بعد 55 عاما.. متهمان بقتل مالكولم إكس على أعتاب البراءة

الأربعاء 17 نوفمبر 2021 09:21 م

قال المدعى العام لمنطقة مانهاتن، الأربعاء، إنه من المتوقع أن يتم، الخميس، إلغاء حكم إدانة اثنين من الرجال الذين ثبتت إدانتهم باغتيال المتحدث البارز والمدافع عن حقوق السود والمسلمين في أمريكا "مالكولم إكس".

ومن المتوقع أن يتم إسقاط إدانات الرجلين التي صدرت في عام 1966 بعد تحقيق مطول، مما يعيد كتابة التاريخ الرسمي لواحدة من أشهر جرائم القتل في عصر الحقوق المدنية بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتأتي تبرئة الرجلين "محمد عزيز" و"خليل إسلام"، اعترافا ملحوظا بالأخطاء الجسيمة التي ارتكبت في قضية ذات أهمية بالغة، ومتعلقة بقتل أحد أكثر القادة السود نفوذا في أمريكا عام 1965، في حقبة مكافحة العنصرية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وخلص تحقيق أجراه مكتب المدعي العام في مانهاتن، ومحامو الرجلين، على مدى 22 شهرا، إلى أن المدعين العامين و2 من وكالات إنفاذ القانون الرئيسية في البلاد -مكتب التحقيقات الاتحادي وإدارة شرطة نيويورك- حجبوا أدلة رئيسية لو تم تسليمها، لكان من المرجح أن تؤدي إلى تبرئة الرجلين.

وأمضى "عزيز" و"إسلام"، عقودا في السجن بتهمة القتل، بعدما فتح 3 رجال النار داخل قاعة احتفالات مزدحمة في قاعة أودوبون في مانهاتن، بينما كان "مالكولم إكس" يبدأ محاضرة.

لكن القضية المرفوعة ضدهم كانت مثيرة للريبة منذ البداية، وخلال العقود التالية أثار المؤرخون، والمتابعون شكوكا حول القصة الرسمية.

كما لم تكشف عن مؤامرة من الشرطة أو الحكومة لقتله، وتركت أسئلة لم يتم الرد عليها بشأن كيفية وسبب فشل الشرطة والحكومة الفيدرالية فى منع الاغتيال.

وأعاد اعتراف "سايروس ر. فانس جونيور"، المدعي العام الحالي في مانهاتن، الذي يعد من بين أبرز المدعين العامين المحليين في البلاد، صياغة واحدة من أكثر اللحظات إيلاما في التاريخ الأمريكي الحديث.

وفي مقابلة، اعتذر "فانس" بالنيابة عن أجهزة إنفاذ القانون، التي قال إنها خذلت أسرتي الرجلين، وقال إنه لا يمكن علاج هذه الإخفاقات، "ولكن ما يمكننا القيام به هو الاعتراف بالخطأ وشدة الخطأ".

وتعاملت إعادة التحقيق التي أجراها "فانس"، ومكتب "ديفيد شانز"، وهو محام في مجال الحقوق المدنية، مع عقبات كبيرة، كان منها وفاة العديد من المرتبطين بقضية القتل، بمن فيهم شهود ومحققون ومحامون، فضلا عن مشتبه فيهم محتملين آخرين، قبل فترة طويلة.

وفقدت الوثائق الرئيسية بسبب الوقت، ولم تعد الأدلة المادية، مثل أسلحة القتل، متاحة للاختبار.

وقال "فانس": "يشير هذا إلى حقيقة أن أجهزة إنفاذ القانون، تاريخيا، فشلت في كثير من الأحيان في الارتقاء إلى مستوى مسؤولياتها. هؤلاء الرجال لم يحصلوا على العدالة التي يستحقونها".

وإجمالا، وجدت إعادة التحقيق أنه لو قدمت الأدلة الجديدة إلى هيئة محلفين، لكان ذلك قد أدى إلى تبرئة المتهمين، ولما اضطر كل من "عزيز"، 83 عاما، الذي أطلق سراحه عام 1985، و"إسلام"، الذي أطلق سراحه عام 1987 وتوفي في عام 2009، إلى قضاء عقود في الصراع لتبرئة ساحتهما.

واعتبرت "ديبورا فرانسوا" محامية الرجلين، أن ذلك "لم يكن ذلك مجرد سهو"، بل "كان هذا نتيجة لسوء سلوك رسمي جسيم للغاية".

وقتل "مالكولم إكس" في مرحلة كان يتوقع فيها أن يصبح أحد أشهر زعماء الحقوق المدنية، بعد 6 سنوات من تحوله من حياة الشوارع في نبراسكا إلى داعية إسلامي، ومدافع عن حقوق السود، عرف بانتقاداته الكبيرة للطريقة التي أساءت بها السلطات استخدام سلطتها وقيامها بمعاملة السود بوحشية.

وتعد بعض أفكاره، التي اعتنقها خلال فترة عمله في منظمة "أمة الإسلام"، ملفتة بشكل كبير، وغير معتادة، حتى بمعايير اليوم، إذ أنه دعا إلى "انفصال السود" مما تسبب بهجوم عليه من قبل الكثير من وسائل الإعلام.

وفي عام 1965، بعد عام من مغادرته أمة الإسلام، بدأ في تبني مهمة جديدة، هي منظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية، التي كانت موضوع خطابه المزمع في قاعة أودوبون التي شهدت اغتياله.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مالكوم إكس أمريكا حقوق المسلمين حقوق السود

العثور على ابنة مالكولم إكس ميتة داخل منزلها في نيويورك

تعويض خيالي لأمريكي سجن ظلما لمدة 20 عاما