وصف وزير الخارجية السودانى «إبراهيم الغندور» ما يتعرض له رعايا بلاده من اعتقال وتعذيب في مصر بالأمر «غير المقبول».
ونقل موقع «الجزيرة نت» عن وزير الخارجية السوداني قوله: «ما يتعرض له رعايانا في مصر من توقيف واعتقال وانتهاك حقوقهم غير مقبول».
وسلّمت السفارة السودانية بالقاهرة الأربعاء الماضي، مذكرة احتجاجية لوزارة الخارجية المصرية، ندّدت خلالها بما أسمتها «تجاوزات ضد مواطنيها بالقاهرة»، وطالبت بوقفها والتحقيق فيها، وذلك بعد احتجاز عدد من السودانيين بتهمة الاتجار في العملة، وتعرضهم للتعذيب في مراكز التوقيف.
وكانت مباحث شرطة قسم «عابدين» بالعاصمة المصرية، قد اعتقلت المواطن السوداني «يحيي زكريا»، و«صادرت الأموال التي كانت بحوزته وزجّت به في السجن، حيث تعرّض فيه للتعذيب»، بحسب بيان صادر عن السفارة السودانية.
وحسب التقرير الطبي الذي نشرته وسائل إعلام سودانية، عقب بلاغ تقديم به المواطن السوداني بقسم شرطة «جبرة» السوداني ضد الحكومة المصرية، فإن «آثار التعذيب نتج عنها نزف في العينين، ورضوض وآثار حرق وجروح باليدين، كما تعرّض المعتقل السابق لأذى جسدي ونفسي».
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها طالبت وزارة الداخلية بإجراء تحقيقات حول الاعتداء على أحد السودانيين في قسم شرطة «عابدين» بالقاهرة.
وأكَّد المتحدث باسم الخارجية المصرية «أحمد أبو زيد» خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى «يوسف الحسينى» فى برنامج «السادة المحترمون» إن واقعة اعتداء عدد من أفراد الشرطة بقسم عابدين على مواطن سودانى، يمثل حالة فردية لن تؤثر على العلاقة السياسية والدبلوماسية بين البلدين، مضيفاً أن وزارة الخارجية ليست جهة اختصاص لتحقيق فى هذا الشأن، وأن الجهات المختصة سوف تقوم بالتحقيق فى الواقعة لكشف ملابسات الواقعة، موضحاً أن الخارجية المصرية تلقت طلب الخارجية السودانية بطلب التحقيق فى الواقعة.
مقتل 6 سودانيين على الحدود المصرية
من ناحية أخرى، أعلنت مصادر أمنية وطبية مصرية اليوم، مقتل ستة مهاجرين سودانين برصاص مجهولين في شبه جزيرة سيناء على الحدود مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد أيام من مقتل 15 مهاجرا أفريقيا بالرصاص أيضا في المنطقة نفسها.
وقالت المصادر إن ستة مهاجرين سودانيين قتلوا برصاص مسلحين مجهولين على الحدود بين مصر ودولة الاحتلال وجرح 11 آخرون.
وأضافت أنه لم يتم تحديد ملابسات مقتل هؤلاء المهاجرين أو الجهة التي قتلتهم، لكنها رجحت أن يكونوا في طريقهم للتسلل لـ(إسرائيل).
وكانت الإذاعة الإسرائيلية، قالت يوم الأحد قبل الماضي، إن قوات الأمن المصرية قتلت 15 سودانيا وأصابت ثمانية آخرين، لدى محاولتهم التسلل تجاه الحدود الإسرائيلية.
ونقلت الإذاعة عن مسؤولين مصريين في سيناء قولهم إن قوات الأمن المصرية أجهزت على 15 مهاجرا سودانيا، وأصابت ثمانية آخرين بجروح خلال محاولتهم للتسلل إلى (إسرائيل).
وقال المسؤولون إن القوات الأمنية أطلقت النار على المهاجرين بعد عدم امتثالهم للأوامر بالتوقف، وركوضهم نحو السياج الحدودي.
أنا آسف يا سودان
هذا ودشن نشطاء مصريون وسم «#أنا_أسف_يا_سودان» ردا على وسم كان قد دشنه سودانيون تحت اسم «#مصر_ليست_أخت_بلادي»، أعربوا فيه عن اعتذارهم للشعب السودانى عن ممارسات قوات الأمن مؤكدين أنها لا تمثل الشعب المصري.
الإعلامي «عبد الله الشريف» شارك في الوسم مقدما الاعتذار للشعب السودانى عامة وللشاب الذي تعرض للتعذيب خاصة قائلا «#أنا_آسف_يا_سودان عموماً وخصوصاً الحاج يحيى زكريا رفع الله ذكرك وشأنك في الدنيا والآخرة وأذل السيسي وعصابته وشفى صدرك وصدورنا منهم».
كما تقدم حساب «سيد ناجي» أيضا بالاعتذار للشعب السودانى عبر الوسم قائلا: «عذرا شعب سودان التصرف الأحمق من الحكومة المصرية في حق الحاج يحيى زكريا لا يمثلنا كمصريين ويعلم الله أنا نحبكم في الله».
وتوعد مغرد آخر النظام المصري الحاكم بالثأئر قائلا «#أنا_آسف_يا_سودان خصوصا الراجل المحترم يحيي زكريا وكل اهل السودان أولاد عمومتنا أقذار النظام آذوكم ولن يفلتوا عما قريب سيكون الثأر».
وكانت الصحف السودانية ومواقع التواصل الاجتماعى قد شنت حملة ضد مصر بشعار (لا تسافر إلى مصر)، وذلك احتجاجاً على حملة الاعتقالات، وسوء التعامل الذى تواجه به الأجهزة الرسمية أفراد الجالية السودانية بالقاهرة، وحرضت أفراد الشعب السودانى بمقاطعة السفر إلى جمهورية مصر العربية لأى غرض، والبحث عن بدائل أخرى فى حالة طلب العلاج أو السياحة أو أى أغراض أخرى، وأشارت الحملة إلى أن ذهاب أى سودانى لمصر فى هذا التوقيت يعرضه لمخاطر كبيرة فى ظل الهجمة الأمنية الشعواء من قبل الأجهزة المصرية.
