صفحة جديدة بين إيران والإمارات.. إعادة تموضع للمنطقة وسط ترقب سعودي

الخميس 2 ديسمبر 2021 03:22 م

بينما تسعى الإمارات وإيران لفتح صفحة جديدة من العلاقات بينهما، في محاولة لطي سنوات من الخلاف السياسي بين البلدين، يستبعد محللون تأثيرا كبيرا لهذه الخطوة على الأوضاع في المنطقة.

ويرى مدير مركز القرن العربي للدراسات "سعد بن عمر" أن المحادثات الإماراتية الإيرانية بلا تأثير على الأوضاع في المنطقة ما لم يتغير هرم السلطة في طهران، معتبرا أن الصفحة الجديدة بين البلدين تأتي في إطار "إعادة التموضع الجديد في المنطقة"، ومحاولات الولايات المتحدة تخفيف وجودها في الشرق الأوسط، وفقا لما نقله موقع قناة "الحرة" الأمريكية.

وأشار إلى إحصاء لمعهد دول الخليج العربية في واشنطن بقيمة استثمارات إيران في الإمارات عام 2015، التي بلغت ما يصل إلى 200 مليار دولار، ولذا فإن مصالح إيران مع الإمارات أكبر من أي دولة خليجية أخرى.

وأضاف أن دبي تعتبر النافذة التجارية لإيران، ورغم الخلافات لم تغلق الإمارات سفارتها في طهران.

ويؤكد "بن عمر" على أن إعادة العلاقات بين طهران وأبوظبي تتم بمشاورة السعودية، متحدثا عن "تنسيق كبير" بين الإمارات والسعودية على مستوى السياسة الخارجية.

ويتفق الأكاديمي الإماراتي المقرب من دوائر الحكم "عبدالخالق عبدالله" مع "بن عمر"، معتبرا أن السعودية ليست بعيدة عن الحوار الإيراني الإماراتي، خاصة أنها أجرت 4 جولات من الحوار المباشر مع إيران في بغداد.

وخلال الأسابيع الأخيرة، شهدت السياسية الخارجية الإماراتية تغييرات كبيرة، فقد زار ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" تركيا بعد عقد من الخلافات، كما التقى وزير الخارجية "عبدالله بن زايد" رئيس النظام السوري "بشار الأسد".

وعن الشكل المتوقع للعلاقات الجديدة بين الإمارات وإيران مستقبلا، يرى "بن عمر" أنها قد تشمل مزيدا من الاستثمارات والتمثيل الدبلوماسي.

أما "عبدالله" فيرى أن "أبوظبي تعرف جيدا ما الذي تريده من إيران، وفي مقدمة ذلك توقف سياسة التهديد والوعيد، والتدخل في شؤون الداخلية للدول المنطقة، ومعالجة أزمة الجزر عن طريق التحكيم، ووقف برنامجها الصاروخي والنووي، الذي يزيد التوتر في المنطقة".

وطالب "عبدالله" إيران بأن تكون واضحة تماما فيما تريده من الإمارات، مؤكدا أن "الإمارات لم تخطئ بحق إيران ولم تحتل جزءا من أراضيها"، على حد قوله.

يذكر أن كلا من الإمارات وإيران يطالبان بالسيادة على جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى عند مدخل مضيق هرمز الذي تمر عبره نحو 40% من صادرات النفط العالمية المنقولة بحرا.

وعام 2017 كانت الإمارات هي الشريك المستورد الرئيس لإيران، مع تجارة بينهما وصلت 12.9 مليار دولار، وشمل ذلك واردات من إيران إلى الفجيرة التي عملت كمزود وقود للسفن ومركز تخزين وقود للسفن التجارية.

وعندما تمت مهاجمة السفارة السعودية بطهران في يناير/كانون الثاني 2016، خفضت الإمارات مستوى العلاقات، لكنها أبقت على تمثيلها الدبلوماسي في إيران على الرغم من قيام السعودية والبحرين ودول عديدة أخرى بقطع العلاقات مع طهران.

وعام 2020 انضمت الإمارات إلى الكويت وقطر لتقديم العون لإيران خلال جائحة فيروس كورونا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات إيران السعودية

مسؤول إسرائيلي: قلق كبير في تل أبيب من تقارب الإمارات وإيران