السودان: انفتاح أم شرعنة للانقلاب؟
جزء كبير من القوى السياسية والشعبية السودانية ترى اتفاق حمدوك-البرهان شرعنة الانقلاب وليس اكثر من ذر للرماد بالعيون.
جاء الانقلاب من إرادة العسكر لكن العامل الخارجي لم يشكل حاضنة له ولم تسمح به أميركا ومن هنا يبدو أن الاتفاق حقيقي وقد تكون منتجاته جيدة.
العودة عن الانقلاب أمر مريح ومرحب به قد لا يزيل الشكوك بين المدنيين والعسكر لكنه افضل ألف مرة من شرعنة الانقلاب والتغطية عليه، وجعله مسكوتا عنه.
* * *
وقع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، على اتفاق سياسي جديد يقضي، بإعادة حمدوك لقيادة حكومة تكنوقراط تقود المرحلة الانتقالية.
ويتضمن الاتفاق 14 بندا، أبرزها إلغاء قرار إعفاء حمدوك من رئاسة الحكومة، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي.
ويؤكد الاتفاق أن الوثيقة الدستورية لعام 2019 هي المرجعية الرئيسية خلال المرحلة المقبلة، مع ضرورة تعديلها بالتوافق، بما يضمن ويحقق مشاركة سياسية شاملة لكافة مكونات المجتمع، عدا حزب المؤتمر الوطني.
السودانيون انقسموا في موقفهم من الاتفاق، بين مرحب ورافض، مما يؤشر على ان ثمة شكوكًا تحوم حول الاتفاق ومآلاته واهدافه.
انا شخصيا ارى ان الاتفاق جاء بعد ضغط دولي حقيقي قادته واشنطن لإعادة الامور لنصابها، وبتقديري ان العامل الخارجي ضغط وحسم خياراته تجاه "ان يحكم السودانَ المدنيون".
هناك رأي آخر في التحليل السياسي يتبناه جزء كبير من القوى السياسية والشعبية السودانية ترى ما جرى من باب شرعنة الانقلاب، وانه ليس اكثر من ذر للرماد بالعيون.
مرة اخرى، انا ارى ان الانقلاب كان إرادة للعسكر، لكن العامل الخارجي لم يشكل حاضنة له، ولم تسمح به أميركا، ومن هنا أميل إلى أن الاتفاق حقيقي، وقد تكون منتجاته جيدة.
العودة عن الانقلاب أمر مريح ومرحب به، قد لا يزيل الشكوك بين المدنيين والعسكر، لكنه افضل الف مرة من شرعنة الانقلاب، والتغطية عليه، وجعله مسكوتا عنه.
* عمر عياصرة كاتب وإعلامي، عضو مجلس النواب الأردني
