ودعت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها "أنجيلا ميركل" زملائها خلال حضورها آخر اجتماع لمجلس الوزراء الألماني، الأربعاء، بينما قدم المستشار الجديد "أولاف شولتس"، الذي كان وزيرا للمالية بحكومتها (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، باقة ورود لتوديعها.
WATCH: German Chancellor Angela Merkel bade her colleagues farewell in what could be her final cabinet meeting. Chancellor-in-waiting Social Democrat Olaf Scholz presented her with a tree to plant in her garden, according to a person at the meeting https://t.co/1GU6DBuSAs pic.twitter.com/27wej7baEP
— Reuters (@Reuters) November 28, 2021
والأربعاء، أعلن "شولتس" توصله لاتفاق مع "الحزب الديمقراطي الحر"، و"حزب الخضر" لتشكيل حكومة ائتلافية تسدل الستار على حقبة المستشارة "ميركل"، وتهدف لتحديث أكبر اقتصاد في أوروبا وتسريع التحول الأخضر.
وينص اتفاق الائتلاف، الذي جاء في 177 صفحة، وتم التوصل إليه بعد محادثات على مدى شهرين، على أن الأحزاب الثلاثة ترغب بتسريع وتيرة الاستثمار العام في التكنولوجيا الخضراء والرقمنة مع العودة إلى القيود الصارمة على حدود الديون اعتبارا من 2023.
ويضع الاتفاق أساسا لأول حكومة ائتلافية بين أحزاب الديمقراطيين الاشتراكيين والديمقراطيين الأحرار والخضر، ويكتب النهاية لسيطرة حكومة المحافظين بزعامة "ميركل"، بعد 16 عاما في الحكم، ويؤذن أيضا لحقبة جديدة في علاقات ألمانيا بأوروبا والعالم.
وقال "شولتس"، في مؤتمر صحفي في برلين، وهو يقف بين زعيمي الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر: "نريد أن نتحلى بالشجاعة لإحراز المزيد من التقدم.. سنستثمر الكثير لاحتفاظ ألمانيا بالريادة".
ولدى الائتلاف خططًا طموحة متوسطة وطويلة الأجل، بما في ذلك التوسع السريع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، والابتعاد السريع عن الاعتماد على الفحم الملوث وزيادة الحد الأدنى للأجور.
وتأكيدًا على ميوله الاجتماعية الليبرالية، وافق التحالف أيضًا على السماح بتعدد الجنسية وزيادة الهجرة النظامية، وخفض سن الاقتراع إلى 16 عامًا، وجعل ألمانيا أول دولة أوروبية تقنن بيع القنب للاستخدام الترفيهي.
ويتطلب الحصول على الجنسية الألمانية عموما، أن يتخلى الشخص عن أي جنسية أخرى رغم وجود استثناءات بينها مواطنو دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
ومن المتوقع أن تصبح زعيمة حزب الخضر "أنالينا بربوك" (40 عاما) أول وزيرة خارجية في ألمانيا، وقال "شولتز" إنه يريد حكومة متساوية بين الجنسين.
وترحل "ميركل" تاركة خلفها فراغا كبيرا، بعد أن أبحرت بألمانيا وأوروبا وسط أمواج أزمات كثيرة، وكانت بطلة للديمقراطية الليبرالية في مواجهة موجة متزايدة من الاستبداد والسلطوية في جميع أنحاء العالم.
لكن منتقديها يقولون إنها تمكنت من إدارة المشكلات بدلا من حلها وتركت لمن يخلفها قرارات صعبة على جبهات كثيرة.
ويواجه الائتلاف الجديد تحديات فورية وسط أسوأ تفش لـ"كوفيد-19" ومعاناة أوروبا من تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة المهاجرين على حدود التكتل مع روسيا البيضاء.
سيكون التحدي الأبرز أمام الائتلاف الجديد هو الحفاظ على توافق بين حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه الشريك الطبيعي ليسار الوسط، والحزب الديمقراطي الحر المتشدد مالياً والذي كان تاريخياً أقرب إلى المحافظين في ألمانيا.
اعتبر بعض مراقبي السوق السرعة التي توصل بها الطرفان إلى اتفاق الائتلاف علامة جيدة مبكرة.
وقال "كارستن برزيسكي"، كبير الاقتصاديين: "إذا استمر هذا النهج فبمجرد أن تتولى الحكومة السلطة فعليًا، فقد تحصل الدولة أخيرًا على الإصلاحات والاستثمارات التي تحتاجها".