سلطت صحيفة "التايمز"، الأربعاء، الضوء على ما قالت إنه خطر كبير يهدد إمكانية العيش في سوريا والعراق، إذ تسبب مؤخرا في جفاف نهر "الخابور" المتصل بالفرات.

وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، أن "الخابور" كان يفيض بالمياه قبل بضع سنوات لدرجة أنه كان بمثابة خط أمامي لا يمكن اختراقه في الحرب بين تنظيم الدولة والأكراد والمسيحيين، مشيرة إلى أن سكان المنطقة، الذين فروا خلال الحرب على تنظيم الدولة، لم يعودوا لزراعة الأرض، وأن الصحراء تنتشر مع انتشار جفاف مدمر في جميع أنحاء سوريا.

وأضافت أن هناك العديد من الأسباب لهذه الكارثة المستجدة، منها ما أورده تقرير نشرته منظمة السلام الهولندية (Pax) هذا الأسبوع، مؤكدة مزاعم السكان المتبقين في المنطقة بأن نهر الخابور جف بعد أن قامت القوات المدعومة من تركيا بسد تدفقه خلال غزوها لشمال سوريا قبل عامين.

لكن الصراع الحربي في سوريا ليس سوى أحد الأسباب، إذ تسبب تغير المناخ والسياسات البيئية السيئة أيضا في جفاف مياه النهر.

وأدى ذلك إلى كارثة على المستوى الزراعي، عبر عنها "جاسم محمد"، وهو مزارع من دير الزور، قائلا: "فشلنا في زراعة أي قمح هذا العام. هذه كارثة. لا قمح ولا خبز".

وأضاف: "الأمر يزداد سوءا كل يوم. إذا أتيت إلى هنا، فسترى أطفالا ينامون بالقرب من المخابز حتى يتمكنوا من الوقوف في طوابير في الصباح الباكر، لأن الخبز أصبح نادرا جدا".

وحذر تقرير صادر عن تحالف من وكالات الإغاثة، في أغسطس/آب الماضي، من أن 5 ملايين شخص في سوريا و7 ملايين في العراق "يفقدون" الوصول إلى المياه، وأن إنتاج القمح "ينهار" في كلا البلدين.

وحذرت الوكالات من أن هروب المزارعين من الأرض سيؤدي في النهاية إلى أزمة لاجئين جديدة، حيث يبحث السكان عن فرص للعيش في أماكن أخرى، ليصبحوا بذلك "أمثلة حية للهجرة الناتجة عن تغير المناخ".

وقال "كارستن هانسن"، المدير الإقليمي لمجلس اللاجئين النرويجي: "مع استمرار نزوح مئات الآلاف من العراقيين وما زال كثيرون في سوريا يفرون للنجاة بحياتهم، ستصبح أزمة المياه التي تتكشف، كارثة غير مسبوقة تدفع إلى المزيد من النزوح".

فيما نوهت منظمة الإغاثة "ميرسي كوربس" إلى أن نقص مياه الشرب النظيفة في سوريا تسبب في عشرات الآلاف من حالات الإسهال الحاد هذا الصيف، كما تم تسجيل 7 وفيات جراء الغرق بين من سقطوا في قنوات الري أثناء محاولتهم العثور على المياه.