية شهر/ أكتوبرتشرين الأول، تضاعف عدد القاصرين الفلسطينيين، حيث صرح نادي الأسير أن في الـ20 من نوفمبر/تشرين ثان كان يوجد أكثر من 400 أسير فلسطيني قاصر في السجون الإسرائيلية.

ولا يستطيع الكثير من القاصرين داخل السجون الاتصال مع عائلاتهم، لأنه يجب على العائلة تقديم طلب للحصول على تصاريح للدخول إلى (إسرائيل) حيث توجد هذه السجون.

ويعتبر نقل الأسرى إلى خارج الأرض المحتلة انتهاكاً لمعاهدة جنيف، لكن هذه قصة أخرى -تقول المجلة العبرية-، لأنه يتم وضع الأسرى تحت إشراف حراس السجن الذين لا يتحدثون اللغة العربية غالبا، ويتم حرمانهم من خدمات إعادة التأهيل والتعليم والنشاطات الاجتماعية، وتقول لجنة مناهضة التعذيب إن كل ما يوجد في السجن هو تلفاز.

  كلمات مفتاحية

أطفال فلسطينيون السجون الاسرائيلية قوات الاحتلال القاصرون الفلسطينيون

الأسرى الفلسطينيون.. بين نصرتهم وتحريرهم

محلل إسرائيلي ينتقد الإفراج عن «عدنان» ويدعو لإطعام الأسرى المضربين قسريا

«تقرير الخارجية الأمريكية لعام 2014»: إسرائيل «تنكل» بالأسرى الفلسطينيين

موقف الإسلام من معاملة الأسرى

«الدولة الإسلامية» ”يأسر“ إسرائيلية كندية في كوباني ويدرس مبادلتها بأسيرات فلسطينيات