تقديرات إسرائيلية: حماس تجهز مفاجآت تحسبا لأي جولة تصعيد جديدة

الأربعاء 17 نوفمبر 2021 04:49 م

تشير التقديرات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إلى أن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" تجهز "مفاجآت"، تحسبا للجولة الحربية المقبلة مع الجيش الإسرائيلي.

وحدد تقرير صادر عن "مركز القدس للشؤون العامة والدولة"، الثلاثاء، مجالا يثير هذه المخاوف بشكل أساسي، ويتعلق بحدوث طفرة في القدرات الصاروخية للحركة، أو أنها نجحت في تحسين فاعلية الطائرات المُسيرة التي تملكها.

وتخشى إسرائيل أن تكون الحركة قد استخلصت دروسا محددة من العملية العسكرية الأخيرة في مايو/أيار الماضي، والتي سمتها "حماس" بمعركة "سيف القدس".

وذهب التقرير إلى أن "حماس" تستغل الفترة الحالية التي تشهد حالة من الهدوء على الصعيد العسكري، من أجل استخلاص دروس الحرب الأخيرة، وتجهز "مفاجآت" خلال الحرب المقبلة.

وحسب التقرير؛ تنتظر "حماس" نتائج الاجتماع المرتقب بين رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء "عباس كامل"، ورئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت"، ورأى أنه "سيكون حاسما لمسألة مصير قطاع غزة في الشهور القريبة المقبلة".

ولفت إلى الزيارة التي أجراها وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة، الإثنين، وضمت رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي "إيال حولاتا"، ورئيس "الشاباك" الجديد "رونين بار"، والاجتماع الذي عقده هذا الوفد مع رئيس جهاز الاستخبارات المصري، منوها إلى أن الزيارة تمهد للاجتماع بين "كامل" و"بينيت".

وسلط المركز الإسرائيلي الضوء على التقارير التي تحدثت عن خطة شاملة أعدتها القاهرة للتوصل إلى هدنة طويلة المدى، وتركز على 4 محاور، من بينها 3 محاور على صلة بتحسين الوضع الاقتصادي ومستوى المعيشة لسكان القطاع، بينما يقوم المحور الرابع على إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل.

وأشار إلى أن الحركة التي تسيطر على غزة ومعها فصائل فلسطينية أخرى توافق بشكل مبدئي على الخطة المصرية، وأن الجميع في انتظار موقف إسرائيل النهائي.

ومع ذلك، زعم التقرير أن "حماس تتحفظ على فكرة الهدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، إذ تعتبر الحركة نفسها حركة مقاومة، لكنها لا تمانع في هدنة تستمر بضعة أشهر".

ونقل التقرير عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها: "ينبغي عدم رفع سقف التوقعات بشأن الخطة، في ظل وجود تباين في الموقف بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة التبادل".

كما أكدت المصادر أن "التباين والخلاف بين الطرفين في هذا الصدد كبير جدا، ويصعب حدوث طفرة".

وعلى هذه الخلفية، يرى المحلل السياسي "يوني بن مناحم"، وفق التقرير، أن حركة "حماس" تستعد لجولة القتال المقبلة ضد إسرائيل، وأنها حاليا في ذروة عملية إعادة بناء وترميم شبكات الأنفاق والمنظومة الصاروخية.

ووافقت إسرائيل في الشهور القليلة الماضية على إدخال مواد بناء إلى قطاع غزة، تشمل حديد التسليح والأسمنت، لاستخدامها في عمليات إعادة بناء المنازل التي تضررت خلال العملية العسكرية الأخيرة.

لكن التقرير الإسرائيلي نقل عن مصادر داخل غزة، أن جزءا من هذه المواد ذهب إلى "حماس"، وأن الأخيرة تستخدمه في إعادة بناء الأنفاق.

وتطرق "بن مناحم" إلى سلسلة من الاختبارات المكثفة التي نفذتها الذراع العسكرية لـ"حماس" خلال الأسابيع الأخيرة، والتي شملت اختبار نظم صاروخية أطلقت صوب البحر المتوسط، إضافة إلى طائرات مُسيرة، لافتا إلى أن المُسيرة التي اعترضها نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، فوق البحر، كانت ضمن هذه التجارب.

ومضى قائلا إن "تل أبيب أبلغت القاهرة في 14 من الشهر الجاري بشأن مخاوفها إزاء تلك التحركات، لا سيما ما يتعلق بتوسع حماس في استخدام المُسيرات لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، فضلا عن تنفيذ هجمات مستقبلا".

ولاحظت مصادر عسكرية إسرائيلية، نقل عنها التقرير، أن كتائب "عزالدين القسام"، الذراع العسكري للحركة ”تعمل في اتجاه زيادة مدى الصواريخ، فضلا عن تحسين دقتها وبنائها بحيث يمكن تحميلها برؤوس حربية تستوعب كمية أكبر من المواد المتفجرة".

وتتوقع المصادر، أن هناك "مفاجآت" ستراها إسرائيل، وتكون أخطر من 4 جولات حربية مضت، وأن الصواريخ الفلسطينية ستطال مواقع عسكرية حساسة لم تستهدف من قبل.

وعدا عن ذلك، تشكل مسألة الطائرات المُسيرة سببا من أسباب مخاوف إسرائيل، حيث يشير التقرير إلى أن حالة من القلق تنتاب الجيش الإسرائيلي لأن إيران تزود الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بطائرات مُسيرة تعمل وحدات التطوير الخاصة بـ"حماس" على تعديلها لتناسب الخطط الميدانية للحركة.

وسبق أن اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي "يائير لابيد"، أن منع تعاظم قوة حركة "حماس" والكف عن إطلاق النار من غزة، سيساهمان في تحقيق الأمن لمواطني إسرائيل وتحسين الأوضاع الاقتصادية لسكان قطاع غزة.

في حين تؤكد مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية، أن المؤسسة العسكرية والأمنية في تل أبيب، تعتقد أن حركة "حماس" مستعدة لجولة تصعيد جديدة.

وتقدّر مصادر أمنية إسرائيلية، أن مجمل حجم وكمية الصواريخ بحوزة "حماس" يكفي لجولة إضافية من التصعيد، لأن ترسانة "حماس" لم تتضرر بشكل جدي في العدوان الإسرائيلي الأخير.

وهذه التقديرات تأتي بالرغم من أن الجيش كان ادّعى بعد عدوان مايو/أيار، أن "حماس" ستواجه صعوبات في إعادة ترميم قوتها العسكرية، إلا أن الجيش يرصد منذ الآن تجدد ترسانتها، وصناعة صواريخ بوتيرة بطيئة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حماس إسرائيل المقاومة غزة أوضاع غزة المقاومة الفلسطينية

لابيد: يجب منع تعاظم قوة حماس لتحسين أمن إسرائيل

بريطانيا تعتزم تصنيف حماس كـ"منظمة إرهابية" وسجن المتعاطفين معها