عشية جلسة جديدة من محاكمة غيابية لـ26 متّهمًا سعوديًا في قضية قتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، دانت منظمة "مراسلون بلا حدود" المدافعة عن حرية الصحافة "التأثير السياسي على القضاء التركي".

وطلبت "مراسلون بلا حدود"، في بيان نُشر الإثنين من السلطات التركية "اتخاذ تدابير فورية لمحاكمة الأشخاص المتورطين في هذه الجريمة، سواء من أمروا بتنفيذها أو من حرّضوا أو نفّذوا".

وفي الجلسة الخامسة أمام المحكمة في إسطنبول في قضية قتل الصحفي السعودي المعارض، سيبقي قفص الاتهام فارغاً.

وذكرت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن "جميع المتّهمين الـ26 المتورّطين في هذه القضية، التي فُتحت في الثالث من تموز/يوليو 2020، مواطنون سعوديون"، ولم يمثل أي منهم على الإطلاق.

في الجلسات الأخيرة، رفضت المحكمة أيضًا اعتبار تقرير الاستخبارات الأمريكية حول هذه الجريمة بمثابة دليل، وهو ما كانت تطالب به خطيبة "خاشقجي"، التركية "خديجة جنكيز".

وبحسب هذا التقرير الذي أمر الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بنشره في الربيع، فإن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، "أجاز" عملية قتل الصحفي.

وأكدت المنظمة، الاثنين، أن كل مرة كان "القاضي يقول إن التقرير لن يضيف شيئاً على الملف".

ومنذ افتتاح المحاكمة في يوليو/ تموز 2020، استمعت المحكمة إلى شهود عدة بينهم ثلاثة موظفين أتراك في القنصلية السعودية حيث قُتل "خاشقجي".

واعتبرت المنظمة أن "عدم نظر الادعاء والمحكمة إلى الآن في الروابط المحتملة بين هذه الجريمة (وولي العهد السعودي) يثير القلق"، متسائلةً ما إذا كان القضاء التركي "قادرًا على إحقاق العدالة بعيدًا عن أي تأثير سياسي".

من جهة أخرى، أشارت المنظمة إلى جلسة مرتقبة، الأربعاء المقبل، في أنقرة ستخصص لقضية قتل الصحفي في صحيفة "أوزغور جونديم"، "موسى عنتر" في سبتمبر/ أيلول 1992، أي بعد 29 عامًا على وقوعها، علما بأن القضية تسقط بالتقادم بمرور 30 عاما عليها.

وقالت المنظمة: "رغم أن الدولة التركية قد أقرّت بضلوعها في قتل موسى عنتر وقدّمت اعتذارا عام 1998، إلا أن العدالة قد لا تتحقق أبدًا"، مندّدةً بـ"التأثير السياسي الممارس على الآلية القضائية في تركيا"، حيث "قُتل أو فُقد أثر نحو 40 صحفيًا منذ التسعينات".

وأكدت أن "الإفلات من العقاب في الجرائم التي تستهدف صحفيين لا يزال مشكلةً" ما يضع تركيا في المرتبة 153 من أصل 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي أعدّته منظمة "مراسلون بلا حدود" للعام 2021.