بولتكس توداي: الإمارات تنجح بنقل فوبيا الإسلام السياسي للسويد

الأربعاء 10 نوفمبر 2021 08:20 م

بعد أن لاحق الفشل مساعيها المتواصلة منذ اندلاع الربيع العربي، والرامية لوضع الإسلاميين على قوائم الإرهاب الحكومية الغربية، نجحت الإمارات مؤخرا في نقل فوبيا الإسلام السياسي لدولة أوربية هي السويد.

جاء ذلك وفق مقال للكاتب "أندرياس كريج" نشره موقع "بولتكس توداي" حسبما نقل موقع "عربي 21".

وذكر الكاتب أن نجاح جهود الدولة الخليجية جاء هذه المرة عبر  تكثيف جهودها مع شبكات تتكون من تيارات وشخصيات قومية يمينية متطرفة ومستشرقين وكارهين للإسلام ومراكز أبحاث مرتبطة بهم  لوصم أي نشاط مجتمعي  مرتبط بالإسلاميين ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين بـ"الإرهاب"

وذكر الكاتب أن الإمارات سبق وأن قامت بجهود ورعت شبكات مماثلة فى بريطانيا للضغط على الحكومات في أوروبا لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الإسلاميين وأولهم ضد جماعة "الإخوان المسلمون" والمنظمات غير الحكومية ومجموعات المجتمع المدني ذات الصلة مع الإخوان.

وأضاف أن  حملات التأثير الإماراتية هذه في بريطانيا؛ أسفرت عن محاولة من جانب أبوظبي وشبكاتها الإعلامية للضغط على حكومة كاميرون، عام 2015، للتحقيق فيما إذا كان ينبغي إدراج جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية.

ووفق الكاتب "تشير التطورات في السويد منذ عام 2017 إلى أن الإمارات قد سلكت طريقا مشابها ونجحت في تغيير الخطاب بشأن جماعة الإخوان المسلمين بشكل جذري في البلاد، مما أدى إلى قيام المؤسسات الحكومية بوصم المنظمات الإسلامية والمنظمات غير الحكومية، وبالتالي تعطيل قدرتها على المشاركة بنشاط في المجتمع المدني.

ولفت الكاتب إلى أنه بينما تفشل أبوظبي في وضع الإسلاميين على قائمة الإرهاب الحكومية، فإن الوصم ونزع الشرعية في الخطاب العام هو الوسيلة البديلة لتقويض حريتهم في الحركة.

وذكر الكاتب أن الأمر الأكثر تناقضا في السويد، هو أن الروايات الإماراتية المعادية للإسلاميين يتم الترويج لها من قبل وكالة الطوارئ المدنية السويدية "MSB" في السويد، ويبدو أنها قد تم تخريب الوكالة من قبل خبراء ومستشارين من داخل شبكة حاضنة لدولة الإمارات. 

وأشار أن الأمر بدأ  بتقرير حول جماعة "الإخوان المسلمون" بتكليف من وكالة الطوارئ المدنية السويدية، عام 2017، كتبه "ماجنوس نوريل" و"آجي كارلبوم"، ويظهر روايات إماراتية بارزة حول "نظرية الحزام الناقل"، وهي أسطورة تم فضحها توحي بأن جماعة الإخوان المسلمين تعمل كـ"مدخل" إلى الجهاد.

وتبع هذا التقرير بقائمة طويلة من المؤتمرات والمحادثات والأحداث التي وفرت منصة لمجموعة من الباحثين المتشابهين في التفكير الذين يروجون لروايات معادية للإسلاميين تأسست على بحث أكاديمي مشكوك فيه.

وتم إعداد الكثير من هذا البحث من قبل "مركز دراسات التهديد غير المتكافئ والإرهاب "CATS" الممول من وكالة الطوارئ المدنية السويدية، والذي تم إنشاؤه كوسيلة لفصل نتائج البحث عن الوكالة الحكومية.

بهذه الطريقة يمكن أن يعمل المركز بسهولة كأكبر حاضنة للبحث المثير للجدل والنقاش حول التآزر الأيديولوجي المناهض للإسلام والذي من غير المحتمل أن يصمد أمام التحقيق النقدي.

وأشار الكاتب أنه وفي قلب أنشطة مركز دراسات التهديد يأتي رئيس الأبحاث، "ماجنوس رانستورب"، الذي تحول إلى خبير في جماعة الإخوان المسلمين بين عشية وضحاها في عام 2017، وهو أمر مثير للريبة، لأنه في نفس الوقت أصبح مستشارا لمركز هداية "Hedaya" الذي تموله الإمارات، وهو أداة قوة ناعمة رئيسية في دولة الإمارات لدفع أجندتها المعادية للإسلاميين على الصعيد العالمي.

وأصبح "ماجنوس رانستورب" عقدة رئيسية في شبكة النفوذ الإماراتية في السويد التي ترعى شبكة من زملائه الباحثين المرتبطين جميعًا بشكل مباشر أو غير مباشر بأبوظبي ويشاركون الإمارات رواياتها المعادية للإسلام.

ومن بين المؤلفين العديدين الذين تم ترويج تقاريرهم من قبل مركز دراسات التهديد ووكالة الطوارئ المدنية السويدية، "لورنزو فيدينو"، وهو باحث مقيم في واشنطن، ويروج لنظريات المؤامرة اليمينية حول جماعة الإخوان، وعلاقته الوثيقة مع سيء السمعة، حسب وصفه "يوسف العتيبة" سفير الإمارات في واشنطن ليست صدفة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات السوديد قوميون متطرفون الإسلام السياسي الإخوان المسلمون

رغم تعزيزه داخليا.. لا أصداء في الخارج لنموذج السعودية والإمارات عن الاعتدال