واشنطن بوست: عندما تصبح الصحافة مهنة الموت في اليمن

الجمعة 12 نوفمبر 2021 11:16 ص

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الصحافة في اليمن أصبحت "مهنة الموت" في البلاد التي تشهد حربا ضروسا منذ نحو 7 أعوام وسط غياب لأي حلول سياسية على المدى القريب.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المهنة باتت خطيرة حتى على أصحابها الذين يعملون بعيدا عن خطوط المواجهة والقتال، مستدلة بحادثة اغتيال الإعلامية الحامل "رشا حرازي" عقب تفجير سيارة كانت تستقلها في مدينة عدن الجنوبية مع زوجها المصور الصحفي، "محمود العتمي"، الذي أُصيب بجروح خطيرة.

وقال أحد أصدقاء العائلة، الذي رفض الكشف عن هويته، إن "رشا" وزوجها كانا في طريقهما إلى موعد طبي مع طبيبة أمراض النساء والتوليد عندما انفجرت سيارتهما، الثلاثاء، فيما نجا ابنهما الصغير "جواد" من الموت لأنه بقي في المنزل برفقة جدته.

وأدانت نقابة الصحفيين اليمنيين تلك الحادثة، التي وقعت قبل نحو ثلاثة أيام، وعبرت في بيان عن خشيتها من أن تتحول تلك "الجريمة غير المسبوقة" إلى سابقة في استهداف الصحفيين بـ"تلك الطرق الرخيصة والجبانة".

وأوضح ذلك الصديق أن نجاة زوج "رشا" من الموت كان أشبه بالمعجزة، لافتا إلى أن العبوة الناسفة كانت مزروعة تحت الكرسي الأمامي بجانب السائق.

وقال طبيب بالمستشفى الذي يعالج فيه "العتمي"، لمحطة إخبارية سعودية، إن الجريح تعرض لإصابات خطيرة، بما في ذلك إصابات بشظايا وتمزق في الأوتار والعضلات وكسور في أطرافه العلوية.

ولفت إلى أن يديه تحطمتا أيضا، وأصيبت إحدى عينيه.

من جهته، أكد الباحث البارز في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين "جاستن شيلاد" أن العملية تعد سابقة في الاعتداء على الصحفيين في عدن بذلك الأسلوب.

وفي العام الماضي، قُتل الصحفي "نبيل حسن القعيطي" بالرصاص خارج منزله في عدن، ليمسي واحدا من بين 19 صحفيا على الأقل قتلوا في اليمن منذ عام 2014، وفقا للجنة حماية الصحفيين.

وأردف "شيلاد": "للأسف يبدو أن مسألة استهداف الصحفيين ستستمر".

"مهنة الموت"

والشهر الماضي، صوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضد تجديد تفويض عمل مجموعة الخبراء الدوليين البارزين في اليمن، التي كانت توثق وتحقق بشأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان باليمن.

وأثار ذلك القرار موجة غضب بين العديد من الناشطين الحقوقيين المحليين والدوليين باعتبار أن مجموعة الخبراء تلك كانت تعتبر، بحسب كلامهم، أداة حاسمة لمحاسبة كافة الأطراف اليمنية التي قد تقترف انتهاكات بما في ذلك جرائم الحرب.

وقال "شيلاد" إن تفكيك مجموعة الخبراء زاد أيضا من الشعور بأنه "لا يوجد مسار موثوق وحيادي للعدالة" في قضايا على غرار قضية اغتيال الإعلامية "رشا حرازي".

وفي هذا السياق، قال "بسام سعيد"، 32 عامًا، وهو صحفي مستقل وناشط في عدن، إنه وزملاء آخرين الآن "لا يشعرون بالأمان على الإطلاق".

وأكد أن حادثة الاغتيال "جعلت الكثيرين، بمن فيهم أنا، يخشون على حياتهم ويعيدون النظر فيما كنا نفعله".

وقال: "أي صحفي يعمل على فضح انتهاكات أي من الأطراف هو هدف، وحياته في خطر دائم".

وتابع: "لقد أصبحت الصحافة مهنة موت".

وفي نفس السياق، يقول صديق "رشا" وزوجها، وهو صحفي أيضا: "لقد كانت عدن بالنسبة لنا ملاذا آمنا؛ حيث شعرنا أننا يمكن أن نكون بعيدين عن المتاعب والخطر".

وزاد: "لكننا اكتشفنا أننا كنا مخطئين.. أنا بالتأكيد لا أشعر بالأمان بعد الآن ولا أعرف متى يمكن أن تأتي ساعة قتلي".

ويعتقد "سعيد" بأن "العتمي"، وليست "رشا"، هو من كان هدفا للاغتيال، موضحا أن الزوج كان يركز على القضايا السياسية والصراع الأكثر حساسية، في حين أن زوجته الراحلة كانت تكتفي بتغطية المواضيع الاجتماعية.

وتابع بالقول: "الزوجان كانا يتمتعان بسمعة طيبة في المجتمع الصحفي"؛ فقد "كان العتمي محبا لمساعدة الآخرين في حين كانت زوجته لطيفة وطيبة، ولا تستحق بالتالي أن تلقى ذلك المصير".

المصدر | الخليج الجديد + الحرة

  كلمات مفتاحية

اليمن صحافة صحفيين مهنة الموت

السعودية تمنع الصحفي اليمني المعتقل مروان المريسي من دفن نجله

السعودية تمنع صحفيا يمنيا معتقلا لديها من الخروج لدفن نجله

مؤشر حرية الصحافة 2022.. تعرف على ترتيب دول الخليج