الضفة الغربية إلى أين؟ شهداء وجرحى وأسرى مضربون

خيار الشارع مختلف تماماً عن خيارات تحاول الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ودول عربية الدفع باتجاهها.

الاقتحامات والطقوس التلمودية والاستفزازات داخل الحرم المقدسي الشريف لم تتوقف، وبناء المستوطنات وهدم البيوت قائم..

محاصرة حي الشيخ جراح متواصلة والاعتداء على المزارعين وإعاقتهم عن جني محصولهم من الزيتون نشاط يومي للمستوطنين وقوات الاحتلال.

اشتباكات شبه يومية بين المقاومين وقوات الاحتلال المقتحمة لجنين ونابلس وطولكرم والخليل سرعان ما تتطور إلى اشتباك مسلح وقنابل حارقة.

الضفة الغربية ماضية نحو خيار المقاومة والمواجهة مع الاحتلال بالتوازي مع تبخر شرعية السلطة وتراجع سيطرتها ونفوذها على الشارع الفلسطيني.

*     *     *

فقد الفتى فايز حمايل عينه في جبل صبيح، واستشهد الفتى محمد دعدس من مخيم عسكر.. أكمل الأسير كايد الفسفوس يومه الرابع عشر بعد المائة، في حين أتم الأسير كايد القواسمي يومه الثامن بعد المائة في إضراب عن الطعام.

الاقتحامات والطقوس التلمودية والاستفزازات داخل الحرم المقدسي الشريف لم تتوقف، وبناء المستوطنات وهدم البيوت قائم.. محاصرة حي الشيخ جراح متواصلة.. الاعتداء على المزارعين وإعاقتهم عن جني محصولهم من الزيتون؛ نشاط يومي للمستوطنين وقوات الاحتلال.

هذه الأحداث وغيرها كثير في الضفة الغربية تتحول إلى إرباك ليلي عند مغيب الشمس، واستهداف بالأسلحة للمواقع العسكرية الإسرائيلية؛ آخرها يوم أول أمس الخميس بالقرب من رام الله، فضلا عن اشتباكات شبه يومية بين المقاومين وقوات الاحتلال المقتحمة لجنين ونابلس وطولكرم والخليل؛ سرعان ما تتطور إلى اشتباك مسلح وقنابل حارقة.

هذه يوميات الضفة الغربية.. مختلفة عن اليوميات التي عرفتها قبل عام أو عامين؛ إذ اقتصرت عل بؤر محددة، أما الآن فهي منتشرة في القرى والمدن، علما أنها قبل خمسة أعوام لم تكن أي من هذه البؤر الساخنة موجودة..

إنها تغيرات جوهرية؛ مَن يتجاهلها فاقد لعقله؛ وهي تنبئ بأن الضفة الغربية ماضية نحو خيار المقاومة والمواجهة مع الاحتلال، بالتوازي مع تلاشي وتبخر شرعية السلطة، وتراجع سيطرتها ونفوذها على الشارع الفلسطيني.

النقاش حول مستقبل السلطة ما بعد الرئيس محمود عباس بات يتخذ منحى أكثر جدية الآن؛ فالتطورات القائمة في الشارع الفلسطيني تؤكد أن خيار الشارع مختلف تماماً عن الخيارات التي تحاول الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني وبعض الدول العربية الدفع باتجاهه، فخيار المقاومة يزداد حضوره ليصنع رموزه من جديد من رحم المواجهة القائمة مع الاحتلال على الأرض لا من رحم الغرف المغلقة والكواليس المظلمة.

* حازم عياد كاتب صحفي أردني