تداول ناشطون مقطع فيديو، يعود تاريخه لسنوات، يظهر وزير الخارجية الإماراتي "عبدالله بن زايد" يشن هجوما لاذعا على النظام السوري، ويتهمه بارتكاب المجازر والقتل والتعذيب بحق شعبه.
وجاء تداول المقطع بالتزامن مع الزيارة التي أجراها "بن زايد" إلى دمشق، الثلاثاء، والتي التقى خلالها رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، حيث استقبله الأخير بحميمية واضحة.
وأظهر المقطع تصريحات للوزير الإماراتي، خلال مشاركته في مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس في يوليو/تموز 2012، يهاجم خلالها النظام السوري، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك وعدم إعطاء هذا النظام مزيدا من الفرص والوقت لخداع العالم، على حد قوله.
وأضاف "عبدالله بن زايد"، آنذاك: "أتساءل.. هل هناك لحظة سنصل إليها نحن كمجتمع دولي لنقول كفى.. كفى قتلا.. كفى تعذيبا.. كفى مجازر.. وكفى علينا المشاهدة والحديث".
In #Paris Jul 2012 @ABZayed:"until when should we allow this regime (#Assad) to laugh at us and the #Syria|n people are dying".
— Mohamed Al Neser (النسر) (@M_Alneser) November 9, 2021
🖱️: https://t.co/YvqKdcFmaV pic.twitter.com/DmGI6oe4zw
واعتبر الناشطون أن هذه المفارقة تعكس ازدواجية صارخة من الإمارات في التعامل مع القضايا العربية، لاسيما تلك المتعلقة بحقوق الإنسان والعلاقة بين الأنظمة الديكتاتورية وشعوبها، نكاية في الربيع العربي وحركات الإسلام السياسي.
#إمارات الشر pic.twitter.com/yNh2JON4b2
— Ahmad (@ahmadhoms19901) November 9, 2021
عندما كان انسان قبل ان يتحول 🎉🎉📢 لبوق وممسحة pic.twitter.com/mWq4hFYTkD
— رقابة+تفتيش (@Rdadalsattam) November 9, 2021
كان الأولى أن يذهب لإيران ليعيد الجزر الثلاثة قبل أن يعيد بشار .
— ابو محمود النمر (@mlath66621) November 9, 2021
لكن هل هو نفسه هذه الوزير 👇 pic.twitter.com/vvqIj1rek8
مقطع الفيديو السابق فقط لم يكن بطل المقارنة، حيث قارن الناشطون أيضا بين تغريدتين كتبهما الأكاديمي الإماراتي المقرب من الحكومة، "عبدالخالق عبدالله"، الأولى كان يستنكر فيها اللقاء الذي جمع وزير الخارجية البحريني السابق "خالد بن أحمد آل خليفة" ونظيره السوري الراحل "وليد المعلم"، معتبرا أن "آل خليفة" صافح يدا ملطخة بدماء الشعب السوري.
أما التغريدة الثانية لـ"عبدالخالق عبدالله" فكانت بتاريخ اليوم الثلاثاء، حيث نشر صورة وزير الخارجية الإماراتي وكتب معلقا: "سموه في دمشق يمهد الطريق لعودة سوريا إلى الحضن العربي".
— Emad jazeihe (@Emad_jazieh) November 9, 2021
سموه في دمشق يمهد الطريق لعودة #سوريا إلى الحضن العربي pic.twitter.com/zRJJ4rL0lc
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) November 9, 2021
ووصل "عبدالله بن زايد"، الثلاثاء، إلى دمشق، حيث التقى رئيس النظام السوري "بشار الأسد" وعددا من المسؤولين هناك.
وفي تصريحات من دمشق، قال "بن زايد" إن ما وقع بسوريا من أحداث خلال السنوات الأخيرة أثر على كل الدول العربية.
وأعرب الوزير الإماراتي عن ثقته أن "سوريا وبقيادة الرئيس الأسد، وجهود شعبها قادرة على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب".
من جانبه، أكد رئيس النظام السوري، على العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين سوريا والإمارات منذ أيام الراحل الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان"، ونوه بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات.
وفي 27 ديسمبر/كانون الأول 2018، أعادت السفارة الإماراتية فتح سفارتها في دمشق، بعد إغلاق 7 سنوات، بتمثيل قائم بالأعمال.
وفي مارس/آذار الماضي، أعرب وزير الخارجية الإماراتي عن تمسكه بـ"عودة سوريا لمحيطها العربي" في مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره "سيرجي لافروف"، وفي 27 من الشهر ذاته، بحث ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" مع رئيس النظام السوري "بشار الأسد" دعم الأخير في أزمة "كورونا".
ومنذ يوليو/تموز الماضي، تسارعت خطوات التطبيع العربي مع النظام السوري، لا سيما من قبل الأردن والإمارات ومصر، متمثلة في لقاءات متبادلة، واتفاقات وتفاهمات اقتصادية.